مصدر دبلوماسي وضعها في إطار الضغط لتسليم أنصار القذافي
يتعرض المصريون في ليبيا لمضايقات كثيرة، وللسجن والتعذيب، ويُتهم المسيحيون منهم بالتبشير بالمسيحية، وذلك في معرض الضغط على القاهرة لتسليم رموز تعود إلى عهد العقيد معمر القذافي.
القاهرة: تعرض 500 مصري للسجن والتعذيب في السجون الليبية، وإتهمت السلطات الليبية 100 منهم بممارسة التبشير بالمسيحية في مدينة بنغازي. وعادت مجموعة منهم إلى مصر عبر منفذ السلوم، وقد تعرض أحدهم للتعذيب بقسوة حتى فقد النطق تمامًا، كما تم بتر يديه.
أثارت تلك القضية عاصفة من الغضب في أوساط المصريين، لاسيما الأقباط، ودعت الكنيسة الحكومة ووزارة الخارجية إلى سرعة التحرك من أجل حماية المصريين، والإفراج عنهم وإعادتهم لوطنهم.
وقال مصدر دبلوماسي لـ"إيلاف" إن تلك الإجراءات تأتي في سياق الضغط على الحكومة المصرية من أجل تسليم نحو 85 من رموز حكم القذافي المقيمين في مصر، على رأسهم أحمد قذاف الدم، ابن عم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
التبشير بالمسيحية
كانت الواقعة طي الكتمان إلى أن تم تسريب مقطع فيديو يظهر المصريين وهم يجلسون على الأرض حليقي الرأس، بينما تتحدث مجموعة من الليبيين. وقال أحدهم، وهوملتحٍ، إن الأهالي تقدموا بشكوى ضد هؤلاء المصريين، يتهمونهم بممارسة التبشير بالمسيحية، وأضاف أنهم تجار قدموا من أجل نشر المسيحية تحت ستار الأعمال الخيرية، وعند القبض على أحدهم كان على يديه صليب.
وتدخل شخص آخر ملتح أيضًا، وقال: "أقسم بالله، فيهم واحد يجيني بشبها، ويقول تعالي أدخل في ديني، ويقول تعالى ناقشني، وإذا كنتم غلط تدخل في ديني، وإذا كنا غلط ندخل في دينكم". وأضاف أن عندهم أوقاف تنفق على عملية التبشير، وعندهم قس أميركي، في إشارة على ما يبدو إلى أن قائدهم أميركي مسيحي.
وقال الأول إن أحدهم كان يشوه في الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنهم لا يملكون تأشيرات إقامة، بل عثر معهم على جوازات سفر فقط.
وبينما تعرض الكاميرا بعضًا من المضبوطات، وهي صور للأنبا شنودة الراحل وأناجيل وكتب أخرى مسيحية وبطاقات هوية، أضاف الليبي أنهم أرادوا تصوير الواقعة حتى تظهر الحقيقة.
وظهرت الكاميرا على رجل يرتدي الزي العسكري، قال: "لم تكن هذه الكتب والمضبوطات للإستخدام الشخصي، ولم يتم الحصول عليها من غرف نومهم، بل كانت في حالة تخزين".
ضد المواثيق الدولية
قال الناشط القبطي، الدكتور نجيب جبرائيل، لـ"إيلاف" إن إحتجاز المصريين في ليبيا وتعرضهم للتعذيب بتهمة التبشير بالمسيحية أمر يتنافي مع المواثيق والقوانين الدولية. وأشار إلى أن هؤلاء تعرضوا للقبض عليهم لمجرد أنهم مسيحيون، توجهوا إلى ليبيا للعمل وتحصيل لقمة العيش وليس التبشير. وأضاف أن وزارة الخارجية لم تتخذ الإجراءات الكافية للإفراج عنهم.
ولفت إلى أنه خاطب الدكتور نبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية، للتدخل لدى السلطات الليبية للإفراج عنهم، مشيرًا إلى أن العربي وعده بإطلاق سراحهم يوم الإثنين 4 آذار (مارس) الجاري.
ونبه إلى أن الكنيسة تتابع القضية عن كثب، "وفي حالة عدم الإفراج عنهم سوف يتم اللجوء إلى المجلس الدولي لحقوق الإنسان وللأمم المتحدة".
وقال الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة وعضو المجمع المقدس، إن الكنيسة منزعجة جدًا مما يحصل للمصريين المسيحيين في ليبيا. وأضاف لـ"إيلاف" أن الكنيسة تتابع القضية مع الحكومة بإستمرار من أجل سرعة الإفراج عنهم.
رموز القذافي
قال مصدر دبلوماسي بالخارجية المصرية ل"إيلاف" إن الممارسات الليبية تجاه المصريين خرجت عن نطاق المعقول، "فليبيا منعت دخول المصريين إلى أراضيها إلا بعد الحصول على تأشيرات مسبقة، ورحلت أكثر من 500 مصري أخيرًا، وبعضهم تعرض للتعذيب والضرب المبرح في السجون التابعة للحكومة أو للميلشيات المسلحة".
وأرجع المصدر تلك الإجراءات التي وصفها بـ"التعسفية" إلى أنها تأتي في إطار الضغط على الحكومة المصرية من أجل تسليم مجموعة من الشخصيات من رموز حكم القذافي، مقيمين في مصر، ويصل عددهم إلى أكثر من 85 شخصية، منهم أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات المصرية الليبية في عهد القذافي، وأبن عمه، إضافة إلى شخصيات قيادية في مخابرات القذافي ورجال أعمال ليبيين من المحسوبين على النظام السابق.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com