يعلن «الشعب المصرى الشقيق» أسفه وندمه الشديد على ثقته فيما يسمى جماعة الإخوان، وممثلهم الاحتياطى الدكتور «محمد مرسى»، لكن الجماعة بذراعيها السياسى والرئاسى تواجه هذا الإعلان بإخراج لسانها للشعب، رافعة راية «الصندوق»!!
ومن المعروف بداهة أن الصندوق هو عقد بين الناخب ومن اختاره لموقع المسؤولية، فالشعب اختار الدكتور «محمد مرسى» صاحب الوعد بجلب استثمارات قيمتها ٢٠٠ مليار دولار.. اختار رجلاً تحدث عن مشروع المائة يوم فى ٥ عناصر، واختار من بشره بأن غداً سيكون أفضل.. كما اختار من أقسم على احترام الدستور والقانون.. فماذا حدث؟!!
الإجابة أن الطرف الثانى فى التعاقد ويمثله المرشح – الإستبن للجماعة – قد أخل بكل بنود العقد دون احترام لأيها، وذلك يعنى بالضرورة فسخ التعاقد، فيما يسميه الساسة انهيار شرعية الرئيس!!
هم يفرضون علينا أن ندور فى حلقة مفرغة.. النتيجة المؤكدة تقول إن الدولار فى زمن «المخلوع» كان يصارع الجنيه المصرى.. فإذا به يصرع عملتنا المحلية فى زمن الدكتور «محمد مرسى»، وأن الأسعار فى زمن «المخلوع» كانت تتحرك ببطء، فراحت تتقافز بسرعة رهيبة دونما خجل.. راجع فاتورة الكهرباء والمياه والمواصلات والسلع الغذائية.. ليبدو أن «المخلوع» كان رحيماً بالشعب – مؤكداً أنه ليس كذلك – وإذا كان الرئيس الساقط قد سخر من المصريين مرة أو مرتين، فالدكتور «محمد مرسى» لا يكف عن السخرية من هذا الشعب يوماً بعد يوم، وتلك الصورة ربما تفقدك الثقة فى الثورة والحاضر والمستقبل.. هم يراهنون على ذلك، لكن الحقيقة ستبقى حقيقة، وتعالوا نراجع الوقائع وفق نظرية الهرم المقلوب.
١- كشف طلاب الجامعات انهيار أسطورة الجماعة فى أول انتخابات لاتحادات الطلاب بعد أن ارتدى الدكتور «محمد مرسى» بدلة المسؤولية على طريقة من يلبس «المزيكا» فى فرقة «حسب الله السادس عشر»!!
٢- ستكتشف أن عموم المواطنين يصرخون ضد الجماعة ورئيسها – لا أقول رئيس مصر – للحد الذى جعل أهالى شهداء بورسعيد يترفعون عن لقائه – على نهج جبهة الإنقاذ بأحزابها المختلفة – وبالقدر ذاته رفضت أسرة القضاء قراراته حين اصطفى نائباً عاماً إخوانياً لينصبه نائباً عاماً باسم الشعب، ويتطابق الأمر مع تنصيب وزير داخلية للجماعة زعموا أنه وزير داخلية للوطن، فإذا بجهاز الشرطة ينتفض ضده، ويعلن العصيان!!
٣- حين اعتقدت الجماعة وذراعها الرئاسية قدرتها على هدم العدل باختيار وزير «إخوانى» للعدل مع اختيار قرينة لرئاسة الجمعية التأسيسية «لفبركة» الدستور، ثم نصبته رئيساً للمجلس القومى لحقوق الإنسان.. فإذا بالأغلبية الساحقة لرجال العدل يعلنون رفض الوزير، وتسيل الدماء بحوراً تحت أقدام رئيس المجلس القومى لحقوق «الإخوان»!!
ومروراً بعشرات الجرائم التى ارتكبتها الجماعة، وذراعها الرئاسية – مع تأكيد التقدير للزميل جمال فهمى – نصل إلى انتصاراتها الواضحة، وتتجلى فى «كتائب الكذابين» التى تنثر نفسها على شاشات الفضائيات، وتنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى بما يقولونه هذياناً وبهتانًا.. فأستطيع التأكيد على أن لهم إيجابيات لا تخطئها العين المجردة.. تبدأ من استقالة نصف الفريق الرئاسى، الذى اختاره الدكتور «محمد مرسى»، مرورا بمطاردة المخلصين من رجال الأعمال لصالح «كتيبة الشاطر – مالك»!!
قد يرون أننا متربصون بالجماعة ورموزها، الحاصلين على الدكتوراه فى الفشل العصامى، وأدعوك إلى تصديقهم، فاسألهم عن إنجاز واحد حققوه، لكى نزغرد لهم به.. سيقولون لك إن ذراعهم الرئاسية أنهت حكم العسكر.. أدعوك إلى الرد عليهم بالتأكيد على أن المشير «حسين طنطاوى» والفريق «سامى عنان»، غادرا موقعيهما مكرمين بقلادة النيل ووسام الجمهورية.. واسألهم عن سر الصراع المحموم بينهم وبين أقوى وأشرف المؤسسات الوطنية، متمثلة فى الجيش المصرى.
أستطيع أن أدافع عن الجماعة ورئيسها بالقول إنهم انتصروا للمصالح الأمريكية، وكم كان الدكتور «محمد مرسى» مخلصاً لدولة إسرائيل حين خاطب رئيسها مسبوقاً بوصف: «صديقى الوفى»!!.. ثم انتصروا لدويلة صغيرة اسمها قطر.. فحاولوا بيع مصر لها آثاراً وتاريخاً واقتصاداً.. وانتصروا «لآيات الله» حين استقبلوا مندوبهم كفاتح غازٍ على أرض القاهرة.. وتبرأت منهم تركيا، رغم أنها حاولت مساعدتهم.. ووسط هذه الصورة الواقعية أحاول أن أستريح على إيقاعات أغنية للفنانة المصرية الأصيلة – ليلى مراد – حين كانت تقول: «اضحك كركر.. إوعى تفكر» وأنتظر عصابتهم الإلكترونية، لكى تتهمنى بأننى أستريح على صوت مواطنة مصرية كان أصلها يهودياً!!
n_elkaffas@hotmail.com
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com