بقلم: القس / الفريد فائق صموئيل
أرجو أن أؤكد أن التمثال مجرد ذكرى جميلة؛ فهو ليس بصنم يُعبد. و لا يوجد في عالمنا العربي من يعبد ثماثيل أو أصنام. كفانا هراء وكفانا استهزاء بالعقول. علينا أن نحافظ على تراثنا وشخصياتنا المتميزة من خلال حفاظنا على تماثيلهم التي هي مجرد ذكرى؛ وأيضا هي نتاج متميز لفن النحت الذي يجب أن يُحترم على كل المستويات.
نريد ابداعات جيدة في فن النحت. ما الذي يحدث في عالمنا العربي؟ ما الذي يحدث في مصر وسوريا (أكبر الدول العربية)؟ في مصر وفى المنيا تحديدا يقطعون رأس تمثال طه حسين (ضرير مستنير). وفي سوريا ـ وعرفت ذلك لتوي ـ يقطعون رأس تمثال أبي العلاء المعري (ضرير مستنير). ماذا جرى لنا هل هؤلاء كانوا أفضل تفكيرا واستنارة منا في عصورهم القديمة ونقول عن أنفسنا أننا مبصرين؟ ما الذي يحدث لنا ـ وهل تغطيه وجه تمثال لكوكب الشرق أو غيره هو تقدّم وانجاز؟ كفانى كلاما ولندع أبي العلاء المعري يرد عليهم: يقول \"وليد فارس\" في آخر مقال له تحت عنوان: \"وانقطع رأس أبي العلا المعري\": بكل الأحوال أحببت أن أذكر هنا رد أبو علاء على قطع رأسه في أبيات كتبها قبل ألف عام وهي تقول: لأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛ فاطرَحْ أذاكَ، ويسّرْ كلّ ما صَعُبا ولا يسُرّكَ، إن بُلّغْتَهُ، أمَلٌ؛ ولا يهمّك غربيبٌ، إذا نعبا إنْ جدّ عالمُكَ الأرضيُّ، في نبأٍ يغشاهُمُ، فتصوّرْ جِدّهُمْ لَعبِا لن تستقيمَ أُمورُ النّاس في عُصُر؛ ولا استقامتْ، فذا أمناً، وذا رعبا ولا يقومُ على حقٍّ بنو زمنٍ، من عهد آدمَ كانوا في الهوى شُعَبا
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com