ابتلى الله مصر بأقباطها المسيحيين الذين يعتدون على كنائسهم ويطلقون النار على جنائزهم ويقتلون أنفسهم لا لسبب إلا ليحرجوا النظام الحاكم أمام العالم.. هذا ما ثبت لعدد ليس بالقليل من المسؤولين الكبار سواء بوزارة الداخلية أو برئاسة الجمهورية، والذين كانت لديهم الشجاعة لإعلان ذلك بلا خوف ولا خجل.
إن ما شهدناه فى الأيام الأخيرة من دماء سالت وأرواح أزهقت ما هو إلا مؤامرة مسيحية جرى تدبيرها بليل استعداداً للزيارة التى قامت بها مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون، التى لم يفتها أن تقطب حاجبيها وتزيد من عبس وجهها العابس بالطبيعة وهى تعرب للرئيس محمد مرسى عن قلق الاتحاد الأوروبى مما يحدث فى مصر من انتهاك للحريات وإهدار لحقوق الإنسان وتعد على أحكام القضاء.
ولو كنت من الرئيس مرسى لعصرت على نفسى ليمونة ونظرت ملياً لمسؤولة الاتحاد الأوروبى ذات الوجه العابس وقلت لها الحقيقة التى قالها بكل شجاعة أحد كبار رجال الأمن، ورددها وراءه مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية من أن الأقباط هم المسؤولون أولاً وأخيراً عن كل ما حدث لهم فى الخصوص من تهجم على كنيستهم ومن قتل البعض منهم، وكذلك من الاعتداء على جنازة موتاهم وانتهاك حرمة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لأول مرة فى تاريخها.
لابد أن لدى مرسى منذ انتخابات الرئاسة المنحوسة أطناناً من الليمون التى استخدمها ناخبوه ممن يضربون أنفسهم الآن بالصرم القديمة، فليأخذ البعض منها ويعصرها على نفسه ليشرح لزائرته التى تختلف كثيراً عن رئيسة وزراء أستراليا التى حياها مرسى بطريقة مختلفة تماماً نتمنى ألا يكررها ثانية، أن الإخوان لا يعادون الأقباط وأنهم يقفون على مسافة واحدة من الكنيسة والأزهر، وليس أدل على ذلك من أنه فى الأسبوع نفسه الذى شهد أحداث الخصوص والكاتدرائية أرسلوا خرافهم إلى الأزهر الشريف واقتحموا المشيخة لأول مرة فى تاريخها، وحاولوا خلع شيخ الأزهر غير الموالى لهم، فكيف يتهمون بمعاداة الأقباط، وليقل لها مرسى صراحة: إن كنا نعادى الأقباط فإننا بالمثل نعادى المسلمين أيضاً، وإن كنا نعتدى لأول مرة على الكاتدرائية فإننا نعتدى لأول مرة أيضاً على مشيخة الأزهر، ولابد أنها كانت ستقتنع، فالمسؤولون فى الغرب برهنوا على أن لديهم استعداداً دائماً لتقبل أعذار الإخوان عن كل شىء حتى عن الإساءة لليهود وهو ما لا يسمحون به لأى جماعة أخرى، فإذا قال لهم مرسى إن مقولته بأن اليهود هم أحفاد القردة والخنازير قد أُخرجت عن سياقها قبلوا ذلك على الفور ورددوا عذره الساذج هذا كلما أثير الموضوع.
لقد كان واضحاً أمام الجميع، خاصة مسؤولى الداخلية ومستشار الرئيس للشؤون الخارجية، أن الأقباط هم المسؤولون عن تلك المذبحة الطائفية التى سببت القلق للمسؤولة الأوروبية التى حال وجهها العابس دوماً دون إتيان مرسى بالحركات نفسها التى أتى بها حين جلس إلى رئيسة وزراء أستراليا الفاتنة.
نعم الأقباط هم المسؤولون عن كل شىء، فما الذى جعلهم يذهبون إلى الكنيسة أصلاً؟ أليس فى هذا استفزازاً مقصوداً للمسلمين فى جميع أنحاء البلاد؟ إننا جميعاً مع حرية أتباع كل دين فى أن يمارسوا شعائر دينهم، لكن لماذا يجاهرون بها؟ إن المجاهرة بالكفر حرام، لقد كان من الممكن للأقباط المسيحيين أن يقيموا صلاتهم فى البيوت خلف الأبواب المغلقة بإحكام وأثناء الليل حتى لا يراهم أحد، من أجل ألا يستفزوا المسلمين الذين أصبحوا فى عصر الإيمان الذى نعيشه الآن غيورين أكثر من أى وقت مضى على دينهم، إن لم يكن من الأقباط المسيحيين فمن العلمانيين الملاحيد والأجانب الكفرة أو حتى من بقية المسلمين المنتمين للشيعة، لكن الأقباط اختاروا أن يذهبوا جهاراً نهاراً إلى الكنيسة، ولم يكفهم هذا فذهبوا إلى الكاتدرائية أيضاً ثم أخذوا يقذفون أنفسهم بالحجارة أثناء جنازة موتاهم ويطلقون على أنفسهم النار حتى سقط منهم الجرحى والقتلى، بينما الشرطة واقفة لا تتحرك ـ مثلما لم تتحرك فى الأزهر ـ مدخرة تدخلها بالغازات والخرطوش للمتظاهرين أمام مقر الإخوان بالمقطم، وهو من علامات الحياد أيضاً، فكيف بعد ذلك كله يتهم النظام بمعاداة الأقباط أو حتى المسلمين؟!
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com