بقلم: رفعت يونان عزيز
فى المسيح الحياة الأبدية تهنئة قلبية بعيد القيامة المجيد الى شعب مصر والى مسيحى العالم كله فى رحلة أحتفالنا بعيد القيامة المجيد نحن نتذكر شهدائنا فهم أكثر فرحاً فى فردوس النعيم يسبحون ويباركون ويهللون لانهم مع أبأئنا القديسين والمؤمنين والانبياء والصدقين للمسيح ناظرين ولنا شافعين فهنيئاً لهم . في احتفالنا بعيد القيامة المجيد رسالة محبة إلى العمق العميق بداخل النفوس البشرية تدعوهم للتوبة والرجوع لله الحي الذي لايموت وليعلم الكل القيامة هي حقيقة مؤكدة يجب أن نستعد لها ونتيقن أن فيها تنكشف وتتعرى كل أفعالنا أمام الله لأنه هو القيامة والحياة الحاكم العادل الديان . فنجد في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان ,فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضيء الظلمة والظلمة لم تدركه (يو 1 \" 5:1) فقصة الخليقة تدعونا إلى معرفة مقاصد الله نجد فيها القدرة والمحبة والنظام بلا حدود فقد خلق الكون وكل ما عليه وكل شيء كان يقول هذا حسن وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فخلق أدم من التراب الذي خلقه من العدم وصار جسد من لحم ودم ونفس حية وروح الله ساكنة فيه ومن أضلع أدم خلق حواء نظيراً معيناً له وحتى لايتعالى أحدهم على الأخر
,استراح في اليوم السابع فكان يقول للشيء كن فيكون مبيناً مدى قدرته ومحبته ونظامه كل هذا من أجل الإنسان ولمحبة الله للإنسان حيث خلقه حر مخير ولعلمه المسبق لما يحدث حذره من الأكل من شجرة معرفة الخير والشر قائلاً له يوم أن تأكل منها موتاً تموت خوفاً علية من السقوط بسبب حيل الشيطان وجنوده وإغوائه فالشيطان يعرف نهايته هي الهاوية في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت والدود الذي لايموت وأيضاً مدى سمو و مكانة الإنسان عندا لله عن سائر المخلوقات لأنه الوريث الوحيد للسماء , ومع ذلك خالف أبينا آدم الوصية وأستحق العقاب ففرح بسقوطه والموت هي نهاية الإنسان دون أن يدرك كم هي محبة الله لجبلته التي خلقها كصورته ومثاله أنه معد خطة لفدائه وعودته لرتبته الأولى وترك الله الإنسان بعد السقوط يبحث عن حلول للخلاص من العقاب حتى يعرف أنه بغير المسيح لأيتم الفداء والخلاص لجنس البشرية وإنما نجد منذ السقوط كان يعلن عن خطته في صور متعددة حين ذبح الحيوان وخاط لهما من جلدها أقمصة ما يستر عريهم فيها إشارة للذبح وسفك دم بريء من أجل المذنب في حق الذات الآلهية دلالة على عمق تلك المحبة والانتصار على الشر ولمحدودية فكر الشيطان لم يعرف أو يعلن له الخطة الإلهية العجيبة للفداء , وتعاقبت الأحداث وعرف الإنسان إنه عاجز عن تحقيق العودة للحياة الجديدة , وهنا بدأت قصة ميلاد المسيح بكلمة الله التي أرسلها مع الملاك للعذراء مريم قائلاً السلام لكي أيتها الممتلئة نعمة لاتخافى سوف تحبلين بدون زرع بشر وتلدين أبناً يدعو أسمه عمانوئيل الذي تفسيره ( الله معنا ) ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد أبناً وتدعوا أسمه عمانوئيل( أشعياء 7 : 14 ) وأيضا ليعلن عن مجده وقوته لنا فيقول \" ( أشعياء 9: 6)
لأنه يولد لنا ولد ونعطى أبناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى أسمه عجيباً مشيراً إلهاً قدير اًباً رئيس السلام . وميلاد المسيح في مذود للحيوانات بالرغم من أنه ملك السموات وما فيها والأرض وما عليها ليعلمنا فضيلة التواضع وليعرفنا مدى تحمله المتاعب المولود من العذراء هو المسيح و الشيطان بسبب جهله وعدم تأكده بأن الطفل يسوع هو المسيح الفادى للبشرية وضع في قلب هيرودس الخوف على ملكه الأرضي وزرع فيه شر الانتقام من المواليد الصغار سنتين فيما دون بالقتل ويكون بذلك ضمن الفتك بالمخلص وهربت العائلة المقدسة بالطفل يسوع المسيح لأرض مصر مطاردة من هيرودس وتحمل مشقة السفر الوعرة لتتم نبوءات أشعياء ( ومبارك شعبي مصر ومن مصر دعوة أبنى ....) وعاد لفلسطين ففيه رسالة سلام ومسرة وعطاء وفداء وخلاص ومشيراً على نفسه أنه هو الطريق والحق والحياة ) لكل من يؤمن به غيوراً على بيته مجد إلوهيته موضحا غيرته على بيت الصلاة حين طرد الباعة والتجار من الهيكل قائلاً (بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة للصوص ) وعلمنا كيف نصلى ونصوم لمجابهة الشيطان والتغلب عليه جال يصنع خيراً في كل مكان فنجده شافياً أمراض جسدية وعقلية مقيم موتى مشاركاً في الفرح باكياً مع الحزانى مدافعاً عن نفسه أمام بيلاطس كل هذا في الإنسان يسوع فعل ذلك نجدة في صورة الله الكلمة المتجسد غافراً للخطايا متمم للولادة الجديدة في المعمودية بالماء والروح القدس متحملاً الإهانة بكل أنواعها مجلود بالسياط مكللاً بإكليل شوكاً على رأسه مصلوباً على الصليب بين الآثمة والمجرمين وحوله من صليب العار لرمز قوة الانتصار وفى موته نجدة متسامحاً غافراً لصالييه حين قال ( يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون وفى اللحظة الأخيرة حين عطش أعطوه خل ممزوج بالمر وهذا معطياً درساً أن ما يعطيه العالم هو التعب والشقاء وما يعطيه المخلص الراحة والفداء وما أن مات على الصليب حتى طعنوه في جنبه بالحربة وتأكد الشيطان أنه مات وارتاح من الخوف والقلق ظننا انه ليس هو المسيح ولكن في فجر الأحد قام المسيح من بين الأموات منتصراً قائلاً أين شوكتك يا موت أين غلبتك ياهاوية وبهذا تصالح السمائيين بالأرضيين وبشر من في القبور فقاموا معلنين بالحقيقة قام المسيح قام حقاً رئيس السلام وتم الخلاص والفداء والمسيح يقول :- أنا هو القيامة والحياة من أمن بى ولو مات فسيحيا وبذلك هزم الشيطان وعلم أن نهايته باتت وشيكة وأصبح محاصر مما يدفعه محاولاً ان يسقط الكثير مستخدماً التضليل والفتنة والسيطرة على ممالك الأرض بالحروب بين الأفراد والأسر والبلاد والدول والممالك بكل وسائل الأسلحة المدمرة من أجناد الأرواح الشريرة ونحن في بهجة أفراح وتسبيح وصلوات العيد أطلب من رب القيامة إن تنتصر العدالة علي الظلم والصلاح على الفساد أينما وجدا ويعود التائهون إلى رشدهم ووطنهم وتتحطم سفينة شهوات الجسد الفانية واستعلاء القوى على الضعيف على صخرة الإيمان الناتجة عن المحبة والتسامح وقبول الآخر والابتعاد عن الفتن والتفرقة بين الإنسان وأخيه الإنسان وتصبح المواطنة الحقيقية هي الصدرالقوى لكل إنسان لتحدث التوازن للعدالة والحرية وتحقيق ما نتمناه من حقوق وكرامة وليعم الأمان في ظل أمن حقيقي والسلام ليعطى الطمأنينة ونهاية لكل الحروب واستقرار لسورية ودولة لفلسطين ولمصر وشعبها هدوء واستقرار كل عام وأنتم بخير
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com