بقلم: د.ممدوح حليم
في روايته لأحداث القيامة، روى يوحنا الرسول أن بطرس حين دخل القبر:
" نظر الأكفان موضوعة. والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعا ً مع الأكفان بل ملفوفا ً في موضع وحده" يوحنا 20 : 6 ، 7
ما معنى ذلك؟ معناه أن المنديل كان ملفوفا ً على غير عجلة وبكل عناية. المشهد يؤكد أن الجسد غادر الكفن بهدوء، لا مجال للسرقة حيث تتبعثر الأشياء. المسيح طرح رداء الموت وخلع أغطيته، وترك منديل الرأس جانبا ً ملفوفا ً في نظام نتوقعه من المسيح.....
لقد قام المسيح. والمنديل دليل ساطع على ذلك. لم يهتم كثيرون عبر الأجيال بهذا المنديل، مع أنه راية القيامة وعلم الغلبة والانتصار والحياة.
كان المنديل وحده بعيدا ً عن الأكفان رمز الموت، إذ كيف لرمز القيامة والحياة أن يختلط ويوضع مع دليل الموت؟ يستحق هذا المنديل أن يرفع عاليا ً خفاقا ً كعلم للمسيحية ليذكر الأجيال بقوة مؤسسها الذي لا يعرف الموت.
وسيجد المتعبون والمهزومون ومن عرف المرض والموت الطريق إليهم، سيجدون راحة وعزاءً وفرحا ً حين يخفق منديل القيامة أمامهم ملوحا ً بعلامة الحياة.
لنردد أناشيد القيامة، ولنعلي رايات الأبدية، ولنعزف ألحان النعيم، رافعين "منديل القيامة" هاتفين للمسيح الأسد الغالب، دون التفات لأحزان الحياة وأوجاعها الوقتية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com