بقلم المعارض المصري * د. ميشيل فهمـــــي
• بتدبير إلهي وبمواقيت روحية للتسجيل التاريخـــــــــي ...تم ألتقــــــاء الكنيسة المصريــــة الأرثوذكسية بالكنيسة الكاثوليكية العالميـــــة ،
• رحلة ربط وتأسيس جذور المحبة في مجال الوحدة الإيمانية المسيحية ، تلك هي رحلة قداسة البابا تاوضروس الثاني بابا الإســـكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية معقل الكنيسة الأرثوذكسية في مصر وبلاد المهجر الي دولــــــة الفاتيكان ، معقل المسيحية الكاثوليكية في العالـــــــم ،
• يصحب قداسة البابــــــا إلي الفاتيكان وفد يُشَـــرِفَ الكنيسة المصرية والوطن مصـــر ،
• هــــي زيــــــــارة تاريخيـــــــة بكل المقاييس والمعايير الروحية والمادية
• رغم كل التصريحات النافيـــــــة ، فإن ملف اضطهاد الأقبـــاط في مصر وازدياده كمــاً ونوعـــــــاً بَعْد إخضاع مصر لحكم الإخوان المسلمين ، كان حاضــــــــــــــــــــراً وبقــوة في اجتماعات القمتين الكنسيين بكل موضوعاته وتداعياته ـ لأنه مُصَاحب لقداسته في قلبه وعقله ووجدانه
في صباح الخميس التاسع من شهر مايو من العام 2013 غادر القاهرة وفد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقلوبه مليئة بالمحبة المسيحية التي هي وصية رب المسيحية للبشر ، وعيون قلوبه شاخصة الي مقر القاصد الرســــــــــــولي بدولة الفاتيكان قاصِداً إياها ، لإذابة ثــــلوج الفُرْقة والبُعْد بدفىء المحبة التي ملآت قلوب الوفد ، برئاســـــــــة غبطة البابــا تواضروس الثاني في أولي خطواتــــه خارج الوطن بعد تسييمه وتحليسه علي كرسي ماري مرقس الرسولي ، لمقابلة ونهنئة الجالس علي كرسي ماري بولس الرســـــــــــولي ، بعد أن شاءت الإرادة الإلهيــــــة أن يتواكب زمن تجليسهما ..، في زيارة تاريخية بكا ما تحمل هذه الكلمة من معانــــــي ومضـــــامين ، وقد عَنَيْتُ وعبرت عن اللقاء (( بِلِقاء السحاب ...الروحي )) لأنه لقاءً روحيًا كنسيًا بين رئيسي أكبر كنيستين في العالم، وهى كنيسة مارمرقس الرسول والقديس بطرس الرسول ،
وضمن أسباب تاريخية الزيارة أنها جاءت في إطـــــار أن كُلاً من الكنيستسن يُردد إكليروسيهما وشعبيهما عشرات المرات يومياً
قانــــــــــــــون الإيمـــــــــــــان المســــــــــــــيحي الموضوع بمجمع نيقية ( إسطنبول تركيا حالياً ) عام 335 من الميلاد
قانون الإيمان الأرثوذكسي
(( بالحقيقة نؤمن بإله واحد, الله الآب, ضابط الكل, خالق السماء و الأرض, ما يرى و ما لا يرى. نؤمن برب واحد يسوع المسيح, إبن الله الوحيد, المولود من الأب قبل كل الدهور, نور من نور, إله حق من إله حق, مولود غير مخلوق, مساو للأب في الجوهر, الذى به كان كل شئ. هذا الذى من أجلنا نحن البشر, و من أجل خلاصنا, نزل من السماء و تجسد من الروح القدس و من مريم العذراء. تأنس و صلب عنا على عهد بيلاطس البنطى. تألم و قبر و قام من بين الأموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب, و صعد إلى السموات, و جلس عن يمين أبيه, و ايضًا يأتى فى مجده ليدين الأحياء و الأموات, الذي ليس لملكه إنقضاء.
نعم نؤمن بالروح القدس, الرب المحيي المنبثق من الآب. نسجد له و نمجده مع الآب و الإبن, الناطق فى الأنبياء. و بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية. و نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. و ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهر الآتى. آمين . ))
قانون الإيمان بالكنيسة الكاثوليكية
(( أومن بإلهٍ واحد، آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، وكل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله ، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر الذي به كان كل شيء. الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء، وتجسد بالروح القدس من مريم العذراء، وتأنس وأيضاً صُلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. وتألم وقُبر وقام أيضاً في اليوم الثالث على ما في الكتب، وصعد إلى السماء. وهو جالس عن يمين الآب، وسيأتي أيضاً بمجدٍ ليدين الأحياء والأموات. الذي ليس لملكه انقضاء. وأومن بالروح القدس الرب والمحيي، المنبثق من الآب والابن. المسجود له والممجد مع الآب والابن معاً، الناطق بالأنبياء. وأومن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية، وأعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا، وأنتظر قيامة الموتى، وحياة الدهر العتيد. أمين ))
في هذا الإطار الذي أراد بابا الإســــــكندرية تفعيله وكان قد بدأ التمهيد له باجتماعات توحيدية مع الطوائف القلاث بالقاهرة ، جاءت أسباب الزيارة وتصنيفها بالتاريخية ، وأيضاً لإذابة جمود وبرود في العلاقة بين الكنيستين بلا أي سبب واضح ، لكن ملىء بالأسباب الخَقِيّة ، زاد من ذلك الجمود ما كان يُقال ويصدر عن مؤتمر يسمي مؤتمر العقيدة وتوابعه ، وكانت ضمن توابعه أن الحبر الجليل الأنبا بيشوي صاحب المؤتمر ومُنَطِرهّ أصدر شيه فتوي أن غير الأرثوذكسيين مصيرهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ! ونجح دفىء المحبة في إذابة اعتي جبال الثلوج برودة .
وزادت هوة الخلافات والانشقاقات بعد انهيار الحوار الذي وُئِدَ وليداً وكان قد بدأه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث أثناء زيارته للفاتيكان في 14 مايو 1973 ، بزيادة اتهامات التبشير المتبادلة بين الكنيستين ، وانهار الحوار تماماً مُوْجِداً فجوة كبيرة بينهما، بلغت مداها في رفض استقبال البابا شنودة للبابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته لمصر في نهاية فبراير 2000 ، بينما استقبل وقابل فضيلة المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين مساء الأربعاء 7 مارس 2012. وقد اضطررت لِذكر هذا لأن الكثيرين من أقباط أو ( أعباط ) مصر ، اعترضوا علي هذه الزيارة للبابا تواضروس للفاتيكان ضاربين المثل بأن البابا شنودة كان علي خلاف كبير معهم لدرجة رفضه مقابلة واستقبال بابا الفاتيكان بالمطار ، بينما باتضاع كبير ذهب لقداسته بابا الفاتيكان بمقره بالكاتدرائية .
وكانت أولي خطوات التوفيق الروحي والتعضيد الإلهي الذي صاحبت هذا الوفد لهذه الزيارة التي أعدها ورتبها الْقَدَرّ هي في اختيار أعضاؤه من عُمُد وأُسس القيادات الكنسية مثل : نياقة المطران الأنبا باخوميوس رُبّان قيادة سفينة الكنيسة المصرية إِبّان القنرة الإنتقالية ، ونيافة المطران الأنبا هيدرا مطران أسوان ، ونيافة الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس ، ونيافة الأنبا إبيفانيوس رئيس دير القديس العظيم الأنبا مقار وحامل مشعل فكر الأب متي المسكين الذي يعرفه الفاتيكان معرفة وثيقة ودارس لمؤلفاته دراسة جيدة وعميقة ، والقمص سارافيم السرياني سكرتير البابا لشئون المهجر ، والقمص أنحيلوس اسحق سكرتير البايا ولحق بهم بعض الأساقفة من بلاد المهجر .
ترحيب حـــــــار من بابا الفاتيكان لبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
وبعد الترحيبات الحارة قال غبطة البابا تواضروس كلمات في رحاب الفاتيكان بها دلالات قوية وفي منتهي العمق ، حيث في بداية كلمته قال : لقد جئت من بلد النيل ،ومن كنيسة عريقة من 19 قرناً ، ووطن الرهبنة ، ....وأعرب عن الأمل في آت يكون هذا اللقاء أن يكون الأول في سلسلة طويلة من الاجتماعات من المحبة والأُخُوَةّ بين اثنين من أكبر الكنائس .
صورة للإجتماع الموسع بين وفدي الكنيستين الكبيرتين
وقد بادل بابا الفاتيكان الأنبا تواضروس بابا الإسكندرية الكلمة الترحيبية قائلاً :
نشكركم على جهودكم لبناء التواصل بين الطوائف المسيحية داخل مصر ونريد أن ننسى المسافة كبيرة التي كانت بيننا". و " أن اقتسام المعاناة اليومية سويا يمكن أن يصبح أداة فعالة للوحدة وهذا ينطبق أيضا علي السياق الأوسع للمجتمع والعلاقات بين المسيحيين وغير المسيحيين: فمن المعاناة المشتركة تأتي الوحدة والمصالحة . " و " إن مصر دائما في قلبي.. وأُصَليّ من أجلــــــــــــــــــها ...، " وبعد ذلك يقولون إن ملف مشاكل اضطهاد أقباط مصر ومشاكل مصر لم يكن حاضراً ، أن مجرد حضور من يحمل ملفات هموم مصر الوطن بصفة عامة ، وهموم وغموم أقباط مصر بصفة خاصة ، في قلبه وعقله ودمه وكل كيانه هو حضــــــــــــور قوي لكل تلك الملفـــات .لأنها مُصاحبة لقداسته بصفة دائمة ، وتحل بكل مكان يحل به .
وفي الختام قال البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان لقداسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية :" نريد أن ننسى المسافة الكبيرة التي كانت بيننا "
وقد لاقت أخبار الزيارة اهتماماً كبيراً من كافة وسائل الإعلام العالمية وخاصة الأوروبية منها ، وركز الاعلام الاوروبى علي أن البابا توا ضروس يمثل أهم وأكبر طائفة مسيحية فى الشرق الاوسط ، وتجىء زيارته فى وقت دقيق من تاريخ مصر حيث يعانى المسيحيون المصريون خاصة والمسيحيون الشرقيون عامة بالبلاد العربية من توابع ثورات الربيع العربى أو ( القطيع العربي ) وما ترتب عليها من وصول ألنظم الإسلامية المتشددة مثل جماعة الإخوان المسلمين وجماعات السلفيين والجهاديين إلى مقاليد السلطة بمصر .
وأوضحت أغلب وسائل الأعلام الاوروبى أن البابويين فرنسيس وتواضروس سيرفعان صلاة مشتركة من اجل السلام فى العالم والسلام في الشرق الأوسط على وجه التحديد ، ويؤكدون على أهمية الحفاظ على التواجد المسيحي في المنطقة العربية . وهذا مهم جداً جداً أن يسمع ويري العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية رأي أكبر دولة مسيحية نفوذاً في العالم أجمع ويسمعوا ويشاهدوا تأثير بدء خطوات الوحدة بين الكنيسة بمصر وأقوي كنيسة بروما .
بينما شَنَتّ الميليشيات الإليكترونية المسيحية هنا بمصروالمدفوعة من بعض الأساقفة ذو الميول الإخوانية ، هجوماً شديداً علي الزيارة وعلي الوفد القائم بها ، لأنها لا تصُب في صالح رِئلســـــتهم المُقَطَمِيّـــــة ، لأن في أولي زياراته لخارج مصر ضرب قداسة البابا تواضروس الثاني حلقة الحصار القوية التي كانت تصاحب مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث في كل زياراته الخارجية ، وبتوجيهات وباسماء وهميــــة مثل : (( قبطي ...وقبطي مهتم ...و يارب إرحم ...و ...الخ )) قامت تلك الميليشيات الإليكترونية المسيحية بالهجوم علي هذه الزيارة التاريخية وســـامية المقاصــد وتوجيه الانتقادات لها ، مثل أنتقادهم عدد الوفد الكبير ، ناسين ومتناسين أن زيارات البابا شنودة كانت تصُم ثلاثة من الأساقفة علي وجه ثابت كسكرتارية فقط ، بغير بقية الوفد أي وفد .... أيام مجدهم الغابر ...مُذَكين ومُشَجعِين علي رفض الوحدة وتعضيد الفُرْقَة لأتهم من أتباع مؤتمر الدفاع عن العقيدة السابق ذكره...ولا مزيد ، لكن نقول لهم هناك فرق كبير بين الوحدة التي فيها قوة ..والتي ما زال مشوارها طويل ..وبين الإندمــــاج الذي طريقه مرفوض لأنه إنصهــــــار . وأين كانت انتقاداتكم عندما صاحبتم مثلث الرحمات فداسة البابا شنودة الثالث في رحلة قداستة لزيارة انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا واســـتراليا غي المدة من 27 أغسطس 1989 وانتهت في 11 ديسمبر 1989 وقام قداسته أثناء تلك الرحلة بزيارة هاواى بجزر هونولولو حيث زار هناك عائلات مسيحية عددها أقل من ربع سكان عمارة متوسطة بالقاهرة ، وهل أهمية زيارة هاواي بمثل أهمية زيارة دولــــة الفاتيـــــــكان والغرض والهدف من الزيــــــــارة لوحدة الطوائف لتقويتنا ؟ أم لم تنتقدوا ذلك لأنكم كنتم ضمن الوفد الكبير المُصاحب ...إن التاريخ لا ينسي فاعملوا لأبديتكم لأن شيعتم من دنيويتكم . آمين
وفي الختام أذكر أن ضِمن ثمار الزيارة قبول قداسة بابا الفاتيكان فرانسوا الأول دعوة قداسة بابا الإسكندرية تواضروس الثاني لزيـــــارة مصـــــــــــــــــــــــــــر .
المعارض المصري * د. ميشيل فهمـــــــــي
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com