بقلم : بطرس يسطس
لم يعرف الشعب المصرى بالثورة .. سمعت عن عدة ثورات فى العصر الرومى وفشلت ، وكان هناك ثورتين محليتين على الحكم العربى وفشلوا ، وبعدها لم يثوروا إلا ضد الصليبين والفرنسيين والإنجليز ، وسبب عدم ثورة المصريين وتعرضهم للغزو والحكم الأجنبى طويل الأمد جداً أنهم كانوا يعيشوا فى القرى المملؤة ماءاً ونباتاً وطعاماً وجواً معتدلاً فأحبوا الحياة ولم يرغبوا فى الموت ، ولم يرغبوا فى الغزو .. والصحراء تحيطهم من كل جانب ، لكن من أحب الغزو هم أهل الصحراء لقلة مواردهم وشظف الحياة فكان سهلاً عليهم المخاطرة بحياتهم فى الحروب والغزوات أملاً فى الوصول لأماكن أحسن تجرى فيها الأنهار ، والسبب الآخر أن المصريين كانوا منتشرين فى القرى ولكن الغزاة كانوا متجمعين ومتكتلين فنجحوا فى مواجهة كثرة مفككة ، وثورة يوليو أخذت إسم الثورة كذباً ، فكان إسمها أصلاً حركة الجيش ثم أسموها : الحركة المباركة ، ثم أسموها ثورة . خلال 60 سنة من حكم ثورة يوليو الراغبة فى غزو العالم ، أخذوا المصريين وفصلوهم عن القرى ، ونقلوهم إلى الصحراء عن طريق الكتب التى تتحدث فقط عن الصحراء وحروبها وقدموا للملايين فى المدارس كورس عسكرى مكثف عن مجد وشرف وعز الغزوات والحروب فنمت النزعة والروح الحربية جداً ولكنهم كانوا يعينوهم فى الوظائف الإدارية الخفيفة ويعطوهم المال الكافى فتهدأ فيهم النزعة الحربية ، لكن فى عهد الرئيس مبارك توقفت التعيينات ، وخرج المتعلمون من المدارس بالنزعة الحربية التى أججها الحرمان وعدم دفع الأموال لهم ، ثم أتى الإنترنيت ليجمع الناس العاطلة بالملايين ويخرجوا ويسقطوا النظام .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com