وصف المنظر الجهادي هاني السباعي المقيم في لندن في شريط بثته "كتيبة يسري الطريقي للإعلام" إحدى الأذرع الإعلامية للتيار الجهادي التونسي، وحصلت "العربية نت" على نسخة منه، حركة النهضة الإسلامية الحاكمة بـ"العصابة التي تحارب الإسلام والمسلمين، وتجفف منابع التدين في تونس".
وتعليقا على الأحداث الأخيرة بجبل الشعانبي قال السباعي إن "ما حدث مجرد لعبة، فالحديث عن الحرب والقنابل والقتال كثير ولكننا لم نر شيئا، فأين هم الإرهابيون؟ فكل هذه الأحداث جاءت هكذا في صدفة عجيبة متزامنة مع زيارة رئيس الحكومة العريض إلى الجزائر ومع زيارات للسفيرين الأميركي والفرنسي للحدود مع ليبيا والجزائر، فكل هذه اللعبة من العصابة العلمانية، المقسم ولاؤها لفرنسا وأميركا، هدفها منع الشباب المجاهد من الالتحاق بالجماعات في مالي والجزائر".
وأضاف السباعي أن "حركة النهضة عصابة متدمقرطة تعبد المجالس النيابية، منتسبة للإسلام زورا، قد اتخذت من الديمقراطية دينا لم نجن منها شئيا سوى الحرب على التدين والمدارس القرآنية".
وشن هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية هجوما عنيفا على زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس الحكومة علي العريض متهما إياهم بالعمالة لفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، واصفا تونس بأنها "تحولت إلى دولة تقدم الخدمات للقوى الدولية لمحاربة الإسلام والمجاهدين".
وندد السباعي في كلمته بقرار وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو بمنع إقامة الخيام الدعوية في الشوارع العامة والتي تحرض على العنف ضد رجال الأمن والجيش وتصفهم بـ "الطواغيت".
وشرعت وزارة الداخلية التونسية في تتبع بعض أتباع التيار الجهادي بعدما حرضوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وفي خيام دعوية على "الجهاد ضد الطاغوت".
الدولة ستتحرك ضد كل من يحمل السلاح
من جانبه، رد عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس حركة النهضة على هذه التهم في حديث لـ"العربية نت" بالقول إن الحركة تتبنى رؤية وسطية معتدلة للإسلام، وهي تشجع كل مبادرة لخدمة الإسلام والهوية العربية الإسلامية، سواء في نشر العلم أو الروضات القرآنية، بشرط أن تكون ملتزمة بالقانون وفي حدود ما تسمح به قوانين الدولة وتنظيماتها الإدارية.
وأضاف الجلاصي قائلا "إن هذه الحركة دفعت أثمانا باهظة وحياة مناضليها وسنوات شبابهم من أجل الدفاع عن هوية تونس العربية والإسلامية، وفي مقاومة برامج تجفيف الينابيع ومحاربة التدين التي كان ينتهجها النظام السابق، فكيف نصفها اليوم بمحاربة التدين وتجفيف منابعه؟".
وأكد نائب رئيس حركة النهضة تعليقا على أحداث الشعانبي أن مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية ستدافع عن المواطن وأمنه في وجه كل من يحمل السلاح في وجه الدولة مهما كان انتماؤه السياسي والديني، لذلك فمن البداهة أن يتحرك الأمن والجيش ويقدم التضحيات في سبيل ذلك، وهذا ينسحب على كل التنظيمات التي لا تؤمن بالدولة وبالعمل السياسي السلمي.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي، قد حذر في وقت سابق من أن "كل جهة تحرض على رجال الأمن سواء خلال خيام دعوية أو عبر الإنترنت سوف نلاحقها قضائيا، وسنكافحها بالقانون وإن لزم الأمر بالقوة".
كما ندد السباعي بقرار وزير الداخلية بمنع إقامة المؤتمر السنوي لتنظيم أنصار الشريعة ذي التوجهات السلفية الجهادية المقرر عقده في 19مايو/أيار بمدينة القيروان واصفا الحكومة التونسية بـ"عباد أميركا وفرنسا".
ويذكر أن القيادي الجهادي هاني السباعي مقيم بلندن ومدير مركز المقريزي للدارسات التاريخية، ومدافع شرس على فكر تنظيم القاعدة ومنهجها وقادتها، كان من المعتقلين في قضية تنظيم الجهاد الذي يقوده زعيم القاعدة أيمن الظواهري عام 1981.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com