ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

نعم للحوار لا للتوقيعات .. العلماء‏:‏ مصلحة الوطن فوق التمرد والتجرد

| 2013-05-22 10:07:25

 رفض علماء الدين الدعوات التي أطلقتها رموز المعارضة بسحب الثقة من رئيس الجمهورية‏,‏ كما رفضوا في الوقت نفسه التوقيعات الموازية التي تؤيد الرئيس وتسانده‏.

ودعا العلماء إلي تغليب لغة الحوار بين مؤسسة الرئاسة وصفوف المعارضة محذرين من التجاهل وعدم الالتفات إلي المخالف.
وحذر العلماء من أن استمرار مثل هذه الحملات قد يجر البلاد إلي فوضي غير محسوبة إذا لم يفطن أصحابها إلي أبعاد ذلك, وإذا لم تسارع القيادة السياسية لاحتواء صفوف المعارضة.
 
في البداية اكد الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أن مظاهر إبداء الرأي إذا تحلي بالسلمية والموضوعية والواقعية بقصد إعلاء المصلحة العامة علي حساب المصالح الخاصة, فالإسلام لا يمانع من ذلك, إيجابا أو سلبا, والأصل فيها ما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني.
وأضاف د.أحمد كريمة أن هذه الظواهر التي منها: تجرد وتمرد, بصرف النظر عن إيجابياتها أو سلبياتها فإنها لا تتصل بفقه الحلال أو فقه الحرام, وأنها أمور لا تتعلق بها أحكام تكليفية, حيث إنها ليست سنة تتبع, ولا بدعة تجتنب, ولكن الخطر هو التجريم دون مبرر, أو المداهنة لمصالح خاصة, دون الاعتبار للمصالح العامة.
 
أما الدكتور القصبي زلط عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عضو مجلس الشوري فيشير إلي أن الاختلاف في الرأي لا حرج فيه, ولذلك نري أن الإسلام أقر الاختلاف في الرأي وبين أن ذلك طبيعة بشرية, لأن العقول والأفهام تتفاوت وبالتالي تختلف الآراء, ولا شيء في هذا مادام الاختلاف صادرا عن أهله وبضوابطه, أما الاختلاف المذموم فهو التعصب بجميع أشكاله.
وشدد القصبي علي أن الحركات الموجودة علي الساحة الآن, سواء المؤيدة أو المعارضة للرئيس,لابد أن يكون بينها حوار, ولابد من مناقشة أسباب هذا الاختلاف وتقريب وجهات نظر الفريقين المؤيد والمعارض علي السواء, ويري القصبي أن مؤسسة الرئاسة عليها أن تتبني المبادرة بالدعوة لهذا الحوار دون إقصاء لأحد, وأن تنظر للتقريب بين وجهتي النظر, لكن إذا كان كل فريق متمسكا برأيه فالخلاف يتزايد والفرقة بين أطياف المجتمع تتسع, فالإسلام يدعو إلي لم الشمل ووحدة الكلمة ووحدة الصف.
 
وأضاف القصبي أنه لتقريب وجهات النظر لابد من أن يتنازل كل فريق عن بعض ما يريده حتي يتم التوافق والوحدة, فالله تعالي يقول: إن الله يأمر بالعدل والإحسان, فالعدل أن يأخذ المرء حقه..ومع هذا فإن القرآن يتبع بالأمر الإحسان, وهذا معناه أن يتنازل كل خصم أو كل طرف عن بعض حقه, حتي يتم التوافق والمودة, ولقد أكد هذا المعني النبي صلي الله عليه وسلم, عندما سمع أصواتا تعلو خارج المسجد فخرج فوجد صحابيين أحدهما له دين عند الآخر, وبعد أن عرف القصة وحكاها أحدهما, قال النبي لصاحب الدين: تنازل عن شطر حقك, وقال للآخر قم فاقضه, فقال كل منهما: سمعا وطاعة يا رسول الله...من هنا أخذ الفقهاء أنه إذا كانت أمام القاضي قضية فإنه يباح له أن يطلب من صاحب الحق من المتخاصمين أن يتنازل عن جزء من حقه حتي تدوم المودة.
وعاد القصبي ليؤكد رفضه لكل من الحركتين تمرد وتجرد, علي السواء, فقال: نحن لا نوافق علي سحب الثقة من الرئيس المنتخب, ولا نوافق في الوقت نفسه علي جمع توقيعات مضادة تأييدا للرئيس, فهذا يقسم البلد نصفين وكأننا في حرب ضروس بين طرفين مؤيد ومعارض.
لذا فالحل يكمن في ان تدعو مؤسسة الرئاسة إلي حوار عاجل بين الفصائل المختلفة لتوحيد الصف وجمع الشمل.. فالحوار هو السبيل للخروج من المآزق والخلافات التي تقع بين أبناء المجتمع الواحد.
 
الأمر نفسه أكده الدكتور محمد أبوزيد الفقي العميد الأسبق لكلية الدراسات العربية والإسلامية بنات بكفر الشيخ, حيث اعتبر تمرد حلقة من حلقات محاولات إسقاط الدولة المصرية بصرف النظر عن الإخوان المسلمين أو الرئيس مرسي أو غيره, وقال إن سحب الثقة إجراء ديمقراطي قد ينطبق علي مجلس شوري أو نواب, لكنه لا يمكن أن ينسحب علي السلطة العليا في الدولة: الرئيس أو الملك, لأنه في هذه الحالة أشبه بالتمهيد للخروج علي الحاكم, وليس أمامنا حتي الآن ما يدعو إلي ذلك.
ورفض الفقي المطالبة بسحب الثقة أو إسقاط رئيس أتي به صندوق الانتخاب إلا إذا أتي يقينا, وليس حدسا ـ بعمل ظاهر ضد الدين أو ضد الدولة.
وأشار إلي أنه منذ بدء الثورة هناك محاولات لإسقاط الثورة بإسقاط الدولة, وإدخال البلد في دوامة وصراعات لا تنتهي وجعلها مثل لبنان أو العراق أو الصومال, وهذا مخطط تآمري يستهدف النيل من البلاد العربية كلها..وهذا ـ والكلام للدكتور الفقي لا يعني التشكيك في القائمين علي حركة تمرد, فقد يكونون مخلصين لوطنهم وأمتهم, إنما الفكرة والتمويل والتخطيط لها لا يمكن ان تصدر عن مصري محب لوطنه, لأنه إن أتت هذه الحركة ثمارها فهذا معناه جر البلاد إلي فوضي وعنف وصدامات.
 
وناشد الفقي الشعب المصري التصدي لهذه الحركات بالحوار وعدم الانجراف إلي أي توقيعات لا المؤيدة ولا الرافضة, ليس من أجل الرئيس وحكومته, اتفقنا أو اختلفنا معهم, لكن من أجل مصر, فمثل هذه الحركات انتقاص من بنيان السلطة المتماسكة في الإقليم( مصر).
كما ناشد شباب مصر الانصراف قليلا عن السياسة والانشغال بالبناء والإعمار والعمل مع التزام الوعي والتبصر وعدم الانسياق وراء كل فكر أو حركة جديدة دون تفكير في مشروعية هذا الفكر وأهدافه وتوابعه, فما يحدث الآن يمثل خطرا شديدا علي مصر حال وقوعه, نتيجة الشقاق في الصف بين توقيعات الفريق المعارض تمرد, وفي المقابل توقيعات التأييد وتعزيز الثقة, ومعلوم أن الفريق المؤيد للنظام لن يقبل سحب الثقة بسهولة من رئيس شرعي منتخب, مما يحتم الصراع.. ثم في النهاية ماذا لو سحبت الثقة من الرئيس رغم أن ذلك ليس مقبولا من الناحية الشرعية ولا القانونية ولا الواقعية, ما هو السيناريو البديل..؟ الحقيقة المؤكدة ان مصر تدخل في حلبة صراع لا ينتهي ربما تكون حينئذ لا قدر الله أسوأ من سوريا أو لبنان أو غيرهما.
وأكد الفقي أن الظروف التي تمر بها مصر حاليا لا تحتمل رفاهية المعارضة علي كل شيء بالصورة التي نحياها اليوم, وقال: لو أن كل هؤلاء الشباب الذين تفرغوا لحملات التمرد والتجرد انشغلوا بالعمل وتقديم شيء إيجابي لمصر لكان أمرا مستحسنا, ولأثبتوا للعالم كله أنهم وطنيون يذودون عن تراب هذا الوطن.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com