ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

خالد يوسف يتحدث لـ«المصري اليوم»:«الاحتلال الإخوانى»لمصر ينتهى «٢٠١٣»

المصرى اليوم | 2013-05-28 08:28:27

مثلما أعطى للمشاهد رؤية استشرافية للوضع السياسى بمصر من خلال فيلمه «دكان شحاتة» الذى قدمه قبل الثورة حين توقع فى مشهده الأخير نزول الجيش للشوارع عقب حالة انفلات أمنى واسعة، مثلما حدث فى أعقاب الثورة، وضع المخرج السينمائى «خالد يوسف»، عضو مجلس أمناء التيار الشعبى، صورة بانورامية لسيناريو نهاية حكم جماعة الإخوان المسلمين، وقال فى حواره لـ «المصرى اليوم»، إن سقوط حكم الإخوان سيكون بنهاية العام الحالى من خلال قيام انتفاضات شعبية منفردة فى كل محافظة على حدة، يعقبها عصيان مدنى عام على غرار ما حدث خلال ثورتى القاهرة الأولى والثانية أثناء النضال ضد الاحتلال الفرنسى. وإلى نص الحوار:

 ما تقييمك للوضع السياسى الحالى؟
ـ نظام الإخوان يذهب من فشل إلى فشل، وهو ليس نتاج جهل أو عدم دراية بأمور دولة كبيرة مثل مصر أو عدم كفاءة هذا النظام، لأنه لا يستطيع إدارة سوى تنظيم سرى وليس دولة، ولكن الأزمة فى نيته نفسها، لأن مصر مليئة بالكفاءات وإذا كانت نيتك صادقة ولست كفؤا واستعنت بالكفاءات فستنجح على الأقل فى إدارة أمور البلاد، لكن الإخوان ليست لديهم نية للعمل لصالح الشعب بالأساس، لأنهم يركزون على فكرة التمكين لمنع أى فصيل آخر من الوصول إلى الحكم فى أى يوم من الأيام، وكما قلت أيام الانتخابات الرئاسية ولم يصدقنى الكثيرون، أن الإخوان امتطوا حصان الديمقراطية، وذبحوه عندما وصلوا إلى الحكم، وهذا ما حدث بالفعل منذ صدور أول قرار للرئيس محمد مرسى بعودة مجلس الشعب والإعلان الدستورى وحصار المحكمة الدستورية ومعركة تطهير القضاء، وكل ذلك يؤكد مضيهم فى تحقيق مشروعهم الخاص، لأن مصر استبدلت مشروع التوريث بمشروع التمكين الذى كان أحد أسباب قيام ثورة يناير، والتى لم يكن المتظاهرون خلالها يتصورون أنهم سيتخلصون من التوريث بما هو أسوأ وأخطر منه، ولو قمنا بعمل بانوراما لما يحدث بمصر سنجد حركة مقاومة شعبية عنيفة جداً ضد مشروع التمكين، وهذا ما يؤكد يقينى بانتصار الشعب على هذا الفصيل، ولا توجد مؤسسة من مؤسسات الدولة أو فئة اجتماعية إلا وتقاوم هذا المشروع.

 أفلامك تنبأت بما حدث من انفلات أمنى ونزول الجيش للشوارع.. فما سيناريوهات نهاية حكم الإخوان كما تتوقعها؟
ـ الإخوان لن يدركوا أخطاءهم لأنهم ماضون بلا أدنى تردد نحو أهدافهم الخاصة ولو كانت على أجساد المصريين، والفنان لابد أن تكون له رؤية استشرافية للمستقبل، وكما تعودت فى أفلامى خاصة «دكان شحاتة»، فأنا مستشرف أن العام الحالى سيكون نهاية حكم الإخوان، والسيناريو الذى أتصوره لسقوط حكمهم، هو أن الشعب سيستكمل ثورته بانتفاضات شعبية منفردة فى كل محافظة على حدة يعقبها عصيان مدنى عام على مستوى الجمهورية ضد الغلاء والجوع والهيمنة والانفراد بالحكم، وهنا سيضطر الجيش للنزول ليس فى صورة انقلاب عسكرى أو للحكم لفترة انتقالية وإنما من أجل حفظ دماء المصريين وحماية أمنهم، ويمكن فى هذه الحالة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة انتقالية يشرف عليها مجلس رئاسى مدنى يرأسه رئيس المحكمة الدستورية العليا، والجيش لن يقوم بانقلاب لأنه مؤسسة وطنية دون أدنى شك وعلى رأسها رجل من أعظم الضباط الذين رأيتهم فى حياتى إخلاصاً للوطن ولتاريخ العسكرية المصرية، ولن يفعل ذلك لأن رغبات الناس فى البيوت كذلك ولكن من خلال حركة شعبية كبيرة يساندها من أجل إقرار الأمن، وهناك ناس تعتقد خطأً بأن نهاية الإخوان ستكون بالدم وبمذابح فى الشوارع أو من خلال إقصائهم وإجبارهم على الهجرة أو اعتقالهم، والمصريون ولأنهم كارهون لفكرة الدم مستعدون للتضحية بالتحرر من نظام الإخوان فى سبيل عدم حدوث دم، ومن يخاف من هذه الفكرة، أقول لهم لا تخافوا لأن مفيش دم جاى، والإخوان راحلون لأن الشعب المصرى سيبتكر أساليب جديدة فى المقاومة تستوعب فكرة الدموية الموجودة لدى الجماعة، والشعب لن يمكنهم من تحويل المعركة إلى بحور دماء، وأنا أتصور أنهم جزء من أبناء الشعب المصرى، ولكن عندما يفشلوا فى تأميم الأمة بتحويلها لخدمة مشروع الإخوان المسلمين سيدركوا أنهم مجرد فصيل أو تيار وتتم معاملتهم بقدر حجمهم ليتم التعايش معهم، لأنك لا تستطيع أن تتعامل معهم إلا فى مراحل الاستضعاف والسكون مثلما حدث خلال الـ ٣٠ سنة الماضية التى كانوا خلالها طيبين جدا، وحتى أثناء الـ١٨ يوماً فى ميدان التحرير، والتى اعتقدت خلالها أن انصهارهم مع الشعب خلال الثورة سيغير طريقة تفكيرهم، رغم أنى أعرف تاريخهم كفصيل تربى على الإجرام، إلا أنهم بدأوا العودة مرة أخرى لما تربوا عليه بعد تنحى الرئيس السابق مبارك باستخدام ممارسات قمعية معادية للعدالة، والمفارقة أن حزبهم اسمه الحرية والعدالة.

لماذا تتوقع نهاية حكم الإخوان بنهاية العام الحالى على وجه التحديد؟
ـ لأن الشعب المصرى تغير مزاجه النفسى بعد ثورة يناير بسقوط حاجز الخوف، ولم يعد يصبر على أحد أكثر من اللازم ولن يصبر على حكم الإخوان، وأصبحت حالات الجزر عنده أكثر من المد عكس ما كان سائداً فى الماضى عندما صبر على الهكسوس حوالى ١٢٠ سنة وصبر على الإنجليز ٧٠ سنة، وصبر على مبارك ٣٠ سنة، وهذا التغيير شديد الأهمية فى فهم المستقبل، والدليل على ذلك أن المصريين بدأوا مقاومة الإخوان منذ أن بدأت القافلة تسير فى عكس الاتجاه الذى يرغبونه، ولم يصبروا لحين وصول القافلة الى الوجهة الخطأ، وهذا التصرف صحيح جداً، لأنه حينما أتفق معك على السفر للإسكندرية واكتشف أنك متجه لأسوان، فإنه ليس من الطبيعى أن اصبر حتى الوصول لأسوان لأقول لك إنك تسير فى الاتجاه الخاطئ، بل من الطبيعى إيقاف الرحلة وقت اكتشافى لخطأ اتجاهها، ومقاومة المصريين بدأت حينما شعروا بأننا نسير نحو الهاوية وبعيداً عن التقدم وتحقيق أهداف الثورة، وهذه المقاومة الشعبية لها تجليات كثيرة على الأرض تؤكد أن مشروع الإخوان ساقط لا محالة لأن هذا الشعب امتلك إرادته ولن يعود مرة أخرى إلى خانة الاستكانة والانهزام مثلما كان حاله قبل الثورة.

ولكن السيناريو الذى ذكرته حدث خلال العصيان المدنى ببورسعيد، ولكنه لم يمتد إلى انتفاضة شعبية قوية تؤدى إلى إسقاط النظام كما ذكرت، فما السبب من وجهة نظرك؟
ـ تقديرى أنها ستمتد، ولوعدنا بالذاكرة إلى ثورتى القاهرة الأولى والثانية خلال الاحتلال الفرنسى واللتين اشتعلتا لمدة ثلاث سنوات سنجد أنهم قريبون الشبه لما يحدث الآن، مدينة تنتفض وبجوارها مدينة هادئة، ثم تهدأ هذه المدينة وتستقر الأمور تماماً ثم تنفجر فى مدينة أخرى، وظل الوضع كذلك تندلع فيه انتفاضات على فترات حتى اندلعت أعمال المقاومة ضد الاحتلال بإعلان العصيان المدنى فى جميع أنحاء مصر حتى انتهاء الاحتلال، ولا يستطيع أحد تحديد التوقيتات التى يحددها الظروف الموضوعية التى يعيشها المصريون.

دورك السياسى زاد كثيراً فى الفترة الماضية ولم تقدم أى أفلام منذ قيام الثورة، فهل تمر بفترة صيام فنى؟
ـ لا ليس صياماً، بل «رجلى جت فى الشأن العام»، وبعض الناس اعتقدوا أننى انجررت للسياسة، ولكنى انجررت لقضية وطنية تحتاج جهد كل الناس وليس لقضية سياسية، وشعرت أن مستقبلى ومستقبل أولادى يتشكل فى هذه الأيام، ووجدت أن علىّ مسؤولية مثل باقى المصريين بالمشاركة فى الأحداث السياسية حتى لو تعطل مسارى الفنى، ولكن بعد ٣٠ يونيو اكتشفت أننى كنت مخطئا،لأننى كنت ممكن أعمل دوراً أقوى من ذلك إذا كنت قدمت أفلاماً فى العامين الماضيين مثل الأفلام التى قدمتها قبل الثورة لمواجهة الاحتلال الإخوانى، ولذلك أنا عائد الفترة القادمة لتقديم الأفلام لأنها مهمتى الأساسية وده إللى أنا شاطر فيه وبعرف أعمله.

وهل تعتبر حكم الإخوان نوعاً من أنواع الاحتلال؟
ـ نعم، لأن عندما جاء الإخوان شعرت بأن هناك احتلالاً قادماً على مصر يريد أن يؤمم البلد لصالح مشروعه، ومصر الآن أصبحت أشبه بدولة محتلة من أجنبى بسبب الاحتلال الإخوانى، وأنا كنت أول من استخدام تعبير «الاحتلال الإخوانى»، وانتقدنى الكثيرون حتى أصدقائى من المعارضين للإخوان، ونحن اعتدنا على أن نصف الاحتلال الإنجليزى بـ «الأجنبى» لأن هناك «احتلالاً محلياً»، وهو ما يمارسه الإخوان، والاحتلال هو الدرجة القصوى للاستبداد، لأنه حينما يظن النظام أن البلاد أصبحت عزبته يتحول من نظام مستبد إلى نظام محتل، ونظام مبارك فى السنين العشر الأخيرة كان نظاما محتلا، حينما ظن أن مصر عزبة تورث، والإخوان من أول يوم لهم فى الحكم كانوا مثل نظام مبارك فى آخر ١٠ سنوات من حكمه، فكانوا نظاماً محتلاً أيضاً.

ما دور الفيلم فى توعية الناس بتاريخ جماعة الإخوان، باعتباره يدخل كل بيت؟
ـ الصراع الحالى جزء منه صراع ثقافى وليس سياسياً فقط، ولو افترضنا أن الدكتور البرادعى أو حمدين صباحى أو غيرهما من قوى الثورة الحقيقية قد نجحوا فى الوصول إلى سدة الحكم وليس الإخوان، فإنه من المؤكد أن الصراع بين الطرفين سيظل مستمرا لأن الأفكار المتخلفة والظلامية التى يؤمن بها التيار الذى ينسب نفسه للدين ستشعل صراعا ثقافيا من أجل أن تكسب مساحات التنوير جولات أمام مساحات الظلام، وفى هذه الحالة سيخوض رواد التنوير من المثقفين والمفكرين والمبدعين بشكل عام نفس الحرب التى نخوضها الآن ضد قوى الظلام التى لابد من مواجهتها حتى ولو كانت غير موجودة فى السلطة، لأن المستقبل إما سيكون فى صالح النور أو فى صالح الظلام، لذلك من الواجب علينا أن نقدم أفلاما تقوم بهذا الدور لتوعية الناس وتبصيرها بخطورة الأفكار الظلامية، لأننا مجتمع متدين بالفطرة واستغلال فكرة الدين لترويج الأفكار السياسية خاطئ، وحينما يقدم الشاعر والمخرج والأديب قصائد وأفلاما وروايات فإن ذلك سيشكل مدفعية ثقيلة تدافع عن التنوير وتحارب قوى الظلام.

 هل تتوقع أن يخوض الإخوان مواجهة مماثلة مع الفن مثلما دخل فى معارك مع مؤسسات القضاء والإعلام والجيش وغيرها؟
نعم، ولكنها ستكون الحرب الأخيرة لأنها ستكون طويلة جدا ومن الممكن أن تمتد لسنوات، كما أنهم يعلموا أن المقاومة ستكون عنيفة جداً مع المثقفين والفنانين، لأن كل واحد منهم هو كتيبة بمفرده بما يملكه وراءه من جمهور، لذلك هم يؤجلون الصراع مع الفن خوفاً من جمهوره لأن خطتهم الآن هى السيطرة على القضاء والشرطة وتقليم أظافر الإعلام وتحييد الجيش وضمان تبعية الأجهزة التنفيذية والحكومة، وبعد ذلك كله سيدخلون على الثقافة ولكن بمفردها حينما يكون المجتمع مهيئ لذلك،لأن الإخوان يعلمون أن المثقفين هم الكتيبة الأخيرة التى إذا ظلت موجودة «هتعملهم قلق لأن مهما عملوا قمع للفن بيعرف يوصل»،والدليل على ذلك هو عدم تعيين وزير ثقافة إخوانى فى الحكومة الحالية، فكيف ستواجه اسما عالميا مثل بهاء طاهر أو علاء الأسوانى أو يوسف زيدان وغيرهم والفضيحة ستكون عالمية فى هذه الحالة،وهم يسعون لتطبيق أهداف حسن البنا فى إغلاق المسارح والسينمات فى نهاية خطتهم مثلما طلب مرشدهم من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذى كشف عن ذلك فى خطابه الشهير،حينما قال «طالب منى اقفل المسارح والسينمات عايز يظلمها»، بما يدل أن عبدالناصر أيضا كان يؤمن ان النور يأتى من المسرح والسينما.

ما دلالة استقالة نصف الفريق الرئاسى لرئيس الجمهورية؟
ـ الدلالة واضحة وهى أن المركب بتغرق بسبب مشروع التمكين وأن القرارات والتعليمات تأتى من مكتب الإرشاد ويوقع عليها الرئيس فى إذعان كامل مثل أى موظف درجة عشرة، وأعتقد أنه يجب ألا نغلق الباب أمام المستقيلين من نظام الإخوان، لأنهم فى لحظة ما ممكن يقوموا بدور، ولو تم تشجيعهم سيكونون «مسمار جديد» فى نعش هذا النظام، وسواء تأخرت استقالتهم أو كانت بوازع من ضميرهم أو باختلاف حول توزيع الأدوار وتقسيم الغنائم، فإنه يجب الاستفادة منهم، لأنهم معنا فى نفس الخندق، والنقاش مع المستشار محمد فؤاد جاد الله مهم، بالرغم من أنه يناقض نفسه حينما ذكر أنه استقال دفاعاً عن القانون والدستور، فى حين أنه ساهم فى وضع الإعلان الدستورى وصدور قرار عودة مجلس الشعب، ومن الواضح أن مكتب الإرشاد هو من يدير البلد والرئيس محمد مرسى موظف عنده، وكذلك رئيس الوزراء الذى يعيش فى بلد غير البلد، والإخوان لا يهمهم الأحوال المعيشية المتردية التى يعانى منها الناس لأنهم يسعون لتطبيق خطة التمكين أولا، لذلك يتجهون للاقتراض من الخارج من أجل إسكات الشعب وإلهائه وضمان عدم خروجه فى مظاهرات قوى المعارضة لإسقاط حكمهم.

هل تسعى بالفعل لعمل فيلم عن قصة حياة حمدين صباحى؟
ـ لا هذه كانت شائعة رخيصة روجتها ميليشيات الإخوان الإلكترونية أثناء إحدى المظاهرات التى دعونا لها من أجل تشويه المنظر وتصوير الهدف من المظاهرة على أنه عمل فيلم عن حمدين، وأنا لم أستغل ثورة يناير فنياً، لأننى لم أصور كادرا واحدا داخل ميدان التحرير أثناء أحداث الثورة ولم أكسب على المستوى الشخصى المهنى مناظر ومشاهد واقعية لأحداث الثورة أراها بعينى، رغم أن ذلك من حقى كواحد ممن شاركوا فيها، ولو قررت أعمل فيلم عن الثورة أنا مختزن كل ما رأيته فى ذاكرتى وسأقوم بعمله مرة أخرى.

 لو كان حمدين صباحى رئيساً لمصر الآن بدلا من الرئيس مرسى، فكيف سيكون الوضع بعد ٩ شهور من حكمه؟
ـ لا الوضع سيختلف، لأنه لو كان حمدين رئيساً لكنا بدأنا مشروع النهضة الحقيقى، وما يميز حمدين على الرغم من أنه يعرف أن الإخوان جماعة تكفر بالديمقراطية وتستخدمها كحصان للوصول للسلطة، إلا أنه من الناس قريبى الوجدان منهم فكان سيستطيع لم شمل البلد وإصهار كل التيارات السياسية مع بعضها وسيقدم حواراً وطنياً حقيقياً يطبق مفهوم المشاركة لا المغالبة بشكل حقيقى، «ومكانش هيجيب رجالته ويعينهم فى المواقع القيادية بالبلد»، وقناعته الحقيقية هى ادارة البلد بشكل جماعى وان شركاء الثورة يكونوا شركاء ايضا فى الحكم على الاقل فى السنوات الخمس الاولى عقب الثورة،وقناعاته تلك كانت ستهدئ الاحتقان وتستوعب كل القوى الوطنية وتستفيد من خبراتها، وحمدين كانت لديه رؤية واضحة لمشروع نهضة يحمل الخير الحقيقى لمصر وليس خير الإخوان المسلمين، وبرنامجه الرئاسى كان يحمل تصوراً حقيقياً وضعه خبراء فى الاقتصاد بالداخل والخارج لتحقيق العدالة الاجتماعية ولم يكن كلام شعارات.

خطابات مرسى أصبحت مادة للسخرية والضحك، فهل تصلح شخصيتة لتجسيدها فى الأفلام؟
ـ بالنسبة للسينما هو كاراكتر فعلاً يصلح تجسيده فى الأفلام، ولما سألونى لو عملت فيلم عن الرئيس مرسى مين الممثل إللى ممكن يؤدى دوره، قلت لهم الفنان إبراهيم سعفان، لأنه أكثر واحد ممكن يقلد حركاته، ولكن مشكلته أيضا أنه لا يوجد لديه حضور أو كاريزما فسيفشل أيضا لو كان ممثلاً، كما أنه فاشل أيضا فى الخطابة «على عكس ما الناس متوقعة»، لأن ما يلقيه من خطب لا تصلح لأن تكون خطبة لشيخ جامع فى زاوية فى الزقازيق وليست خطبا تليق بزعيم أو رئيس، وبالتالى «هيبقى شخصية باهتة جدا لو اتقدم فى السينما» ، ولذلك نجح برنامج باسم يوسف، لأن المصريين شعب ابن نكتة فعلا، والسخرية مكون أساسى فى ملامحهم، واستخدموها فى مواجهة الاستعمار ومن عيوبهم إضفاء البهجة على أوضاعهم السيئة، لذلك هى وسيلة مقاومة لديهم، ولكن هناك شعباً آخر ينظر للرئيس محمد مرسى ويبكى بدل الدموع دم على أن هذا الشخص رئيسه مثلما كان الحال أيام مبارك، وكثير من المصريين الآن يشعرون بالعار لأن رئيسهم محمد مرسى، والشعوب الأخرى ممكن أن تجلس القرفصاء وتنتحب ليعبروا عن هذا العار، لكن المصريين يطلعوا نكتة ويضحكوا ويسخروا من أنفسهم لأنهم جابوا مرسى رئيس جمهورية،لأن الشعب المصرى قديم وعاش كتير وياما على راسه دقت طبول فعارفين إن الحياة هتمشى وما هم فيه زائل.

هل تؤيد دخول الانتخابات القادمة أم مقاطعتها؟
ـ الشعب المصرى سيسحق تيار الإسلام السياسى بالكامل إذا توفرت انتخابات نزيهة شفافة يتم إجراؤها فى ظل وجود حكومة جديدة ونائب عام جديد وقانون انتخابات محل توافق، وغير ذلك تكون الانتخابات بلا أى طائل ويكون استكمال الثورة عبر الميادين أفضل.

 من المعروف أن التيار الناصرى يسيطر على كلية هندسة شبرا التى تخرجت فيها، فما سبب ما تعرض له حمدين صباحى خلال ندوته، من وجهة نظرك؟
ـ بالفعل الأغلبية هناك ليست للإخوان، ولكنهم كانوا مجهزين ٤٠ واحد يعملوا دوشة واشتباكات لإجبار عميد الكلية على الاعتذار لحمدين لعدم إكمال الندوة وإلغائها، ولكن حمدين عرف يستوعب شباب الإخوان وطلعهم على أنهم «هبل» ونجح فى استكمال الندوة، ولو تلاحظ أن جريدة الحرية والعدالة فى عددها الصادر فى اليوم التالى للندوة كتبت فى صفحتها الأولى «طرد حمدين صباحى من هندسة شبرا»، ولاحظ أيضا أن بوابة جريدة الحرية والعدالة على الإنترنت كتبت بعد مرور ٥ دقائق فقط من بدء الندوة «طرد حمدين صباحى من هندسة شبرا»، ايضا رغم أن الندوة لم تكن قد انتهت، بما يؤكد أنها مؤامرة مدبرة سلفاً.

 ولكن قيادات الإخوان قالوا إن حمدين عرف قيمة الحوار ولجأ إليه حينما أصبح فى موقف محرج أمام الطلبة؟
ـ حمدين لم يرفض الحوار، والدكتور مرسى دعانا للحوار بعد أن ضربنا على «قفانا» بإصدار الإعلان الدستورى وتنفيذه، فلماذا لم تحاورنا قبله؟، ولا حوار بعد ارتكاب الجرائم إلا بمعاقبة مرتكبيها، وجماعة الإخوان تريد أن تصدر للناس أن حمدين لا يريد حواراً رغم أنه ذهب للرئيس مرسى فى قصر الاتحادية واجتمع معه قبل صدور الإعلان الدستورى، بالإضافة إلى الدكتور البرادعى وعمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، قبل أن ينفذ مرسى عكس ما قاله هذه الشخصيات بإصدار الإعلان الدستورى، وبعدها أجرى العديد من قيادات «الحرية والعدالة» اتصالات بصباحى لإقناعه بالحوار إلا أنه رفض قبل إلغاء الإعلان الدستورى، أما مرسى نفسه فلم يحدث أن أجرى اتصالاً بحمدين منذ أن تولى الحكم.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com