"النهضة" سد ومحبس

يعني أنا كدا لما أجي أستحمي أستأذن سفير أثيوبيا يفتح المحبس من عندهم في اديس بابا" قالها المعلم عبده وهو جالس على مكتبه في وسط المقهى الشهير بالجيزة يقرأ الصحف أحضر الصبي الشيشة ووضع فنجان القهوة المظبوط أمامه على المكتب المعلم مد يده وأمسك" لاي" الشيشة وعينه مثبته على الصحفية  سحب نفس دخان طويل أكمل القراءة وهو ينفث دخان كثيف من أنفه وفمه بغضب.
 

قام أحد الزبائن وجلس بجوار الملعم  وقال ساخرا : طب أنا لو مش بستحمى وعايز سفير أثيوبيا ها أعمل ايه؟ نظر له المعلم بغيظ فقال الرجل : يا ملعم خلاص مافيش فايدة مصر ضاعت واللي كان كان، نقل صبي المقهى طلبات الزبون ووضعها على المكتب وعاد للعمل وهو يقول : دا حتى السد اللي بيعملوه في أثيوبيا أسمه النهضة رد الزبون والمعلم بتاعك هايعمل "دراي كلين" بدل مايستحمى.
 

 وأكد الزبون في حديثه أن لديه ملاحظة غريبة جدا حول نتائج زيارات الرئيس للدول المختلفة فبعد زيارة مرسي لألمانيا قرر الإتحاد الأوروبي وقف الدعم المالي الذي كان مقرراً لمصر وبعد زيارته للسودان أعلن الأشقاء عن رغبتهم في الإستيلاء على حلايب وشلاتين، وبعد زيارة مرسي لروسيا أعلن الدب وقف تصدير القمح لمصر وبعد الزيارة الأخيره لأثيوبيا بدأت دولة منبع النيل في عملية تغيير مجرى نهر النيل الأزرق.
 

اعتدل المعلم في جلسته وبدأ في شرب فنجان القهوة وسال نفسه هل فعلا تصريحات الجانب الأثيوبي أن وزير الري المصري وافق على سد النهضة، وضع الفنجان جانبا وابتسم وهو يتخيل أن الثورة القادمة لن تكون ثورة جياع كما يتوقع البعض ستكون ثورة من أجل الحموم وستكون حماسية جدا بسبب الهتاف والرائحة والأخيرة ستكون سببا أساسيا في رحيل النظام إلا أذا كان – لأن الله يحميه - مصاب بالزكام.
 

استأذن الملعم من الزبون وقال للصبي : أنا رايح مشوار خلي بالك من الشغل، خرج دون هدف، كعادته الدائمة عندما يشغله موضوع يفكر فيه وهو يمشي، تغير مسار النيل الأزرق في اثيوبيا سيؤدي إلى كارثة، ووزير ري حكومة الإخوان وافق بمنتهى السهولة، لمجرد أن اسم السد الأثيوبي "النهضة"-  تشابه أسماء- فرصة الفوز بالانتخابات المصريه أصبح أسهل من مرور يومين متتالين دون انقطاع الكهرباء يمكنك بسهولة شراء الأصوات بـ "زجاجة زيت وكيس سكر وصفيحة ميه".
 

وصل أمام كورنيش النيل من ناحية شارع البحر الأعظم بالجيزة تأمل النهرا الخالد وسأل نفسه هل قريبا ستكون قواعد الحموم صادرة من  أثيوبيا وتحتم أن تكون "اللوفة" من مصر والصابونة للشعب، هل سيأتي يوم وتمنع أثيوبيا سريان النهر بتركيبها لـ"طَبَهَ"من ناحيتها.

آشار لتاكسي للعودة للمقهى، السائق يدخن بشراهه وأكد للمعلم أن الأزمة أنه كان ينوي في حالة استمرار حكم الاخوان لمصرإلقاء نفسه في النيل الأمر أصبح مرهقا لأن الانتحار سيتطلب السفر  لأثيوبيا