بقلم: إسماعيل حسني
ليس أكثر من براعة الإخوان المسلمين في التدليس على الناس باسم الدين، إلا براعتهم في اختيار وزراء يستفزون مشاعر الجماهير، ويدقون المسامير في نعش الجماعة.
إن نوعية الوزراء الذين يقوم الإخوان المسلمون باستخدامهم تفضح حقيقة وطبيعة التشكيل العصابي للجماعة، وأنها تدير البلاد بطريقة لا تختلف في الشكل أو المضمون عن أساليب العصابات الإجرامية التي تستخدم كافة الوسائل من أجل الحصول على السلطة والثروة، غير أن العصابات العقائدية تخفي أهدافها الحقيقية عن عيون البسطاء بما ترفعه من شعارات دينية أو سياسية.
فالعصابات لا تنفتح على المجتمعات، ولا تستعين بعناصر من خارجها مهما كانت كفاءتهم، بل إنها تستبعد الأكفأ من بين أعضاءها إن ظهرت عليهم علامات الإستقلال أو الطموح، وتقوم بإسناد المهام المؤثرة إلى المجاهيل الموثوق في ولاءهم الأعمى لزعيم العصابة.
هذا لم تدهشنا التعديلات الوزارية الأخيرة التي أبقت على رئيس وزراء فاشل ووزير إعلام هابط ومتحرش، وأسلمت أهم وزارات في البلاد إلى موظفين مغمورين عديمي الخبرة أو الكفاءة مثل وزيري الإستثمار والثقافة.
لقد تم تعيين هؤلاء المجاهيل في تلك المناصب نظرا لدنائة المهمة المطلوب تنفيذها، والتي تأبى أية شخصية محترمة في كلا المجالين أن تقوم بها، فوزير الإستثمار مطالب بذبح وسائل الإعلام، بينما سيقوم وزير الثقافة بتجريف وتصحير الثقافة المصرية وفق إملاءات العقل القطبي الظلامي الذي يقود جماعة الإخوان.
ولقد بدأ وزير الثقافة الذي نخجل هنا من ذكر إسمه وسيرته الذاتية في تنفيذ مهمته باستبعاد قيادات الهيئات الثقافية مثل أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، والفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيسة دار الأوبرا، وننتظر أن يقوم وزير الإستثمار بترجمة تهديدات الرئيس مرسي لوسائل الإعلام في إجراءات قانونية وتأديبية تلاحق الإعلاميين والصحف والقنوات الفضائية المختلفة.
إن جماهير الشعب التي أطاحت بعصابة حسني مبارك في 25 يناير قادرة على الإطاحة بعصابة خيرت وبديع في 30 يونيو القادم. وإن غدا لناظره قريب.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com