بقلم: د. أحمد الخميسي
الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء . بيدكم وحدكم إنقاذ حياة أحد أهم الروائيين المصريين وهو محمد ناجي الذي تعرفه الأوساط الثقافية كلها بإنجازاته الأدبية المرموقة . بيدكم وحدكم أن تتخذوا قرارا بعلاج مفتوح لمحمد ناجي الذي يعاني من سرطان في الكبد لا علاج له سوى عملية زراعة كبد . وحين تفعلون ذلك فإنكم تنقذونٍ كرامة الكاتب المصري الذي اخترع الكتابة للعالم وعكف عليها بصبر ودأب منذ سبعة آلاف سنة حتى يومنا . يلزم قرار بعلاج مفتوح وليس قرارا بعلاج على نفقة الدولة لأن مخصصات الأخير لاتزيد عن مائة ألف جنيه لاتكفي لإجراء العملية العاجلة التي يحتاجها محمد ناجي حتى في الصين .
وقد لا تتسع هذه الرسالة لعشرات بل المئات من تواقيع كبار كتاب مصر ومثقفيها ، لكن هذه الأسماء موجودة وسترد إليكم في خطاب منفصل يؤكد لكم ما يعرفه الجميع عن إنجازات محمد ناجي اإلأدبية والقلق الشديد على صحة وحياة الكاتب المبدع . وقد انتزع منا هذا المرض من قبل زملاء أعزاء شاهدناهم يرحلون ونحن في قبضة العجز منهم يوسف أبوريه ، وفتحي عامر ، ونعمات البحيري، ولم يستطع اتحاد الكتاب أونقابة الصحفيين تقديم العون بسبب التكلفة الباهظة للعلاج .
وأقول للزملاء من الكتاب إن علينا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا لإنقاذ حياة الروائي الذي أثرى الأدب العربي برواياته الساحرة " خافية قمر"، و "العايقة بنت الزين " و" لحن الصباح " و" رجل أبله وامرأة تافهة " و " الأفندي " وقبل وبعد كل ذلك رائعته " مقامات عربية " التي لم تنل بعد حقها من الدراسة والتامل والإعجاب . إنني أدعو أدباءنا الكبار : بهاء طاهر ، وإدوار الخراط ، وجمال الغيطاني ، ومحمد البساطي ، ومحمد المخزنجي، وخيري شلبي ، وغيرهم من الأسماء إلي تأكيد توقيعهم على الخطاب الموجه لرئيس الوزراء د. أحمد نظيف ، وإلي الدفاع عن حياة محمد ناجي ، وحمايته وإنقاذه .
فقد شبعنا من النظر إلي الموت وهو ينتزع أرواح المبدعين ، لا لشيء إلا لأنهم ليس لديهم ما يكفي من أوراق البنكنوت التي نعلم كيف يراكمها البعض ومن أين وباي طرق ، أو لأنهم لايحظون بالذيوع الإعلامي الذي نعرف كيف يسري ولماذا وأين يعم . وأدعو الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب المصري إلي إنقاذ ماء وجه الاتحاد بالتحرك السريع لمناشدة رئيس الوزراء د. نظيف استصدار القرار المطلوب .
أدعو صناديق الثقافة العربية ورعاة الثقافة في كل قطر عربي إلي التدخل السريع، وأدعو رعاة الثقافة المصرية من رجال الأعمال الكبار إلي التدخل ، فلم يعد ممكنا أكثر من ذلك أن يرحل عنا زملاؤنا لمجرد أن جيوبهم ليست منتفخة بالأوراق النقدية ، وأن عقولهم ونفوسهم كلها كانت منشغلة بغرس الأحلام في الروح الإنسانية .
عندما كلمت محمد ناجي لأطمئن عليه قال لي بصوت تغلب فيه العزيمة الداء : الحياة نفس ونظرة ، إن لم يكونا بطعم الكرامة فلا معنى لها . وأضاف : كنت أكتب حتى قبل ساعتين من إجراء عملية حرق الورم في الكبد ، وهي عملية تمنع فقط لفترة مؤقتة انتشار الورم خارج الكبد إلي البدن كله . الحلول المطروحة أن يتبرع أحد بجزء من كبده ، فأعيش به عامين تقريبا من المعاناة دون جدوى ، وليس في خطتي أن أفتح باب التبرعات وما شابه ، كما أن أي قرار آخر غير العلاج المفتوح لن يؤدي لشيء . والتقط ناجي أنفاسه وعاد ليقول : لكن صدقني حين أقول لك إنني أشعر أنني جزء من حالة عامة ، ولا أريد لحبي للحياة وتعلقي بها أن يرخصني .. أبدا .
قالها بذلك الهدوء الجميل الذي عرف به ، وبتلك الثقة التي لا يسمع لها ضجيج ، وبذلك الأمل الذي عاش ويعيش به . أنقذوا حياة محمد ناجي الشاعر والروائي والإنسان . هذا ممكن ، هذا ضروري ، وبدون ذلك سيكون علينا أن نقر بقوة وسطوة الأوراق النقدية الميتة وهي تلتهم الحياة والإبداع من حولنا .
|
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|