بقلم: حكمت حنا فهتاف المصريين أمس وتعبيراتهم الانفعالية الدالة على فرحة الانتصار هو بحثًا عن مخرج في ظل أزمة يعيشها من غلاء معيشة وخوف من موت مُنتَظر من أمراض عصره وتهديدات أمنه في بلده، في ظل نظام مستبد سيفتك به إذا فكر في التعبير عن نفسه في أي مظاهرة سلمية أو وقفة احتجاجية، وموجة من النقاش والجدل عن فرضية النقاب من عدمه، وانقسم المجتمع لفريقين يسير أغلبه وراء موجة التطرف وقلة قليلة تحاول النهوض من ظلام التدين المتشدد. فقد رأيت شابًا أثناء تجمهر الأهالي للتعبير عن فرحتهم بفوز منتخبهم يسير بمفرده هاتفًا وحده، وكأنه يريد أن يعلو صوته الذي ظل دائمًا صامتًا ليجد تلك المسيرة طريقًا ليهتف، فقد ضاقت نفوس المواطنين المصريين وتأزمت من كثرة الهموم. وعندما تعود الأمور لوضعها يبحث عن قضية غالبًا ما تكون دينية ليضرب حولها الجدل والنقاش وتظهر المشاعر الانفعالية المتطرفة، وتصبح القضية حرب يريد فيها فريق أن ينتصر على آخر حتى يشعر نفسه بزهوة الانتصار، لكنه في الحقيقة يسعى بسيكلوجية الباحث عن قضية فرضية لينشغل بها ويلهي ذاته بها، وتعم المجتمع حالة من الفوضى بين الآراء المتضاربة تاركًا قضايا جادة لا يريد الخوض فيها، يكفيه قضيته الأساسية وهي أزمته الواقعية مع الحياة ومتطلباتها التي يعيشها ويهرب منها كلما واجهته للانغماس في قضايا تافهة أو بحثًا عن مصدر للفرحة يلتهي فيه حتى لو كانت ليست له، يكفيه أن يعيش لحظات مختلفة في حياته المملة. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع:
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |