CET 21:26:45 - 26/03/2009

المصري افندي

بقلم: أماني موسى
"الحياة نعمة يجب التمتع بها وهي قيمة في حد ذاتها" تلك العبارة سمعتها من رجلاً تعدى الخمسين من العمر في إحدى جلساته الخاصة بالعلاج الكيماوي إثر إصابته بمرض العصر الغني عن التعريف، ذلك المرض الذي انتهك أجساد الكثير من المصريين في قسوة بالغة ليحطمها ويحطم معها أحلامهم أسرهم وبالنهاية يُنهي حياتهم في منتصف الطريق.

قد يقول البعض أنها إرادة الله، وأن الموت قدر لكل إنسان وهو الحقيقة الأكيدة بتلك الحياة، وهذا بالطبع لا خلاف عليه فالموت رغم قسوته إلا أنه أمر واقع سواء شئنا أم أبينا، ولكن الكارثة الحقيقية والتي تكون في واقعها أقسى من شبح الموت ذاته هي قسوة ولا مبالاة مَن في يدهم سُلطة ومَن هم في وضع المسئولية ومؤتمنين على أرواح ملايين من البشر، فتجدهم يقومون بقتل بطيء لتلك الأنفس المسئولة منهم بدلاً من الحفاظ عليها كما تعهدوا وأقسموا اليمين حين تولوا المسئولية وليكونوا شاعرين براحة الضمير أمام ذواتهم أولاً ثم أمام الآخرين، فتجدهم يقومون باستيراد أسمدة كيماوية مسرطنة أو شحنات غذائية فاسدة!!! مثلما قرأت اليوم في خبر يتصدر الصفحة الأولى بجريدة "المصري اليوم" الإلكترونية حول انتشار أسماك مسرطنة في الأسواق المصرية تم استيرادها من فيتنام بعد أن ثبت أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي فقام المسئولين المصريين مشكورين باستيرادها ونشرها في الأسواق المصرية بثمن في متناول الجميع إذ لا يتعدى سعر الكيلو 7 جنيهات!!

وعلى ما يبدو أن المسئولين يرون أن الإنسان المصري أصبح لا يرقى لتعداد الآدميين بل يعد من الحيوانات ولذا استوردوا تلك الأسماك التي لا تصلح للآدميين!! وإما أنهم يريدون إراحة المصري من عناء الحياة وغلاء المعيشة والتعجيل بسفره للآخرة حيث الراحة الأبدية!!

وخبر آخر حول مرور شحنة كبيرة من الأغذية الفاسدة من منتجات الألبان والأعلاف وغيرها من الأغذية دون الخضوع للرقابة الصحية أو الكشف عن مادة «الديكسيون» التي تسبب أمراضاً سرطانية!!!

والواقع أنه ولله الحمد فقد أتت جهود المسئولين الدءوبة بخير النتائج وتسلل السرطان لأجساد المصريين وأخر تمام.

هذا الوضع المأساوي يُذكرني بمقولة للمهندس عدلي أبادير (أننا قمنا بتخريب مصر على أفضل وجه وأننا لو كنّا استحضرنا محتل أجنبي لتخريب البلاد ما كان أستطاع تخريبها بنفس القدر وفي ذلك الوقت القياسي).

وبالنهاية أود أن أقول لأولئك الذين برعوا في قتل المصريين بطرق غير مباشرة: أتقوا الله في تلك الأرواح التي تحت سُلطتكم والتي استأمنكم عليها القانون والتي ستُسئَلون عنها يوم الدين، فماذا ستقولون وقتها؟؟ وأي عذر سيكون لديكم؟؟ وأي قيمة أغلى من قيمة الحياة التي وهبها الله للبشر للتمتع بها؟ وبأي حق تسلبونها منهم خلسة لتنهوها بعد صراع مع الألم والمرض؟؟

هل حياة المصري بخثة بلا ثمن أو قيمة لهذا الحد؟ وأما آن الأوان لمحاسبة أولئك الذين أدخلوا تلك السرطانات للبلاد وعقابهم بشكل رادع ليكونوا عبرة لغيرهم ولنضع حداً لمأساة شعب يقع تحت سلطة أناس بلا رحمة أو ضمير؟!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق

الكاتب

أماني موسى

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

قصة موت ضمير

فجل عربي

سيد انتكة

من فضلك، ابتسم

بلا عيد أم... بلا هم

جديد الموقع