بقلم د. وسيم السيسى |
هؤلاء الذين يهددون شعباً مسالماً بطبعه، سيقوم غداً بتظاهرة سلمية كما أعلن عنها، ألم يقرءوا تاريخ الجماعات الإرهابية، وكيف كان مصيرها؟! أين الألوية الحمراء فى إيطاليا، بل أين موسلينى الذى كانت نهايته على أيدى شعبه ضرباً بالحذاء دون محاكمة.
أين الجماعة الإرهابية ألماينهوف فى ألمانيا، بل أين الإرهابى هتلر الذى كان سبباً فى تقسيم بلده، وهزيمتها، وأصبحت ألمانيا حتى اليوم منزوعة السيادة والسلاح، وكانت نهايته انتحاراً، بعد أن قتل خمسين مليوناً من شباب أوروبا الأبرياء!
أين الكوككلاس كلان الجماعة الإرهابية الأمريكية، انتهت من تاريخ البشرية، وإن كان لها ذيول تمارس إجرام رعاة البقر، أيادى ملوثة بالدماء تحت غطاء قفازات حديدية صناعة الولايات المتحدة الأمريكية.
بل أين جماعة الحشاشين وزعيمها حسن الصباح؟! لقد جاءت كلمة Assassination بمعنى الاغتيال غدراً، أو الاغتيال السياسى، وكلمة Assassin أى قاتل مأجور لاغتيال سياسى من الكلمة العربية: الحشاشين!
إنه حسن الصباح فى القرن العاشر الميلادى «العصر الفاطمى»، صاحب فرقة الحشاشين التى انتشرت فى إيران والهند، وُلد حسن فى مدينة «قم» ٤٣٠هـ، وكانت هذه البلدة معقلاً للشيعة الاثنى عشرية.
كان والد حسن شيعياً، لكنه تظاهر بأنه سُنى، أرسل ابنه إلى نيسابور لتلقى العلم، صادق حسن الصباح عمر الخيام، ونظام الملك، واتفق الثلاثة على أن أى واحد منهم يصل لمنصب مهم، عليه أن يساعد زميليه، فلما أصبح نظام الملك وزيراً للسلطان السلجوقى، استدعى حسن وجعله كاتباً فى البلاط، وبكل أسف، كانت نهاية هذا الوزير العظيم على يد أحد الحشاشين بإيعاز من حسن الصباح، لأنه اختلف معه، فكان نصيبه خنجراً فى غرفة نومه!
أراد حسن الصباح تأسيس دولة فى إيران، فبدأ بالاستيلاء على أقوى القلاع، وهى: قلعة الموت، وبخطة، ذهب متخفياً كنائب عن حسن الصباح، وعند مقابلة قائد القلعة كشف عن نفسه، فاستسلم القائد بعد أن عرف أن جنوده مع حسن الصباح، استولى حسن على القلاع المجاورة، وأعلن عن قيام الدولة الإسماعيلية فى إيران، ودعا للإمام المستنصر إماماً.
كان حسن يقدم الحشيش لأتباعه، كما كان يقدم الخمر، النساء الجميلات، الزهور، والورود، وكل هذا فى حدائق غناء، وبعد أن يفيقوا، كان حسن الصباح يوحى إليهم أنهم كانوا فى الجنة التى سيكونون فيها لو استشهدوا بناء على أوامره!
يقص علينا برنارد لويس، صاحب كتاب «الحشاشون» كيف أراد حسن الصباح أن يشهد أحد زواره على ولاء أتباعه، فأمر واحداً منهم بالقفز من قلعة الموت، فقفز سعيداً لأنه ذاهب إلى الجنة! ولعلنا نذكر مفاتيح الجنة فى صدور الشباب الإيرانى فى حرب العراق مع إيران!
استسلم الحشاشون للظاهر بيبرس ١٢٧٣م بعد أن اغتالوا الآلاف، وروعوا الناس بالإرهاب والدماء.
لقد انتصر المسيح لأنه لم يسفك قطرة دم واحدة، كما انتصر غاندى لأنه لم يقابل وحشية الإنجليز بالعنف، سقطت بريطانيا العظمى، وانتصر غاندى، وسوف تنتصر ثورة ٣٠/٦ إذا تمسكنا بالسلام، والقبض على المندسين بين جموع المتظاهرين!
من منا يذكر القاضى الذى حكم على سقراط بالإعدام، أو على برونو بالحرق، أو توماس مور بالمقصلة.. عاش هؤلاء، واندثر أصحاب الأيادى الملوثة بالدماء.
متى يعرف الإرهابيون أنهم إلى زوال، ذلك لأن الإرهاب موت، والحياة أقوى من الموت، كما أن الكلمة أقوى من السيف:
السيف يقطع جسماً لا خلود له
وليس يقطع إيماناً إذا وثبا
فلو عرفوا أن وراء الكلمة مقدرة
لعرفوا أن للحق لا للقوة الغلبا
waseem-elseesy@hotmail.com
نقلان عن المصرى اليوم |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |