CET 00:00:00 - 17/11/2009

مساحة رأي

بقلم : رأفت جندي

قال عبد الحميد: هل سمعت بأن البابا شنودة رفض أن كل الأقباط يمكنهم المشاركة فى إنتخابات البطريرك المقبل؟

قلت: اوافق قداسة البابا تماما فى هذا الرأى.

عبد الحميد: كنت اظن انكم دعاة الديمقراطية!

قلت: نعم نحن كذلك، وهناك ديمقراطية فى إختيار البابا ولكن أنتخابه يكون بواسطة اعضاء المجمع المقدس وممثلى الشعب القبطى، وكذلك هناك إختبار للإرادة الإلهية بأجراء القرعة بين الثلاثة الحاصلين على أكثر الأصوات.

عبد الحميد: لم اكن اتخيل أنك انت ايضا ضد مشاركة كل الاقباط فى الأنتخاب.

قلت: هذا تقليد كنسى قديم، هل تعرف كيف اختير الذى حل مكان يهوذا الاسخريوطى بعد سقوطه فى خطيئة اليأس وانتحاره؟

عبد الحميد: كيف؟

قلت: لقد استقر رأي الرسل ،وليس كل المؤمنين، على اثنين ويقول سفر أعمال الرسل "فَأَقَامُوا اثْنَيْنِ: يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ، وَمَتِّيَاسَ" وبعد الصلاة اقاموا قرعة بينهما فوقع الأختيار على متياس.

عبد الحميد: هل هذا تطبقه الكنائس الأخرى حاليا ايضا؟

قلت: نعم، وفى أختيار الكنيسة الكاثوليكية لبابا الفاتيكان يجتمع الكرادلة ويُغلق عليهم الباب ولا يُسمح لهم بالخروج إلا بعد إختيار البابا من وسطهم، فهم فقط الذين يشاركون فى اختيار البابا وليس الشعب الكاثوليكى فى ارجاء العالم. وعند خروج بخور بيضاء من المدخنة يعلم الجميع أن الكرادلة قد استقر إختيارهم على البابا المقبل.

عبد الحميد: ما هى الحكمة من عدم اشراك الشعب كله فى هذا الأمر؟

قلت: العمل الكنسى مختلف عن العمل المدنى، فى العمل الكنسى يحرص الفرد ان لا يُظهر ما يفعله ولا يتباهى به لأنه يفقد بركته مثلما قال السيد المسيح "لا تعرف شمالك ما تفعل يمينك" فلا تتوقع أن يخرج المرشحون وكل منهم يتباهى بما فعله وسيفعله، هذه الأمور غير لائقة روحيا وضد تعاليم المسيح، هل تتوقع أن تضع الكنيسة نظام إنتخابى ضد تعاليم المسيح؟ اننى شخصيا لن انتخب الذى يقول انه فعل وسيفعل كيت وكيت، ولكنى سأنتخب الذى يظل ساكتا ويقول أننى غير مستحق لهذه الكرامة واننى لا استطيع أن افعل اى شئ بل المسيح الذى سيعطينى القوة لكى اخدم. هل تضع الكنيسة نظاما يستطيع فيه شخص بخطب رنانة أن يؤثر على الشعب؟ أن أختيار البابا يكون اساسا من الرهبان القابعين فى الأديرة والذين يرشحهم البعض لعلمهم بمواهبهم الروحية، هل يخرج هؤلاء من الأديرة لكى يتفاخروا امام الشعب بمواهبهم الروحية التى هم لا يعلمونها من الأساس ولكن المحيطين بهم يرونها؟ هل تضع الكنيسة نظاما لكى يُفسد هؤلاء الرهبان روحيا بتعظيمهم امام أنفسهم؟

عبد الحميد: انت بهذا لا تحترم كل النظم الأنتخابية فى العالم الغربى.

قلت: النظام المدنى مختلف عن الكنسى، نحن نطلب قائدا روحيا وليس قائدا مدنيا، صدقنى أنا لا الومك على ما تقوله لأنك لا تعرف جوهر المسيحية، لو انه هناك انتخاب لقبطى علمانى ليكون رئيسا لكونجرس قبطى عالمى فأننى اوافق على طريقة إنتخاب الشعب كله. واقول لك أيضا أنه ليس الأنتخاب الشعبى هو الطريقة المثلى فى كل الأمور المدنية أيضا، تخيل انهم ينتخبون عالما او قاضيا لرئاسة موقع معين هل يصلح ان يُنتخب من الشعب كله؟ ام الأصلح أن يُنتخب من وسط زملائه العارفين به وبمقدرته؟

عبد الحميد: فهمت رأيك، ولكن هل يوافق جميع الأقباط على هذا؟

قلت: البعض منهم معترض ويطالب بتغيير لائحة الأنتخاب لأن بها ايضا بنود قديمة مثل مشاركة إمبراطور الحبشة الذى ليس له وجود الآن.

عبد الحميد: ولكن لم يوافق البابا على تغيير هذه اللائحة!

قلت: البابا شنودة قال أننى لن اغير اللائحة لتكون منطبقة على اشخاص معينين، ولن اغيرها ايضا لكى استبعد بها أشخاصا معينين.

عبد الحميد: وما رأيك فى هذا الكلام؟

قلت: اولا ليس هذا من اختصاصى، ثانيا أنا اثق تماما فى حكمة قداسة البابا وربما لم يقل قداسته كل الأسباب عن عدم تغييره لهذه اللائحة، كل ما اقوله أننى اتمنى أن يطيل لنا الرب الأله عمر قداسة البابا شنودة سنينا طويله وأزمنة عديدة وأن يختار لكنيسته الصالح من بعده، والأهرام الجديد يرسل له تهنئة بعيد جلوس قداسته ال 38

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ١٨ تعليق