كوسا كوسا يحيا كوسا

بقلم: مينا ملاك عازر
أنا فرحان أوي مصر تجدد لها الأمل في المنافسة للوصول للعالمية، على فكرة كأس العالم ده هو نفسه اللي تقدمت مصر لتنظيمه وخدت صفر النهاردة مصر يمكن توصل له في جنوب أفريقيا، فرحان بس بيني وبينكم مش زي فرحتي بكوسا نعم كوسا وليس كوسة الأخيرة نعرفها في مصر بالخضار نأكله مطبوخ ومحشي وفي بلادنا على وجه الخصوص لنا فيه مآرب أخرى طبعًا كلنا نعرفها.

ولكن كوسا بالألف هو ممثل ليبيا في مؤتمر انعقد في شرم الشيخ بين الدول الأفريقية والصين، والأخيرة تقع في شرق آسيا نمر صاعد واعد متوعد يعقد عليه الكثيرون من الحاقدين على أمريكا الأمل في أن يطيح بها من صدارة الإقتصاد العالمي ومنافس شرس لأمريكا في أفريقيا، وهناك من يعيز للتدخل الصيني في السودان السبب في الأزمات القائمة هناك، حيث تحاول أمريكا إثارة المتمردين للضغط على الحكومة السودانية التي تميل للتعاون مع الصين، بغض النظر عن صدق هذه التكهنات والتفسيرات التي قد تكون غير صحيحة إلا أن هناك حقيقة واقعة ألا وهي أن الصين لها طموحات في أفريقيا بتقوم على التعاون بينها وبين دول القارة.

وبالتالي انعقد مؤتمر شرم الشيخ لإتمام هذا التعاون فما كان من الأخ كوسا سابق الذكر إلا أن قام -وقال للغول عينك حمرة يا غول- قال للصين.. انتم لكم طموحات استعمارية، انتم جايين تسودونا، انتم الاستعمار الجديد، قال الكلام ده في حضرة رئيس وزراء الصين، طبعًا أنا فرحت لأن أخيرًا لقيت واحد واعي مركز بيلقطها وهي طايرة وشجاع.
وبصراحة بقى أنا قلت أستغله وأستغل حماسته اللي جاءت له بعد المظاهرات اللي طلعت تهتف باسمه وتقول كوسا كوسا يحيا كوسا، وقلت أفطنه على الزعيم الأفريقي اللي نصب نفسه ملك ملوك إفريقيا وزعيمها الأوحد وعميد الرؤساء العرب، قلت يروح يقول له عيب يا راجل الألقاب دي كلها تحمل معاني الاستعمار والتسيُّد على قبائل غلبانة لا كان لها ملوك ولا يحزنون، ده حتى الزعيم متعود يجيبهم في احتفالات دولته بثورته اللي قام بها في بلاده من زماااان ومش عارف مين اللي قال له يبقى ملك لملوك القارة مش عارف مين قال له إن القارة فيها ملوك مع إن معظمها جمهوريات.

يا أخ كوسا مستنيك تواجه الزعيم الإفريقي ده وأعتقد إنك عارفه، بس عايزك تقول له يشرح لك الفرق بين إن دولة لها طموح في أن تنمو اقتصاديًا بالشراكة مع الأفارقة وتطمح في رفع مستواهم الاقتصادي ومشاريعها التنموية تشهد لها في القارة وأفكارها تؤكد نبل غرضها، وبين دولة تبحث عن الزعامة بالاسم وبالكثير تشتريها بالمال ولا نعرف إذا نفذ المال بماذا ستعيش هذه الدولة وزعيمها؟ يا عم كوسا خلينا ساكتين.
وفي الختام لماذا تنظر القذى التي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟ اخرج أولاً الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدًا أن تخرج القذى من عين أخيك.