لم يكن أحد يتوقع أن يحقق موقع شاب بين العديد من المواقع التي تملك ضعف الإمكانيات سواء البشرية أو المادية كل هذا النجاح المبهر الذي حققه موقع "الأقباط متحدون"، فخلال السنوات السابقة إستطاع موقع "الأقباط متحدون" أن يكون له مكان بين المواقع التي تتمتع بمصداقية عالية لدى القارئ، ولا شك ونحن نعمل في "الأقباط متحدون" كنا نتوقع هذا التطور ولكن لم نتوقع أن يكون بهذا الشكل وتلك السرعة التي حازت إعجاب ليس فقط القراء والزائرين ولكن أيضاً المتخصصين في المواقع الالكترونية.
وأذكر انه في عام 2007، دخل موقع "الأقباط متحدون" ضمن أفضل 8 مواقع الكترونية على مستوى العالم العربي، وكان ضمن مواقع شهيرة مثل: الجزيرة، العربية نت، إسلام اونلاين، إيلاف، وغيرها من المواقع.
وحين حضرت ورشة العمل الخاصة بمناقشة مضمون الموقع كان هناك إعجاب وإنتقاد، وهو أمر ظننت في هذا الوقت انه أمر هام جداً ان أسمع الإنتقاد والسلبيات قبل الإيجابيات، لأن هذا ما يدفعنا إلى التصحيح الذي يجعلنا قادرين على تحقيق مستوى أفصل على كافة الأصعدة سواء تلك التي تتعلق بنوعية المواد المقدمة أو جودتها أو شكلها التنظيمي.
وبشكل عام يمكن القول أن ما يميز موقع "الأقباط متحدون" انه مر بمراحل تطور طبيعية في العمل الصحفى والحقوقي بشكل عام، فمن موقع يهتم فقط بمخرجات مؤتمر عقد في زيوخ عام 2004 إلى موقع يحاول أن يكون نافذة للأقباط للتعبير عن همومهم ومشاكلهم، ثم موقع يأخذ الجانب الحقوقي إهتمام أساسي في قضاياه، ثم موقع يحاول أن يخرج بمزيج من الصحفي والحقوقي، ليصل نضوجه إلى درجة كبيرة في محاولة للقائمين على الموقع أن يتحول هذا المنبر إلى منبر حقيقي يستطيع كل المصريين أن يتصفحوه ليجدوا بعض مما يشبع رغبتهم في التعرف على الأخر بشكل صحيح بعيداً عن أي تعصب أو مناورة تهدف إلى إعطاء إنطباع غير صحيح عن الموقع، وهو التطور الذي تمثل في مشاركة أفراد مختلفي الديانة في الموقع ليعبر كل منهم عن قضاياه وعن القضايا التي يؤمن بها بصرف النظر عن إنتماءه.
الرؤية المستقبلية هي ما يجب أن تميز أي عمل ولعل الرؤية المستقبلية لموقع "الأقباط متحدون" هي التي ساعدته على تحقيق هذا النجاح والتميز، ونحن لا ننظر إلى أنفسنا بالنسبة للأخرين على أساس أننا ننافس بهدف الصراع ولكن تنافسنا ينبع من إيماننا بأن كل المنابر يجب أن تتكامل في محاولة منها للوصول بمصر إلى المكانة التي نسعى إليها جميعاً ويسعى إليها كل الليبراليين في الوطن العربي.
فمصر التي نحبها تستحق أكثر بكثير مما هي فيه الآن، لذلك وإن كان الموقع يتميز بقضايا معينة في التغطية الصحفية إلا إنه يهدف في النهاية إلى تحقيق مصر العلمانية التي كان لها الريادة في المنطقة في العديد من القضايا.
ولم تكن الرؤية المستقبلية هي الوحيدة التي حققت هذا النجاح بالطبع بل كان هناك عامل أساسي لا يمكن إغفال دوره مهما حاول أن ينكر نفسه، وهو المهندس "عدلي أبادير" الذي لم يكن لديه أدنى شك في نجاح هذا العمل، والذي لم يتوانى في تقديم الدعم المادي والمعنوي له، وهو ما ساهم بشكل كبير في إعطاء حافز كبير، فلا يمكن لأحد أن ينكر دور هذا الرجل وعطاءه مهما إختلف معه أو إتفق العديد من الأفراد داخل وخارج مصر، فكل منا يمكن أن تكون له رؤيته المختلفة في المضمون وفي طريقة التنفيذ ولكن ما لا يمكن أن نختلف عليه هو حجم العطاء والحب الذي أعطاه المهندس عدلي لهذا الموقع، كوسيلة ومنبر إعلامي وحقوقي لمن سلبت حقوقه.
نقطة أخيرة لا يجب إغفالها أعتقد أن لها دور كبير في تحقيق هذا الثوب الجديد والتقدم الكبير الذي نراه وهو العمل الجماعي الذي يتيح لكل فرد أن يعطي أقصى ما لديه من إمكانيات تساعده على تحقيق أهدافه، فهي منظومة أوروبية على أرض مصرية إستطاعت أن تحقق النجاح الذي نفخر به جميعاً، ونتمنى له مزيد من النجاح والتفوق ليستمر في تقديم الرسالة التي وضعها مؤسسها الأول المهندس عدلي أبادير لتكتمل المسيرة بمزيد من النجاح والتفوق، وليكون "الأقباط متحدون" هو منبر لكل صاحب حق، وكل مظلوم لا يعرف أين يمكن أن يبث شكواه.
حان الوقت أن نفتخر بشهادة الميلاد الجديدة لموقعنا "الأقباط متحدون"، وفي هذا نحلم أيضاً بتحقيق مزيد من النجاحات لنشارك هذا النجاح كل من ساهم في هذا التطور، ولتصبح كلمة تفوق دائم هي عنوان "الأٌقباط متحدون"، في العام القادم.
|