CET 00:00:00 - 18/11/2009

مساحة رأي

بقلم: نشأت المصري
لقد تابعنا جميعاً أحداث كرة القدم في الآونة الأخيرة وبالأخص المنافسة بين مصر والجزائر على التأهل للقاء كأس العالم. والعجيب أن كلا الفريقين له نفس الفرصة بنفس القوة , والعجيب أيضاً ومن سخرية القدر أن الفريقين منتمين لدولتين عربيتين ,, وأن الدولتين من الدول الإسلامية الرائدة في نشر الدعوة وتوحيد الهدف في قومية عربية واحدة.

ولكن هنا التناقض !!!!
مصر حشدت حشودها وشحنت مواطنيها بإعلام غير واعي هيج مشاعر المصريين في حرب ضروس بين مصر والجزائر , معلنة التعبئة العامة لتشجيع مصر دون الحفاظ على المشاعر الإنسانية لدولة يقولون أنها دولة شقيقة ,, وتربطها وهي علاقات القومية العربية المنشودة والتي يتشدق بها كل العرب سواء!! بل كل الإسلاميين على وجه الإطلاق.
ونسيت القيادات المصرية كل المشكلات المجتمعية والمتفرقات العنصرية على أرضها وحشدت كل طاقتها ضد الجزائر قبل اللقاء المرتقب ولمدة أسابيع طويلة.
وعلى أرض الجزائر المدعو الشقيق كان نفس السيناريو بنفس الكيفية,لتصبح الدولتين المدعوتين شقيقتين في نصاب العداء.

وكان اللقاء:
فازت مصر بهدفين أحداهما في الدقائق الأولى من المباراة , والثاني في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع ,, حتى يحيي الأمل لدى الفريق المصري وهذا ما أسعدنا جميعاً, لكن نفس الأمل لدى الفريق الجزائري, والكرة أو أي منافسة بها الغالب والمغلوب فلا داعي لتحميل الأمور أكثر من هذا.
لقد تفوق الفريق المصري بالأهداف وتفوق الفريق الجزائري بالمهارات, والسيطرة على المباراة في أغلب أوقاتها.
فما من الجزائر أن تشن هجوماً صحفياً مضاداً يكون ضحيته العمال المرتزقة الذين يسعون في التربح بالسفر والعمل في الدول العربية,, أحرقت منازلهم ,, تم الاعتداء عليهم بصورة وحشية في الجزائر وفرنسا , وكأن هؤلاء هم من ألحقوا الهزيمة بالجزائر,, وهذا بالإضافة على التجاوزات الأمنية للفريق الجزائري والبعثة الجزائرية على أرض مصر.

وهنا تبلورت المشكلة:
التطرف والتعصب الأعمى لدى شعوب الدول العربية والإسلامية, لا يفرق بين تنافس كروي أو تنافس علمي أو تنافس شريف أو غير شريف, الكل سواء نهايتها تفرقة عنصرية وقتال وتطاحن.
شعوب الدولة العربية والإسلامية لها موروثات ثقافية عدوانية على كل مختلف معها سواء بسبب الدين أو اللغة أو الانتماءات الحزبية أو الكروية أو الرياضية,, أي أن أي اختلاف ينجم عنه فتنة طائفية.
شعوب الدول العربية والإسلامية تجتمع فقط ضد المختلف معهم جميعاً سواء ثقافياً أو دينياً أو أي نوع من أنواع الاختلاف,, فتتحد وتشن حربها مجتمعة ضد المختلف معهم,, كحربها ضد اليهود والنصارى, وحربها ضد البهائية وضد المتنصرين وغيرها من أنواع الحروب والتي يخوضونها كل يوم وكل ساعة في كل أراضي الدول العربية الإسلامية,, كما يقول المثل العامي أنا وأخويا  على ابن عمي...
الدول العربية والإسلامية تتطاحن مع بعضها البعض تحت أي مسمى , وأقربها مباراة مصر والجزائر الأخير
والنتيجة واحدة كما في كل صراع طائفي مزيد من الضحايا ,, مزيد من الدماء ,, ومزيد من الخسائر المادية والمعنوية ,, مزيد من الكراهية والتحزب وأخيراً مزيد من الحظر في التعامل مع أي مصنف مسلم أو عربي.
الثقافة العربية الإسلامية قائمة على عامود واحد تستمد كيانها منه, هو العدوانية والإرهاب
وتصفية كل مختلف, مهما كان هذا المختلف حتى ولو أحد الأشقاء.

وفي النهاية
نطلب الرحمة لكل نفس تسكن الوطن المدعو عربي إسلامي وهي مختلفة في الدين أو اللون أو أي اتجاه  أخر.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق