CET 00:00:00 - 18/11/2009

مساحة رأي

بقلم: بولس رمزي
انا هنا لست بصدد التعليق أو تحليل مبارة لكرة القدم لإنني لست أهلاً لهذا المجال، لكنني سوف أتناول الموضوع من الناحيه السياسية لأن الموضوع له عمق سياسي ليس على المستوى السياسي بين مصر والجزائر فحسب، بل لا بد وأن أقف علي الحالة المأساوية التي وصلت إليها العلاقات العربية المصرية وحالة الصمت الحكومي المصري تجاه التصرفات السلبيه التي يتعرض لها المواطن المصري كنتيجه حتمية للشحن الإعلامي المُنظم لجماهير الكرة من أجل أجندة بعينها، وهنا علينا مُناقشة الموضوع من خلال النقاط التاليه:

أولاً: الخلفية السياسية للعلاقات بين مصر والجزائر
تعكرت الأجواء السياسية على المستوى الرسمي بين مصر والجزائر في الماضي القريب إبان الحرب الإسرائيلية علي غزة عندما إختارت الجزائر لأن تدور في الفلك الإيراني وحضور سيادة الرئيس الجزائري ل"مؤتمر الدوحة" بحضور رئيس النظام الفارسي الإيراني ووقوف مصر القوية ضد هذا المحور ومخططاته، الأمر الذي أفشل قيام هذا المحور وإنسلاخ كل من السودان ولبنان من هذا المحور، الأمر الذي أفشل إنشاء محورًا قويًا في مواجهة مصر والسعوديه وبقيت الأحقاد دفينة في قلوب زعماء كل من قطر والجزائر وايران وسوريا، وكل من حماس والجهاد وحزب الله وجماعة الإخوان الملسمين المصرية، هذا الأمر الذي إستتبعه حظ فريق كرة القدم العسِر الذي أوقعه في مجموعة تضم منتخب الجزائر، وفي حقيقة الأمر فإن مصر والسعوديه تتعرضان لمحاولات ايرانية في منتهى الخطورة فنجد أن:

1- قيام النظام الفارسي الإيراني بإستخدام حالة التفكك العربي في مخططاتها الرامية إلي السيطرة الفارسية علي المنطقة العربية ولا يمكنها تحقيق نتائج مرضية لمخططاتها بغير إخضاع مصر والسعودية.
2- من أجل إخضاع مصر، استخدمت ايران أدواتها في المنطقة وكانت البداية في قيام حماس بإستخدام الحصار الإسرائيلي كزريعة لعدوانها علي السيادة المصرية علي حدودها وتدمير خط الحدود وقتل وإصابة المئات من جنود الحدود والشرطة المصريين، وقد التزمت الحكومة المصرية بالحكمة ولم تواجه هذا الإختراق بالشكل العنيف حتى تمرر علي ايران مخططها.
3- الحمله الإعلاميه الشرسة علي مصر إبان الحرب الإسرائيلية علي غزه التي في الأساس إفتعلتها منظمة حماس لإستدراج الإسرائيليين على القيام بها، ليس من أجل المقاومه لكن من أجل اشاعة الفوضى في مصر بإستخدام الإخوان المسلمون وبعض الإخوة دعاة العروبة.
4- تكرار نفس السيناريو علي الحدود السعودية الجنوبية مع اليمن عندما قام الحوثيون بالإعتداء علي الحدود السعودية واحتلال بعض المواقع الإستراتيجية على جبل الدخان داخل الأراضي السعودية.

5- استخدام مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر علي الأراضي الجزائرية في معاملة البعثة المصرية أسوء معاملة قبل وبعد وأثناء المباراة من أجل استفزاز الحكومة المصرية.
6- الحملة الصحفية الشرسة والغير مبررة على مصر قبل مباراة العودة بالقاهرة، وهنا نجد أن الحملة الصحفية الجزائرية تَخطت حدود الرياضة لتنال بالسياسة الخارجية المصرية وتنال بالرموز السياسية والفنية والرياضية والإجتماعية في مصر.
7- اعتذار الرئيس الجزائري عن حضور قمة الصين وأفريقيا في شرم الشيخ بعد أن سبق اعلانه حضورها.
8- بعد انتهاء المباراة -بغض النظر عن نتيجتها- فهي مباراة رياضية تخضع لمعايير الربح والخسارة والأحداث التي سبقتها من أجل استفزاز الجمهور المصري بهدف الوصول إلى نتيجة معينة ترغب القادة السياسية الجزائرية (ومحورها الذي تنتمي اليه) في الوصول اليها، وجاهدت الحكومة المصرية أيضًا في تخطي  ذلك ونجحت أيضا في ذلك.
واستمرت الحملة الصحفية الجزائرية في التحريض ضد مصر وشعبها وادعائها بأن هناك قتلى من مناصري الفريق الجزائري بالقاهرة، بل وصل بهم الحد إلى أنهم نشروا صورًا لأشخاص تم إخفاء أوجههم حتى لا يمكن تحديد شخصياتهم، وتنزعج إسرهم من هذه التمثيلية السخيفة التي تهدف إلى الإستمرار في تحريض الجزائريين ضد المصالح المصرية، وتدعي كذبًا بأن هناك صناديق للموتى وصلت بالفعل إلى مطار الجزائر ولم نرى صورًا لهذه الصناديق وهي تنزل من الطائرة علي أرض مطار الجزائر أو أسماء هؤلاء القتلى، الأمر الذي يثبت بما لا يدع مجالاً للشك كذب كل الإدعاءات الجزائرية بما في ذلك إدعو  بتعرض الباص الذي ينقلهم بالرجم بالحجارة وصور التمثيل التي ظهر بها لاعبي الجزائر (مع العلم لا يوجد لجنة محايدة كشفت علي هؤلاء وأثبتت إصابتهم بالفعل من عدمه) بل لم يتم إجراء أية فحوص طبية عليهم في المستشفيات المصرية الرسمية وقالوا أن طبيب البعثة الجزائرية هو الذي قام بعلاجهم كل هذا وغيره من أكاذيب جزائرية مختلقة.

9- قيام الجزائريين بتدمير أحد الفنادق السياحيه في شارع الهرم وإعلان الصحف الجزائرية عن وفاة العديد من الجزائريين في أحداث عنف بالقاهرة بغرض إثارة الجزائريين ضد المصريين المقيمين في دولة الجزائر، والهدف من ذلك الوصول إلى الهدف الإيراني بأيادي جزائرية للأسف.
10- كعادة قناة الجزيرة القطرية التي تدور دولتها في نفس المحور بنفس الدور الإعلامي السيء ضد مصر الذي مارسته خلال الحرب الإسرائيلية علي غزة

ثانيًا: الأداء السياسي المصري
في حقيقة الأمر فإن الحكومة المصرية مررت علي المحور الإيراني الكثير من مخططاته وهنا انا أخشى من مجزرة قد ترتكبها الجماهير الجزائرية ضد الجماهير المصرية هناك، وأخشى من تواطؤ سوداني في هذا الموضوع وعلى مصر أن تكون حذرة إلى أبعد مدى، الأمر الذي يعطيني انطباعًا بأن هناك شيئًا يدبر ضد مصر في السودان ولذلك أتمنى أن تكون الحكومة المصرية  حاضرة بكل قوتها من الآن قبل فوات الآوان وحدوث مالا يحمد عقباه.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق