CET 00:00:00 - 03/03/2009

مساحة رأي

من المتوقع -وليس المؤكد- أن يلتقي الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما الرئيس المصري محمد حسني مُبارك خلال شهر أبريل المُقبل، ومن المؤكد أن هذه الزيارة المُرتقبة سيترتب عليها نتائج مهمة لصياغة علاقة جديدة بين البلدين خاصة بعد أن شهدت العلاقة بين مبارك وبوش نوعاً من التوتر وصل إلى مداه في أواخر العام الماضي، وبالتالي فمن المؤكد أن اللقاء المُترقب بين الرئيسان سيُعيد صياغة وتحديد شكل العلاقة بين البلدين وما يترتب عليها من تداعيات، خاصة وأن توقيت الزيارة يشهد أزمة إقتصادية طاحنة بدأت تُلقي بظلالها على الدول المُتقدمة نفسها.
وبحسب صحيفة "الواشنطون بوست الأمريكية " وهي من أهم الصُحف قُرباً وتأثيراً على دوائر صناعة القرار بالولايات المتحدة، فإن الرئيس المصري هو الذي طلب لقاء أوباما، ومعروف أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش كان مُسانداً بل وداعماً -إذا جاز لنا هذا التعبير- لأنطمة الإستبداد السياسي في منطقة الشرق الأوسط، حيث استطاع أن يُسيّس ملف حقوق الإنسان، بل وحتى عمليات التحول الديمُقراطي في المنطقة، برغم أنه كان داعياً للديمقراطية وحقوق الإنسان!!
وبالتالي فقدت الولايات المتحدة الأمريكية في عهده رصيداً كبيراً من مصداقيتها وسُمعتها أمام كثير من دول العالم بإعتبار أنها أكثر الدول حرصاً على دعم ومساندة حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فلو سار الرئيس الجديد باراك أوباما على نفس نهج نطيره السابق بوش، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستفقد ما تبقى لها من رصيد المصداقية والتأثير أمام المجتمع الدولي بأكمله.
والمُتابع بدقة لتصريحات ووعود باراك أوباما في هذا الشأن فلسوف يُدرك أنه يحاول إصلاح ما أفسده بوش الابن، بإعادة تشكيل صورة ذهنية جديدة عن الصورة التي رسمها سابقه بوش عن امريكا..
صورة تسندها الأعمال لا الأقوال، وهذه الصورة التي يريد أوباما إعادة تشكيلها إنما تنبُع من كونه حقوقياً واعياً وناشطاً في مجال حقوق الإنسان عامة وحقوق الأقليات خاصة.
ما أريد أن أقوله للرئيس الأمريكي الجديد أن التحدي الماثل أمامكم الآن هو ترجمة وعودكم وتصريحاتكم المتعلقة بملف حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط إلى أفعال وواقع ملموس، وهو الأمر الذي سيكون له مردودات إيجابية تصُب في صالح أمريكا نفسها، لأن عمليات تسييس ملف حقوق الإنسان أصبحت مفضوحة ومكشوفة ومُدانة من كل جموع الحقوقيين على مستوى العالم.
وأرى أن إدارة أوباما ووسائل الإعلام الأكثر تأثيراً وأعون تماماً لما يحدث من انتهاكات صارخة في ملف حقوق الإنسان بمصر، وعلى دراية كبيرة وملموسة بالأوضاع المتدهورة التي تشهدها عملية التحول الديمقراطي بها، بدليل أن صحيفة "الواشنطون بوست" قدمت نصيحة إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك تطالبه من خلالها بالإفراج عن أيمن نور، وإسقاط التُهَم المنسوبة إلى عالِم الإجتماع المصري د. سعد الدين إبراهيم، خاصة تلك المُتعلقة بالخيانة!!
والمُدهش بحق أن استجاب الرئيس مبارك لهذه النصيحة وبسرعة مُذهلة، بإلافراج زعيم حزب الغد أيمن نور!! ونأمل أن يصدر قراراً بالعفو عن د. سعد الدين إبراهيم "رئيس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية".
وإنني أطالب الرئيس أوباما أن يُدرج الملف المسيحي المصري، في لقاءه بالرئيس المصري محمد حسني مبارك، حيث أن الملف المسيحي المصري يشهد تدهوراً غير مسبوقاً، فيما يتعلق بعدم السماح ببناء دور للعبادة المسيحية إلا فيما ندر، وكذلك تغييب المسيحيين المصريين عن المناصب العليا في الدولة، وعدم السماح بإعلان التعداد الحقيقي للمسيحيين المصريين، تخوفاً من كشف حقيقة الوجود المسيحي في مصر وما يترتب عليه من حقوق مشروعة وعادلة، هذه النقاط المهمة في الملف المسيحي المصري يجب أن يطرحها أوباما أثناء اللقاء، وإن لم يكن يدري عنها شيئاً فيجب أن تكون هناك حملة بالصحف الأمريكية تسبق هذه الزيارة لتعريف الرأي العام الأمريكي وإدارة الرئيس أوباما بها بطريقة أكثر وضوحاً.
وأقول للرئيس المصري محمد حسني مبارك أنه يجب الآن وقبل هذه الزيارة أن تفتح الملف المسيحي المصري الذي ينزف دماً وتعالج مشكلاتهم من منطلق حقوقي بحت وليس من مُنطلق ديني أو دستوري يستند إلى نصوص دينية وفقهية تنفي المسيحيين المصريين والأقليات الأخرى معهم، لأن التاريخ يُسجل عليك خطواتك، وتأوهات المسيحيين المتضايقين من الظلم والقهر سوف تُلاحقكم في كل مكان وزمان!!
إنها فرصة الآن للبدء في حل هذا الملف، وخاصة قبل هذه الزيارة المرتقبة التي نرجو لك فيها ولمصرنا الغالية كل توفيق وأمن وأمان.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق