CET 00:00:00 - 21/11/2009

مساحة رأي

بقلم: نشأت عدلي
النظام وإستقراره

ما يحدث داخل مصرنا أشياء في منتهى الغرابة، وإنني لا أتصور كيف يسمح النظام ويرى كل ما يحدث لأبنائه ويظل ساكتًا حتى عن إصدار ولو بيان يطيب به جروح الأبناء الذين ظلمهم!
- إن السكوت الذي أصاب النظام اليوم هو اعلان صريح بل هو تصريح بموافقته على كل مايحدث لأبنائه، بل في رأيي هو اعلان خفي لكل المتطرفين أن يزدادوا تطرفًا، وربما تكون رسالة لنا نحن الأقباط بأننا جنس غير مرغوب في وجوده في بلدنا وعلينا أن نرحل إلى أية بلد أخرى مثل الذين رحلوا.

-  إن السكتة التصريحية التي أصابت نظامنا ضد كل ما يحدث من  تجاوزات لإخوتنا وأبنائنا من شأنه أن يؤدي إلى فتنة مباشرة وإحتكاكات الله وحده هو الذي يعلم مداها ربما تكون (أشر وأقوى) مما حدث في لبنان سابقًا، وربما تكون حادثة ديروط وملوي وحوادث الإعتداء والخطف والأحكام المجحفة وغير العادلة ... ألخ  بداية لتحرك فئة من الشعب تعبت من كثرة الظلم  وأصبحت دمائها ودموعها تملئ كل  شبر من أرض مصر.
- التهوين من الحدث ومن كل الأحداث التي يُصاب فيها من يُصاب ويُقتل فيها من يُقتل وردها إلى أخطاء شخصية أو أشياء لا يقبلها طفل رضيع، مضاف إليها الكثير من الكذب والتضليل لرد الحق لهم والتقليل من قيمة وحجم الحدث مما يوغر في الصدورغيظًا على إستصغار عقول الشعب والتلاعب به وإستهانة إستيعابة الصحيح للأمور وطريقة عرضهم المستفزة وكأنهم يخرجوا لنا ألسنتهم ويقولوا "هذا الذي حدث اللي يصدق يصدق ده اللي عندنا".

- هذه الإحتكاكات المستمرة  من شأنها أن تهدد استقرار النظام نفسه، فكل نظام يلزمه استقرار سياسي وأمني وتأيد شعبي تحت لواء العدل حتى يستطيع أن يؤدي واجبه نحو أفراد شعبه، فأين هذه الأطر الأساسية التي تجعل النظام مستقرًا في بلادنا؟! 
- يترتب على كل ما يحدث وكل مايقال من بيانات ماهية غير صادقة بالمرة على كل حدث بفقد المصداقية مابين النظام وبين فئات الشعب المختلفة، وحينما يفقد النظام مصداقيتة يفقد بالتالي تفاعل الجمهور معه ويصبح تأثير النظام باهتًا وضعيفًا.  
- حالة الغليان الشعبي والتوتر الطائفي الموجود قد لفتت إنتباه كل طوائف الشعب (الذين في الخارج قبل الداخل)، وقد نبهت الناس إلى مدى تقاعس النظام على حماية أبنائه ومناصرة فئة دون الأخرى وهذا ليس في صالح النظام  بل ليس في صالح سمعة البلد بأكملها.

- كثرة المشاكل المترتبة عليها اهدار حقوق الأقباط  في بلدنا واستباحة غـبنهمّ، يعطي إنطباعًا عن عجز الحكومة في الدفاع عن حقوقهم وإنصافهم أمام العدالة وموافقتها على كل مايحدث لهم، وغير مستبعد أن تكون هيًّ المحرض الأول لكل هذه الفتن بل المحرك الأساسي لها.
-   من صالح النظام وضمان لإستقراره أن ينشر العدل بين جميع طوائفة وأن لا يفرق بين أفراده على أساس معتقداتهم، بل على أساس أعمالهم التي توافق النظام من عدمه
- كل حادثة، وكل إراقة دم، وكل ظلم يقع على فئة من الشعب دون الأخرى هو برهان على أن هناك روح تعصب شديدة الوطئة تسود الأجواء، وليس من نهاية أو مبادرة حل لكل هذه الأمور إلا بتدخل الدولة المباشر لحماية مواطنيها وذلك بقطف كل بذور التعصب المترسبة من السبعينيات والتصدي لها بكل قوة.
- من المضحكات المبكيات شاهدتُ يوم مباراة مصر على المونديال عبارة مكتوبة "باقي هدفين ... يارب النصر لولادك يامصر" وحقيقي تعجبت!!
أي أولاد يخاطبونهم الذين يقتلون أبنائنا ويغتصبون ويخطفون بناتهم، أم الباكين في منازلهم والمُعتدى عليهم في كل موقف ينادون أن ينصر فئة واحدة  متناسين الأبناء الذين ينادونهم اليوم، على رأي المثل "في حزنكم مدعية وفي فرحكم منسية" عـــــجبي.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق