بقلم: ماجد سمير
"الحل في تغير الإستراتيجية" جملة قالها بكل ثقة أحد رواد المقهى الكبير في شارع قصر العيني، لم أكن أعرف أي شىء عن الحوار الذي دار بين هذا الشخص ومن يجلس بجواره، لكن الجملة ألقت الضوء على جانب مهم جداً لم يخطر على بالي من قبل فما هو المانع في أن يقوم الشعب فوراً بمهادنة الحكومة وملاطفتها بشكل ودي يسمح بمزيد من التقارب بينها وبين الشعب لعلها تحن في يوم وتفتح خزائها للشعب وفقراءه.
تبدأ الخطة باستغلال أول مناسبة سعيدة وليكن شم النسيم القادم الفرصة الملائمة لتدشين مشروع الصداقة بين الشعب والحكومة، يبدأ الشعب قبل العيد المصري الإصيل في إنتخاب ممثليين فعليين عنه لتجهيز لفة "مُعتبرة" من البيض الملون والفسيخ والرنجة والبصل والملانا كهدية مناسبة لأفراد الحكومة، وكذا إعداد قائمة متكاملة بأسماء السادة المسئولين المختارين للحصول على اللفة المذكورة، مع مخلص سريع لإنجازاته، وشكر جزيل من الشعب عليها، وستبدأ القائمة بالدكتور أحمد نظيف كبير القعدة، وأحد أسباب تطويل رقبة مصر، ويكفي أنه أول رئيس حكومة يننجح في فطام الشعب المصري وأكد ذلك من خلال تصريحه الشهير "الحكومة مش بابا وماما" لذا يجب أن نغير أغنية الأطفال الشهيرة ماما زمانها جاية حتى يتربي أطفالنا على سياسة الإعتماد على النفس.
ويُعتبر د. يوسف بطرس غالي وزير المالية ثاني أهم شخصية في قائمة جوائز الشعب فما قدمه الرجل للناس لا يمكن نساينه أبداً فيكفي طوابير المعاشات في كل أحياء مصر، وعينك لن تخطئ الزحام الشديد أمام أي مكتب بريد وكأنه "طابع" لن ينتهي أو يمكن تسمية الحصول على المعاش مجرد "ظرف" شهري لن يتغيير، ومعروف للجميع مدى إحتراف "غالي" طوال الفترة الماضية المشاكل مع كل فئات الشعب من أطباء لصحفيين ومدرسين وعمال نجح الرجل بشكل غير مسبوق في توحيد كل فئات الشعب في الفقر.
وثالث الشخصيات أحمد عز صاحب أكبر حملة للقضاء على الأنيميا في مصر تحت شعار "سيخ لكل مواطن" وما صاحبها من نجاح تام في تحويل إي متمرد من أفراد الشعب إلى شخص "مطاوع" لأن "صلب" الحرية في طاعة أولي الأمر.
وبمناسبة الطاعة والإلتزام يظهر على استيحاء د.فتحى سرور رئيس مجلس الشعب صاحب مدرسة "الموافق يرفع إيده" التي تدير شئون البلد بمنتهى السلاسة مستحيل حدوثها في أي مكان آخر من العالم ونجاح التجربة في مصر سببها الرئيسي وجود مركز تدريب على كيفية رفع الأيادي دون إي إزعاج، ويستحق سرور الهدية أيضاً لإنتقان مجلسه الموقر سلق القوانين لأن القوانين المسبّكة مضرة جداً لمعدة الشعب، والمسلوق خفيف يسهل هضمه وبالتالي تصريفه.
وطبيعي أن لا تخلو القائمة من أسماء مثل د.على المصليحي وزير التضامن الإجتماعي زعيم الأغلبية الفعلي لأنه لو كسب تأييد كل الواقفين في طوابير العيش في بر مصر لفاقت شعبيته شعبية النادي الأهلي وضمن أن يصبح كابتن مصر، وإحقاقاً للحق كون الرجل "دقيق" جداً في عمله خاصة في موضوع أزمة العيش.
لكن الخوف أن تتعالى الحكومة على هدية الشعب بدعوى أنها تسبب ريحة "مش ولابد" لأنها تحتوى على فسيخ ورنجة وبصل ولن يكفي إغراء البيض الملون أحد من المسئولين في تحمل ظفر الهدية إلا إذا كان مصاباً بزكام، لذا يفكر بعض العقلاء من الشعب في إضافة صابونة لوكس للهدية وكذلك منديل ورق، وضحكت من قلبي لأنه في حالة قبول الهدية بسبب الصابونة ستكون المرة الأولى في التاريخ التي تأخد الحكومة فيها "صابونة من الشعب".
شكة: الأهداف الوحيدة التي أتمنى أن لا يحتسبها الحكم هي أهداف الحكومة.
ماجد سمير |