بقلم: مينا ملاك عازر وعند هذا الحد خفق قلبي وشعرت بدمعة أسى تنسل منه دمعة تصرخ وتشهد بحبنا لمصر، ولكن المشكلة الآن ما هي مصر؟! ولماذا نحبها؟! ترتيب الأسئلة هكذا يعطينا قضية منطقية نحتاج للتأمل فيها مصر هي الوطن ويعني إيه كلمة وطن؟ تفتكروا يعني أرض مكان حدود ولا ناس بتحاوطك تضايقك، تفرحك يعني إيه بجد كلمة وطن؟ عِشرة ذكريات ارتباط بمكان، يعني تفتكروا لو نقلنا كل شعب مصر وبدلناهم مثلاً بشعب تاني في مكان تاني تبقى دي مصر، يعني تفتكروا هل مصر هي المصريين وللا المكان؟ أنا اعتقد إنهما الاثنين معًا الشعب وليد المكان والبيئة الطيبة البيئة المستقرة الزراعية، طباعه قد تختلف لسوء الاقتصاد ومعاناته بسبب تراخي الحكومة، لكنه في الأول والآخر شعب طيب يحب بلاده بدليل تضافره في المباراة السابقة، إذًا لا تصدقوا من يقول أن مصر بلد رجال الأعمال نحن ساعة الشدة جدعان أوي، لكن الفكرة ليه بقى بنحب مصر خاصةً بعدما عرفنا ما هي مصر، لماذا نحب ذلك المزيج العجيب بين الأرض والمكان والشعب؟ لكن قبلما نجيب يجب أن نعترف بأننا نحبها رغم الففر الذي يعيش فيه الكثيرون منا والعوز والظلم وافتقاد العدالة بكل معانيها، نحبها بكل عيوبها السياسية من نظام وحكومة ودستور، وعيوبها التعليمية، وكذلك البيئية والصحية، ولكن رغم ذلك نحبها مهما عملت فينا، لذا يزداد السؤال صعوبة لماذ نحبك يا مصر؟ لماذا نتكاتف هكذا لكي نفرح حينما ينتصر فريق كرة ونحزن حينما يخسر فاروق حسني ونبكي حينما تُهان مصر؟ لماذا نسعى لتكوني الأفضل ونأسى حين يصدر تقرير من أي منظمة عالمية ودولية يدينك أو يصنفك في تصنيف يسيء لك؟ لماذا نتألم حين نراكِ تدافعي عن الفاسدين وترفضي توقيع الإتفاقيات الدولية المناهضة لذلك ونتكسف لك؟ ألا ترون أيها السادة أنها معادلة صعبة بين أن نبدو قاسين عليها ونعتصر حينما تخسر ونرقص حينما تفرح! أعرف أن في ما قلته الكثير من الأمور الطبيعية لكن الغريب أننا رغم ضيقنا منها في كثير من الأحيان إلا أننا لا نقبل أن يسيء لها أحد ونتمنى دائمًا أن تكون في العلالي مما يعكس حبنا لها بل عشقنا لها، ولذا نعود للسؤال لماذا نحبك يا مصر مهما عملتي فينا؟! وتأتيني الإجابة من بعيد جدًا.. تأتيني من حيث يرقد أبي في قبره لتذكرني بأننا كلنا نحمل لهذه البقعة ذكريات مثيرة للفرح وللحزن مع أحبائنا، تأتيني الإجابة من أن غضبنا من مصر غضب من ظالمين وليس من مظلومين، نعم أحبائي مصر تُعد في عِداد المظلومين مثلنا، سُرِقت مثلنا، واستباحت مثلنا، وأساءوا إليها مثلنا، فنحن هي وهي نحن ولا فارق بيننا مصر، لا تُعد مصر إلا بنا ونحن لا نُعد مصريين دونها! ونفخر بأننا مصريين لأننا بها أخذنا الحق في الحياة بين البشر على الأقل نحن لسنا لاجئين، لنا وطن يصوننا وطن نرفع رؤوسنا به رغم ما فعله بنا حكامه والفرق شاسع بين الوطن والحاكم فولاؤنا للبلد وليس ل... فمصر التي في خاطري أحبها من كل روحي ودمي، أحب من يحبها وأكره من يسيء لها، أبحث عنها في أخبار الانتصارات وأغمض عيني عنها في أخبار الانكسارات، أسعى لأن أنسى الخبر الذي نُشِر عنها بخصوص ترتيبها بين الفاسدين متعادلة مع الجزائر في مركزها 111 ويا ليتني ما قرأت الخبر خاصةً أنه جاء بعد بكائي عليها بعد خسارتها، بكيت منها اليوم واللهِ حرام عليكم بالذمة مش مكسوفين كفاية، أنا نفسي بجد تحبوها زي ما حبيناها تحسوا بكسرتنا زي ما حسناها لما قرأنا خبر ترتيبنا في قائمة الفساد، يا أيها الأفاضل ألا تشعروا بالخزي بالخجل ألا تحاولون نفي هذه المأساة والكارثة بصراحة إن كانت خسارتنا لمباراة الجزائر في السودان في نظر البعض كنكسة خمسة يونيه 1967، فما قرأته عن فسادنا يعد وكسة أليس كذلك؟ |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |