بقلم: مجدي جورج
صورة وتعليق
فازت الجزائر على مصر أول أمس الأربعاء 18 نوفمبر 2009 بهدف وحيد واضعة نهاية درامية لحلم ملايين المصريين الذين كانوا يمنون أنفسهم بالوصول للمونديال العالمي للمرة الثالثة في تاريخنا الكروي . ومن خلال متابعتي لمباريات المنتخب القومي خصوصا مبارياته الأخيرة فاننى أريد ان أشرك القارئ معي في التأمل فى عدة صور شاهدتها مع التعليق عليها وهى :
1 تسييس الكرة المصرية فإذا كان البعض قد قال على المصريين زمان أنهم شعب يفطر فول ويتعدى كوره ويتعشى ام كلثوم فان هذه المقولة صادقة إلى حد ما, فاذا كان حكامنا منذ فترة طويلة شغلوا الشعب فى مسائل كثيرة كى يبعدوا اهتمام المواطن عن الظلم والجور والفقر الذي يعيش فيه ,كذلك فان النظام الحالي لم يخرج عن هذه القاعدة لذا فقد استغل مباريات كاس العالم أفضل استغلال فقد ذهب الرئيس لتدريب المنتخب ليشد من أزرهم وذهب نجلا الرئيس جمال وعلاء لحضور المباراة فى إستاد القاهرة وسافرا لحضور المباراة الفاصلة بالسودان .وانا هنا لا أعيب على اى من الساسة حضور المباريات فكثير من الرؤساء والقادة فى العالم المتقدم يفعلون ذلك ولكنهم لا يفعلون مثل حكامنا ويغرقون شعوبهم فى هذا الوهم كي يبعدوهم عن التفكير في أمورهم الحياتية .
أمريكا استغلت مباريات البنج بنج لتطبيع علاقاتها مع التنين الأصفر(الصين) بينما نتج عن استغلال حكامنا لهذه المباريات ضرب وتكسير وتحطيم واعتداءات وخسائر للمصريين في السودان وفى الجزائر بل وتأثر البورصة المصرية بما حدث للشركات المصرية العاملة فى الجزائر .
2 اسلمة الكرة المصرية فكما تم اسلمة جميع نواحي الحياة في مصر فقد تم أيضا اسلمة الكرة .ورأينا مظاهر الاسلمة تشمل كل شئ حتى ان الكثير من الصحفيين المسلمين تقذذوا من هذا الامر مثل وائل قنديل الصحفي بالشروق الذى روى ما حدث بإستاد القاهرة من المذيع الداخلي الذى قضى معظم الوقت يردد الاذان والآيات قرآنية ويرغم الجمهور على ترديدها خلفه وقد كتب هذا فى التحقيق الاتى :
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=155314
ولم تكن هذه الصورة هى الاولى لاسلمة الكرة فقد سبقها مذيع خايب ايضا كان يذيع مباراة للفريق القومي المصري مع فريق تنزانيا الغير معروف في دنيا كرة القدم ووجدت هذا المذيع الخائب يصيح مبتهجا عند إحراز احد لاعبينا هدف وسجوده على الأرض قائلا "هذا هو فريق الساجدين رضي من رضي وآبى من آبى" . والأكثر اننى قرأت ان لاعبي منتخبنا والحمد لله إثناء استعدادهم لمباراة الجزائر أقيمت لهم ندوة دينية فبدل من إلقاء محاصرة لهم في فنون الكرة وكيفية مواجهة الخصم تفرغنا لتوعيتهم دينيا وتعرفنا على من يؤمهم في الصلاة .فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يترك حسن شحاتة موقعه ونأتي بأحد الأئمة أو الشيوخ الافقه من حسن شحاتة فى الدين والفقه والسنة فربما نكسب بذلك كاس العالم ؟!!!
3 رغم كل ما سبق إلا إن ما رايته من الشباب من الجنسين من الأقباط فى المهجر وخصوصا الجيل الثاني صورة تهتز لها القلوب .صورة تبين مدى حبهم لمصر وعشقهم لها رغم كل المعاناة التي يعانيها أهلهم فى مصر, فقد رسموا على وجوهم الإعلام المصرية وحملوها فى أيديهم وانتظروا بفرح نهاية اللقاء كى يحتفلوا بوصول مصر للمونديال, وعندما هزمنا كان حزنهم كبير جدا والكثير منهم بكى على ضياع الحلم . الصورة السابقة اهديها لكل مزايد على حب الأقباط لوطنهم سواء داخل مصر او خارجها .
4 بعد الهزيمة من الجزائر بالسودان وقيام الجزائريين بالاعتداء على المشجعين المصريين هناك وكذلك قيامهم بالاعتداء على المصريين العاملين بالجزائر وعلى الممتلكات المصرية هناك خرج المصريين كافرين بالعرب والعروبة وكتب د. خميس الهلباوي بجريدة اليوم السابع تحت عنوان خدعة القومية العربية قائلا إن المصريين ليسوا عربا
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=158502
ولم يكن هو الوحيد الذي قال بهذا الأمر بل قاله الكثيرين غيره في كافة وسائل الاعلام ولم يخرج أحدا مكفرا لهم ومجردا لهم من وطنيتهم كما حدث للأنبا توماس أسقف القوصية الذى قال بان الأقباط ليسوا عربا فقامت الدنيا ولم تقعد بسبب مقولته تلك بينما الآن الكل يسارع ليقول ان كل المصريين ليسوا بعرب بسبب ما فعله بنا الجزائريين ولم تحدث اى ردة فعل مضادة فماذا نستطيع إن نطلق على هذا الأمر ؟ انه الكيل بمكيالين وأحيانا بثلاثة كما قال الأستاذ إبراهيم عيسى .
5 بعد الهزيمة وبعد الاعتداءات والاهانات التى تعرض لها المصريين بالسودان والتي لم توفر أحدا حتى الفنانين والساسة الذين ذهبوا لتشجيع الفريق خرج الفنان محمد فؤاد في لقاء تلفزيوني بعد إن تعرض و شاهد الاعتداءات بأم عينه مستنكرا ما فعله الجزائريين وقائلا:" أنا لو باضرب يهودي عمري ما اعمل كده" وهذا كله كناية على شدة الاعتداءات التى تعرض لها المصريين .
فهذه الكلام الصادر من فنان المفروض فيه انه يحمل قدر من الثقافة والرقى يدل على انه مبرر لهم ضرب اليهود ,ونخلى بالنا انه لم يقل باضرب اسرائيلى فقد كنا نستطيع إن نبرر قوله هذا بان إسرائيل دولة معتدية وعلينا مقاومتها ولكنه قال يهودي اى كانت جنسيته وهذا يكشف لنا ما فى نفسه ونفس اغلب المسلمين الذين دائما ما ينظرون على ان اليهود والنصارى هم أعدائهم .فمحمد فؤاد معذور لأنه ابن بيئته وابن ثقافته التي لم تعلمه الا كراهية اليهود والمسيحيين.
Magdigeorge2005@hotmail.com |