بقلم: سوزان قسطندي
موقعة العدوان الجزائرى السافر على جمهور المصريين المدنيين الذين ذهبوا إلى الخرطوم لتشجيع منتخبهم الوطنى لكرة القدم فى مباراته الرياضية الهامة مع منتخب الجزائر للتأهل لمونديال 2010 يوم أربعاء الغدر 18 نوفمبر 2009 يجب ألا تمر علينا مرور الكرام !!!
لا يخفى على أحدنا- مهما أنكر الناكرون- التواطؤ الواضح من الحكومة السودانية مع نظيرتها الجزائرية صاحبة المخطط الآثم لإرهاب المصريين وكسرهم (بما يبعد كل البعد عن روح الرياضة النزيهة وحتى غير النزيهة) !!!
وإلا فكيف نفسر هذه الوقائع :
1- سماح السلطات السودانية بهبوط طيران حربى جزائرى (قوات جوية) - مقابل طيران مدنى مصرى- على أراضيها بمطار الخرطوم ؟!!
2- قرار البشير بإعفاء آلاف الجزائريين الراغبين في دخول بلاده من تأشيرات الدخول كما من رسوم المغادرة- بالتضامن مع قرار
بوتفليقة منح أبناء وطنه ما يقرب من عشرة آلاف تذكرة مجانية لدخول ملعب إستاد المريخ بأم درمان (والذى يتسع لـ 40 ألف متفرج) وتخفيض أسعار عدد آخر إلى النصف (على إعتبار أن الحصة الممنوحة للجزائريين تصل إلى 20 ألف تذكرة) ؟!! جاء ذلك تالياً للحرب الإعلامية الجزائرية السافرة ضد المصريين وتصدير الأكاذيب المثيرة للفتن والقلاقل والحروب، وترويع المصريين المقيمين بالجزائر والإعتداءات عليهم وتخريب ممتلكاتهم وتبديد إستثماراتهم وعلى رأسها شركات أوراسكوم للإنشاء وللإتصالات لصاحبها رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس (وسط صمت الدبلوماسيين الجزائريين) !!!
3- الإخلال بالإتفاق الأمنى القائل بخروج مشجعى الفريق المهزوم وجمهوره أولاً ؟!! تواطؤ الأمن السودانى (على أقل تقدير عناصر فاسدة داخل صفوف الأمن السودانى) مع المشجعين الجزائريين واضحاً جلياً !!!
4- تسهيل الأمور لغوغاء ومرتزقة وهمج الجزائريين من خريجى السجون والبلطجية ومجرمى الحرب إلى حد إقتناء الأسلحة البيضاء والنارية بلا ضابط ولا رابط، وتسهيل إنتقالاتهم على الأراضى السوداية بالسيارات والميكروباسات إلى حد قطع الطرق على حافلات المصريين العزَّل وإرهابهم والتعدى عليهم معنوياً وجسمانياً وإسقاط الكثيرين منهم بإصابات مختلفة ؟!!
5- التخاذل الأمنى الواضح من السلطات السودانية فى حماية المصريين من العدوان الجزائرى الغادر وغير المبرر ؟!! إضافة إلى الموقف الرسمى للأمن السودانى الذى أنكر تماماً حدوث إعتداءات- وهى بعد فى أوج إشتعالها ويراها القاصى والدانى على الفضائيات والإنترنت ؟!!
6- التجاهل المتعمَّد من الإعلام السودانى للإعتداءات الحادثة ؟!! حتى أن صحيفة الرأى العام السودانية تنشر أن الجزائر تهدى الفوز على الفراعنة للبشير والشعب السودانى ؟!!
إنها حرب غير معلَنة !!!
ولكن ماذا أقول غير "ربنا ستر" !!!
فلولا وجود نجلى رئيس مصر وسط جمهور المشجعين المصريين وتدخل الرئيس بقوة لحمايتهم وتأمين عودتهم.. ولولا القدر بفوز الجزائر على مصر فى المباراة.. لكان آلاف المصريين الآن بين قتلى وجرحى- ومنهم المشاهير والنخبة من السياسيين والرياضيين والفنانين والمثقفين والإعلاميين !!!
وهنا أهمس بأسى مضاعف فى أذنى من له أذنان للسمع بأنه لولا وجود تلك النخبة بين جموع المصريين وإحساسها بالخطر وبمرارة إمتهان الكرامة المصرية لما تحرك لأحد ساكناً، بل أنه لو كان المشجعين المبتَلين هم من فقراء المصريين ولا سيما أقباطهم -مثل الزبالين ورعاة الخنازير- ربما كانت ستعلو أصوات الشامتين !!!
ما علينا.. ماذا سنفعل نحن المصريون من أجل حماية أنفسنا وتأمين ممتلكاتنا وحفظ كرامتنا ورفع علمنا رمز عزتنا عالياً ؟!! وكيف نستتفيد من تلك التجربة المؤلمة والرهيبة ؟!! إنه سؤال لا بد أن يجيب عليه كل مصرى حر.
ولا أعلم كيف وثقت الحكومة المصرية (بكل أجهزتها ومخابراتها المحنكة) بالحكومة السودانية الضعيفة بهذه السهولة- رغم وجود إشارات مسبقة وقوية تنذر وتتنبأ بما سيحدث لتتوخى الحذر ؟!! كيف تركت شعبها عرضة لعنف وإعتداء غوغاء الجزائريين الحاقدين المتوقَّع بالمصريين خارج الأراضى المصرية- سواء بالجزائر أو السودان أو أى بلد كان- دون تأمين جاد ؟!! كيف أساءت تقدير خطورة الموقف ؟!! وكيف وثقت فى رئيس دولة مصنَّف عالمياً كمجرم حرب ومطلوب مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية لإتهامه بالإبادة الجماعية وجرائم فى حق الإنسانية ؟!! كيف وثقت فى سلطة دموية تسببت فى قتل ربع مليون شخص وتشريد إثنين ونصف مليون شخص من بين شعبها ؟!! فهل مثل تلك السلطة الآثمة فى حق شعبها نفسه مؤتمنة على حماية شعب آخر؟!!
والمضحك المبكى فى الأمر هو التناقض الواضح فى ردود الأفعال بين فريق المصريين المعروفين لدينا بالتعصب الأعمى للعروبة والإسلام السياسى ولو على حساب كرامة وحقوق الأقباط (المصريين) !!!
فمن كان منهم على خط النار وإكتوى بنار الإرهاب وشعر بمرارة إمتهان الكرامة المصرية قد بدأ يأخذ الجانب القبطى.. حتى أن مصطفى بكرى قد وجّه لوماً إلى الحكومة المصرية لتخاذلها فى حمايتهم.. ويصرّ وائل الإبراشى على تصعيد الأمور إلى المحافل الدولية، ويزيد بمطالبته بتخصيص يوم 18 نوفمبر يوماً لكرامة المصرى !!! أما من كان منهم بعيداً عن خط النار فمازالوا مخدوعين بوهم الوحدة العربية.. حتى أن منى الشاذلى لم توِّجه لوماً واحداً للحكومة الجزائرية، وإختلَّت المعايير لديها ففقدت القدرة على تعريف العدوان مختزلة إياه فى إسرائيل !!!
الرسالة الإلهية للمصريين خلال هذه الأحداث واضحة..
إستمعوا للأقباط فهم أعلم بخفايا الأمور.. أعدِلوا وأنصِفوا الأقباط والفقراء ففى رفعتهم رفعة كل المصريين.. أنبذوا التعصب وإتحدوا يا مصريين. |