CET 00:00:00 - 22/11/2009

المصري افندي

بقلم: ناهد صبري
رغم الأجواء المتوترة التي سادت الشارع المصري والشارع الجزائري بسبب المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر التي جرت على ملعب المريخ السوداني والتي فازت فيها الجزائر 1 /0 وتأهلت على أثرها لكاس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، قام مكتب توثيق زواج الأجانب بمحكمة  الإسكندرية الكلية الثلاثاء الماضي بعقد زفاف الشاب المصري عصام محمود على العروس الجزائرية حنان حجيج.
ترجع قصة التعارف بين الزوجين عندما كان عصام يعمل بالعاصمة الجزائرية وهناك تعرف على عروسه حنان حجيج عن طريق احد أقاربها فقام بخطبتها في الحال لدماثة خلقها وحلاوة طباعها.. ونظرًا للإجراءات الروتينية حضرت العروس إلى الإسكندرية بصحبه شقيقها الأكبر وعدد من أقاربها لإتمام إجراءات الزواج.
وأكد شقيق العروس "على حجيج" أن تلك الخطوة تأكيد على عمق العلاقات المصرية الجزائرية وإلى أنه يشعر بأنه في بلده الثاني، مضيفًا إن العائلتين شعرتا بسعادة بالغة رغم الأجواء المتوترة التي فرضتها مباراة الجرائر ومصر.

الجدير بالذكر إن العلاقات المصرية الجزائرية مرت بتاريخ مشترك من العلاقات المتينة بين البلدين، فقد قدمت مصر دعمًا سياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا للجزائر، حيث ساندت حكومة ثورة يوليو بقيادة عبد الناصر ثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، وأعلنت الثورة الجزائرية من القاهرة عام 1954.
وتعرضت مصر بسبب مواقفها المساندة للثورة الجزائرية لعدة أخطار أهمها العدوان الثلاثي عام 1956 الذي شاركت فيه فرنسا (بجانب بريطانيا وإسرائيل) انتقامًا من مصر لدعمها جبهة التحرير الوطني الجزائري، كما قامت فرنسا ببناء القوة الجوية لإسرائيل و تزويدها بالقدرات النووية انتقامًا من مصر.
ونجحت مصر في استصدار قرار من الأمم المتحدة عام 1960 يعترف بحق الجزائر في الاستقلال عن فرنسا.
وقد ساندت الجزائر مصر أيما مسانده إبان حرب 1973 حيث أمدت مصر بـ 96 دبابة وأكثر من 50 طائرة، ففي عام 1973 طلب الرئيس الجزائري السابق "هوارى بومدين" من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحه لإرسالها إلى المصريين قبيل الحرب وباشر الرئيس الجزائري بنفسه عملية شراء الطائرات والعتاد اللازمة وإرسالها لمصر.

كما اتصل الرئيس بومدين بالرئيس الراحل أنور السادات مع بداية حرب أكتوبر وقال له "إنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية"، وطلب منه أن يخبره فورًا باحتياجات مصر من الرجال والسلاح، فقال السادات للرئيس الجزائري إن الجيش المصري في حاجة إلى المزيد من الدبابات وأن السوفييت يرفضون تزويده بها، وهو ما جعل بومدين، يذهب إلى الاتحاد السوفييتي ويبذل كل ما في وسعه، لإقناع السوفييت بالتعجيل بإرسال السلاح إلى الجيشين المصري والسوري، ولم يغادر بومدين موسكو حتى تأكد من أن الشحنات الأولى من الدبابات قد توجهت فعلاً إلى مصر.
ورغم كل ما سردناه والذي يدلل على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين العريقين فقد استطاع عدد من المتعصبين النيل من العلاقات التاريخية، وأخيرًا لابد أن يعلم جميع السادة المتعصبين والداعين للفتنة بين مصر والجزائر أن التاريخ المشترك بين البلدين أقوى بكثير من مجرد مباراة كرة قدم، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نضحي بالعلاقات التاريخية بين البلدين من أجل مجرد لعبة!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق