CET 00:00:00 - 27/03/2009

مساحة رأي

بقلم / عـادل عطيـة
اللغة، هي أداة التواصل بين الشعوب، وبين الإنسان والإنسان، البعض يتعامل مع اللغة
بإحترام وتقدير، وبحب كبير، فيحافظ عليها، وينميها، ويسمو بها!
والبعض، يخترع لغة خارج السياق العقلي، والإنساني، يصدق فيها ما قيل يوماً لأبي تمام:
"لم لا تقول ما يفهم؟"!.
والبعض يتعامل معها بخسة، ونذالة، وبلا أمانة، فيزوّر مدلولات كلماتها التي تدل على معانيها الحقيقية، من أصلها إلى ضدها،  كأن يطلق على الجميل "دميم", وعلى الحق "باطل"، وكأننا لا نزال نقرأ قصة الأب الذي يبغض من كل قلبه النساء، ويخاف على إبنه الوحيد من غوايتهن،

فإعتزل به عن أهل العالم، وذات يوم، وبعد رجاءات وتوسلات عديدة، إصطحب الوالد إبنه إلى المدينة ليشاهدها، كان الإبن يشير على الأشياء التي لم يرها من قبل ليتعرّف إليها لأول مرة، إلى أن رأى إمرأة جميلة، فسأل عنها فأجابه الأب، بلهجة ترهيبية، إنها "الشيطان"!
فلما عادا، آخر النهار، إلى منزلهما سأل الأب إبنه، عن أكثر الأشياء التي رآها وأعجبته، فأجاب الإبن بلا تردد "الشيطان"!
أليس هذا ما يفعله المسلم تجاه لغة قرآنه، والتي يعتبرها "لغة جنته؟!"، ألا يشير على المؤمنين المسيحيين ويسميهم "كفرة"، فإذا بأحدهم – عندما يكتشف حقيقتهم – يعلن "إذا كان هؤلاء الناس هم  (الكفرة)؛ فإنني أرغب أن أكون (كافراً)!".
وألا يشير على كتابهم المقدس، ويصفه بالمحرّف، والمزيّف، فإذا بأحدهم – عندما يكتشف سماويته- يقرّ ويعترف إذا كان هذا الكتاب على تحريفه وتزييفه بهذه العظمة والفخامة،

فإنني أعتبره (كتاب الكتب)!".
وألا يشير على المجتمع الغربي، قائلاً: "أنهم أهل قبح وضلال"، فإذا بالمستنيرين والمنصفين
يصرّحون: "إذا كان هؤلاء الحضاريون والمبدعون والذين يمنحون بفرح وكرم تقنياتهم للدول المتخلفة، ومعوناتهم للشعوب الفقيرة، هم أهل قبح وضلال، فإننا نتمنى أن نكون مثلهم على قبحهم، وعلى ضلالهم المبين! 
وألا يشير على اليهودي، ويسميه الخنزير، فإن كان أكثر أعظم العقول البشرية.. يهوداً، فمن منا لا يريد أن يكون هذا الخنزير؟! ... وهكذا...
قد يغيّر المسلم  معاني الكلمات، ويبدّل مدلولاتها الأزلية، ولكن تبقى الحقيقة هي الأكثر إبهاراً، والأكثر عظمة، من وراء إفتراء أقبح الصفات!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق

الكاتب

عادل عطية

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

إنتصار الحقيقة!!...

مداهمة الستين!!

في مساء عيد الأم...

جاذبية الحلوى!

جديد الموقع