بقلم: القس ديسقورس شحاتة
كنت متوقعًا أن يرتبك د. زيدان في مقاله السابق وأن يهتز قلمه ليصنع خاتمة من نسيج مخروق لا يستر تلك العورات التي تسلق من خلالها ليصل في النهاية إلى لا شيء. وثقتي في تأكيد ارتباكه ترجع إلى علمي بأن الحبر الذي يملأ أقلامه لا يتعامل إلا مع الظلمة وفي حال تعرضه للشمس ونور الحقيقة سرعان ما يضمحل بلا تأثير، والذي لم يدركه زيدان أن ارتباكه يصنع غضبًا وهذا الغضب جعله يسطر بعض المشاعر الكامنة في مخزونه النفسي والتي كانت سجينه تحتاج إلى من يستفزها لإخراج نياته الصادمة، وقد اختار لسرد هذه المشاعر لغة جديدة كنت أقرأها في كتب الأقدمين فهي خليط من السجع العربي الممتزج بخامات نقية من اللامضمون تتماسك معًا بهدف الانتقام يربطها جميعًا وحدة الهدف لهدم المسيحية.
وقد كان ما توقعته.. فقد ملأ زيدان منذ فترة أسماعنا بصرخات مدوية مفادها أنه لم يقصد التعرض لمعتقدات المسيحية وبذلك فلا داعي لتدخل رجال الدين في الأمر الذي لا يمكن أن يوصف بأكثر من أنه عمل روائي, هذا ما قاله، ثم نراه في المقال السابق يتحدث عن ما يعتقده في السيد المسيح وما نؤمن به نحن فيقول (تعاليم المحبة التي جاء بها السيد المسيح، سواء كان المسيح إنسانًا نبيًا كما أعتقد،
أو كما تعتقد ربًا كاملاً وإلهًا لم يفارق لاهوته ناسوته طرفة عين، لا يهم ما نعتقده فيه) ثم ينهي مقاله بالتأكيد على رأي نسطور في المسيح منتقدًا عقيدة التجسد الإلهي بكل جسارة عندما يقول (ولا يجوز لنا الاعتقاد بأن الله كان طفلاً يخرج من بطن أمه بالمخاض) ويكمل انتقاده للتجسد ثم يصل إلى (الربُّ كاملٌ، كما هو مكتوب، فكيف له أن يتخذ ولدًا، سبحانه، ومريم العذراء إنسانةٌ أنجبتْ من رحمها الطاهر بمعجزة إلهية.. هكذا روى الراهب هيبا في عزازيل!)
وهوبذلك يعلن أن بطله هيبا قد قال ما يقره نسطور وهو بالضبط ما يريد نشره زيدان، فإذا كان هذا هو كلام هيبا في الرواية فلما نشره في مقال؟! فترى أية مصداقية ممكن أن نعطيها لرجل لا يملك في أسابيع قليلة رأي واحد ولا يستقر عند إعلان ما. ثم ما دخله هو بعقائدنا المستقرة والتي اتفقت عليها الكنيسة الجامعة منذ قرون طويلة هل يتخيل أن كبرياؤه يستطيع أن يغير معتقدًا قد رسخ في دماء المسيحيين.
إن عقيدة التجسد الإلهي هي أمر لا يمكن أن تستقر المسيحية بدونه وزيدان يعلم ذلك، فدهاؤه في نقض تلك العقيدة يهدف إلى تكفير المسيحيين وهدم الديانة ولكن هي فرصة ليعلم ماهية التجسد الإلهي وما نؤمن به لعله يكف عن هذا الأسلوب.
أولاً.. لا بد أن يعلم زيدان أن المسيحية لا تؤمن إطلاقًا بأن الآب قد تزوج الروح القدس لكي ينجب الابن، أو أن الله له صاحبة قد أنجب منها بالزواج، فولادة الابن من الآب كما ذكرنا سابقًا هي ولادة روحية مثل ولادة الشعاع من النور ومثل ولادة التيار من الينبوع وهي ولادة من الآب قبل كل الدهور وهي خارج الزمن
.أما ولادته من العذراء في ملء الزمان فهو ميلاد زمني غرضه كما قال القديس أثناسيوس "أن تعدينا استدعى تعطف الكلمة لكي ياتى الرب مسرعًا لمعونتنا ويظهر بين البشر فلأجل قضيتنا تجسد لكي يخلصنا وبسبب محبته للبشر قبل أن يتانس ويظهر في جسد بشرى لقد خلق الله الإنسان وكان قصده أن يبقى في غير فساد.
أما البشر فقد احتقروا التفكير في الله ورفضوه وفكروا في الشر وابتدعوه لأنفسهم فقد حكم عليهم بحكم الموت الذي سبق إنذارهم به.. لأجل ذلك إذًا نزل إلى عالمنا كلمة الله الذي بلا جسد وعديم الفناء وغير المادي فإنه رحم جنسنا وأشفق على ضعفنا وتراءف على فسادنا وإذ لم يحتمل أن يرى الموت وقد صارت له السيادة علينا فقد أخذ لنفسه جسدًا لا يختلف عن جسدنا ومماثلاً لطبيعة أجسادنا، وإذ كان الجميع خاضعين للموت والفساد فقد بذل جسده للموت عوضًا عن الجميع وقدمه للآب كل هذا فعله من أجل محبته للبشر"، وفكرة تجسد الله ممكن تأكيدها في جميع الأديان فقد ظهر الله في العهد القديم لموسى النبي في شكل نار تتقد في شجره وكلمه من وسط النار حينما قال في سفر الخروج ص 3: 2-7 (وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة فنظر وإذ العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق فقال موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم لماذا لا تحترق العليقة، فلما رأى الرب أنه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى فقال هاأنذا فقال لا تقترب إلى ههنا اخلع حذاءك من رجليك لان الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة، ثم قال أنا إله أبيك إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله)، وجاء أيضًا النص القرآني في هذا الأمر في سورة طه (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى , وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)، فالله الذي ظهر قديمًا في هيئة النار ظهر في ملء الزمان متجسدا في هيئة بشرية كما قال بولس الرسول في رسالته إلى غلاطية 4:4 (ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت الناموس ليفتدى الذين هم تحت الناموس لننال التبني)،
والسؤال الآن إن لم تكن ولادة المسيح هي تجسد للكلمة فلماذا ولد المسيح بهذا الشكل المعجزي من امرأة بدون رجل؟ وما الداعي لذلك؟ ولماذا لم يولد مثل سائر الأنبياء؟ ولماذا تكلم في المهد صبيا؟ ولماذا كان يقول للشيء كن فيكون؟. وكما قال معلمنا بولس الرسول (وبه أيضًا عمل العالمين) ولماذا كان يخلق من الطين طيرًا ويقيم الموتى ويشفي الأمراض ويُخرج الأرواح الشريرة؟. وظهور الله في الجسد هو أمر عظيم على إدراك البشر عبر عنه بولس الرسول فقال "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" 1تى 16:3.
أما عن كيفية التجسد فقد حل الروح القدس على العذراء مريم بدون زواج وطهرها وقدسها وملأها نعمة وكون من جسدها ناسوتًا أو طبيعة إنسانية وهذه الطبيعة البشرية الخاصة به اتخذها كلمة الله وتجسد بها لكي يولد من العذراء كإنسان. وكما إننا نقول أن بولادته من الآب قد دعي ابن الله هكذا نقول بولادته من العذراء يسمى ابن الإنسان ولكن ابن الله هو هو نفسه ابن الإنسان وليس شخصًا آخر حتى بعد ولادته من العذراء هو ابن الله لذا قال الملاك للعذراء "القدوس المولود منك يدعى ابن الله" لوقا 35:1، فكما وُلد من الآب قبل الدهور ولادة روحية إلهية بدون أم هكذا أيضًا وُلد في ملء الزمان ولادة إنسانية بدون أب، فهو مولود من الآب أزليًا بدون أم وولد من العذراء ولادة زمنية بدون أب، فالمسيح ليس له أب جسدي لأنه وُلد من العذراء بدون أب وليس له أم في اللاهوت لأنه وُلد من الآب بلاهوته بدون أم.
إن ناسوت المسيح الكامل الذي لم ينفصل عن لاهوته لحظة واحدة ولا طرفة عين أمر يضايق زيدان ولكن المسيح في تجسده شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، لأنه لا يمكن أن يخلص البشر الخطاة شخص عادي فكان لا بد من الذي بلا خطية وحده هو الذي يتجسد مخلصًا للبشر، ومن صفاته في القرآن ما جاء في سورة مريم (غلامًا زكيًا) وفي سورة آل عمران (وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين)، وهى صفات تؤكد خلو المسيح من الخطايا فهو الكامل القدوس. وناسوت المسيح هو صورة لإخلاء الذات كما قال معلمنا بولس (أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس)
والعذراء التي ولدت الكلمة المتجسد هي أطهر نساء العالمين والله قد اصطفاها وطهرها على نساء العالمين، فيا ليت طرحتها الطاهرة ترفرف قليلاً على د.زيدان ليعرف كيف ولدت المسيح لأنها مثلما ولدت المسيح بلا زواج فإن عقل زيدان لا يمكن أن يستوعب ميلادًا مثل هذا لأنه ميلاد لا يدركه إلا العقول التي تفهم معنى القداسة الحقيقية.
لم يكن د. زيدان موفقًا في انتقاده لعقيدة التجسد الإلهي لأن الروائي النزيه يبعد عن انتقاد الأديان ومحاربة المعتقدات. واستحضاره للهراطقة والمبتدعين في التاريخ أمر ضعف موقفه لأنه صنف نفسه في جبهة الأعداء ولأننا نحب أعدائنا فقد قمنا بشرح ما يقاومه لعله يتجه إلى ما هو مفيد في الكتابة، أما إذا كان منهجه في انتقاد الأديان ما زال طبعًا يميز شخصيته بعد أن روضنا هياجه وكسرنا شراسته باستقبالنا له بمحبة في دير القديسة دميانة وقابلناه بوداعة مستمدة من السيد المسيح فهذا أمر يحزننا ذكرني بالذئب الذي افترس حملاً بعد أن ظن صاحب الحمل أنه قد تغير طبع الذئب الشرس بعد مؤانسته للحمل فقال
قتلت شويهتي ومزقت قلبي فمن أعلمك أن أباك ديبٌ
فإن كانت الطباعُ طباع أسودٍ فلا أدب يفيد ولا أديبُ
نرجع لمقال زيدان السابق الذي كشف فيه نياته الدفينة، فقد أعلن أن مشاهد العشق الموجودة في روايته يوجد أفظع منها في ألف ليلة وليلة حينما قال مخاطبًا الأنبا بيشوى (فقد جاء حديثك في هذا الموضوع مشوشًا، مؤسفًا، دالاً على أنك معزول عمن حولك، وعمن سبقك. فقد أثير مثل هذا الأمر من قبل، حول كتاب "ألف ليلة وليلة" الذي احتوى على مشاهد أفظع كثيرًا مما في رواية "عزازيل" وتضمن ألفاظًا صريحةً هي أشد على الأسماع مما في الرواية) وبهذا يتفق معنا زيدان أن الأساس الذي تنطلق منه روايته بما فيها من ألفاظ صريحة وتصويرات جنسية هو أمر سماه فظاعة وإن اختلف مقدارها من رواية إلى أخرى فلا تختفي فظاعتها وذلك باعترافه .أما ألف ليلة وليلة فلم تتحدث لا عن المسيحية ولا عن الرهبنة ولم تتعرض للمعتقدات فما قالته وصورته لا يمس عقائدنا. وعن قوله بانعزال الأنبا بيشوى عن تلك الأمور فهو أمر يبجل نيافته فوقاره الرهباني وطهارة شخصيته تعزله عن دنس الجنس وعن عبارت الشهوة ومع ذلك قد ترك "العيش لخبازه".
ثم من قال للدكتور زيدان أن الأنبا بيشوى قد دعاه للمناقشة فاستجاب زيدان ثم توارى الأنبا بيشوى هل يستطيع زيدان أن ياتي بنص تلك الدعوة؟ إن الأنبا بيشوى قدم ردًا قويًا موثقًا مليئًا بالحق في كتاب مهم يعتبر مرجعًا مهما في تفسير العقائد المسيحية، فطلع علينا د. زيدان ليرد على الكتاب كما قرأنا قبل نشر مقالاته ولم يكن هو نفسه منتظرًا ردودنا بدليل أن الجريدة قالت آنذاك أن الأنبا بيشوي قد أخذ فرصته في الرد، ولما أوضحنا وجهة نظرنا للمصري اليوم جاءتنا دعوة الكتابة من الجريدة نفسها وتحدثنا في جوهر الأمور أما هو فقد تمسك بمقدمة كتاب الأنبا بيشوى ونهايته دون أن يفتش صفحاته والمعروف عن الأنبا بيشوى أنه لا يتوارى في الحق ولا يختبئ عند المواجهة، والمعروف عن غيره أنه يتقن المراوغة والتمويه والتلون فلماذا الخلط؟ إن محاولات زيدان لمحاربة الحق في شخص الأنبا بيشوى ومن قبله محاربة آباء الكنيسة من البابا ثيوفيلوس إلى البابا كيرلس ومعهما البابا ألكسندروس هي حرب ترجعه بلا غنائم والكف عنها أفضل له وأقول له ما قاله الشاعر
كناطح صخرة يومًا ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
أظن أن دعوة زيدان للكف عن الجدل في الموضوع جاءت بعد إخفاقه في صناعة ردودًا موضوعية وبعد العديد من الحروب الشخصية التي قادها في سطوره الماضية والعزف على أوتار السطحية والدندنة بنغمات شاذة لا تطرب سامعيها وتنفر من يتابعها، وإن وعوده التي خاطبنا بها في عزمه على الرد على ما كتب نيافة الأنبا بيشوى قد رجعت إلى الوراء بخفي حنين ولم تأتي ثمارها المرجوة، وبالطبع نحن نتفهم ذلك لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح ولا ينتصر إلا الحق كما قال نيافته (الحق يتكلم حتى ولو صمت ويتكلم حتى ولو بدا أنه قد ضاع لأن الحق لا يمكن أن يضيع)، وربما تكون دعوة زيدان تلك هي تخدير لنا إلى حين فيفاجئنا بعزازيل أخرى من أعماقه المظلمة أو تكون مكسبًا للوقت لصناعة رقوقًا جديدة تهدم حقائق راسخة، وقد أيقنت ذلك في نداؤه إلى الأنبا بيشوى بعدم قراءة كتاب اللاهوت العربي المزمع صدوره، فلا بد أن يعرف زيدان أن ما يسطره الأنبا بيشوى ضد روايته هو أمر اتفقت عليه الكنيسة المصرية كلها ووارد في الطبعة الثالثة لكتاب الرد لنيافته تأكيد نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب والأنبا هدرا أسقف أسوان على ذلك وإذا أردا زيدان المزيد يمكننا أن نحضر توقيعات لآلاف الكهنة وعشرات الأساقفة في مصر وخارجها.
في النهاية لا بد أن أقول إننا لم نستجب لطبول الحرب الشخصية التي بدأها هو ولم نبالي بما أراد أن يجرنا إليه من سطحيات الأمور مع إننا نملك الكثير من هذه الأمور، إلا إننا نتركها لأصحابها فهناك أمور كثيرة تخص تدريسه في الجامعة واستبعاده بعد ذلك عن التدريس لأسباب هو يعلمها ونحن نعلمها، إلى جانب موقعة (النقرس) لأبي بكر الرازي وما أثير حولها من أراء فطاحل المتخصصين في هذا الشأن الذين أكدوا أن هذه النشرة تعتبر اعتداء على التراث الإسلامى المخطوط وأن ما نُشر من قبله يحسب عدم أهلية علمية بموضوع النص.. إلى جانب ما أثير حول مخطوطة "ما هية الأثر الظاهر في وجه القمر" لابن الهيثم. ولدينا الكثير الموثق في كل هذه المواقع سوف نخرجه من جعبتنا في وقته المناسب، وجميل منه أن يتجه إلى أمور أخرى في الكتابة عن ما توارثناه من تاريخ مصر، إلا أني أدعو المخلصين من متابعي التاريخ وناقلوه أن يتابعوا ما يكتب لئلا نفاجئ بأن البابليين هم بناة الأهرام أو أن من طرد الهكسوس كانوا فينيقيين أو الأتراك هم من حفروا قناة السويس.. اعذروني فقد اختبرنا الرجل!!
في ختام الأمر.. لا بد من تقديم اعتذار واجب لاسم عزازيل الذي اضُطررت أن أستخدمه في الرد كاسمًا للشيطان انطلاقًا من استخدام زيدان له، مع علمنا أن اسم عزازيل يعنى تيس العزل وهي ذبيحة مرتبطة بذبيحة الخطية في يوم الكفارة العظيم في العهد القديم، وهناك شرح وافٍ للأمر في كتاب الأنبا بيشوى ص 281 وكذلك مقالاً لقداسة البابا شنودة الثالث في ص295.
أما الآن وبعد نهاية هذه السلسلة المهمة أقول لـ"د. زيدان" إن العزف على الأوتار المزعجة من التهديد والوعيد الذي مارسته مع القمص عبد المسيح بسيط ودعوتك الساذجة لتقديم الرجل اعتذارات رسمية على صفحات الجرائد أمر لا يخيفنا فنحن نرحب بالسجن من أجل الإيمان ولا تزعجنا تهديداتك فكما قال الشاعر
دع الوعيد فما وعيدك ضائري أطنين أجنحة الذباب يضيرُ؟
فاحذر الاقتراب من مقدسات المسيحية والمساس بمعتقدات إيمانية ثابتة وتحاشى بحذر لمس نيران الحق لئلا تحترق أصابعك فلا تستطيع الكتابة، واعلم أن الكنيسة قد أخذت وعدًا إلهيًا (إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها) وإذا شرعت فيما حذرتك منه فسوف تجد ملايين من البابا كيرلس عامود الدين بصحبة أبناؤه المخلصين يأتونك بالحق حتى في منامك. |