CET 00:00:00 - 26/11/2009

مساحة رأي

بقلم: بولس رمزي
سقطت قناة الجزيرة القطرية سقوطًا مدويًا حينما كشفت عن وجهها القبيح ومخططها المشبوه تجاه مصر حكومة وشعبًا، وقد حذرت أكثر من مرة من خلال مقالاتي أن الهجوم الشرس الذي تعرضت له مصر إبان الحرب الإسرائيلية على غزة من هذه القناة ما هي إلا حلقه ضمن سلسلة حلقات تشتد وتيرتها شيئًا فشيئًا، ولمناقشة هذا الأمر الخطير من خلال النقاط التالية:
أولاً - هجوم منظم واحترافي مخابراتي ضد مصر لا يمكن أن يرقى إليه القطريين.
ثانيًا - علاقات قناة الجزيرة المشبوهة.
ثالثًا - متي يستفيق الإعلام المصري من غيبوبته؟

ولتوضيح مدي ما تتعرض له مصر من مخططات ترمي إلى عزل وتفكيك تدمير مصر من خلال التخطيط لإشاعة الفوضى في الداخل المصري كما بشرنا أحد اقطاب قناة الجزيرة الجهبز محمد حسنين هيكل من خلال ما يلي:
أولاً – هجوم منظم واحترافي مخابراتي ضد مصر لا يمكن أن يرقى إليه القطريين:
تعرضت مصر في الآونة الأخيرة إلى هجوم إعلامي شرس من قناة الجزيرة القطرية، وكانت ذروته إبان الحرب الإسرائيلية على غزة وجيشت القناة القطرية أجهزتها وأعدت العدة لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة، وقد استبشرنا خيرًا في أن قناة الجزيرة قد عقدت النية في فضح المخططات الإسرائيلية وسوف تقوم بحملة شرسة ضد الوجود الأمريكي في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط المتواجدة في قطر، والتي فتحت مخازنها التي تحتوي على أعتى وأحدث القنابل المتطورة والذكية والفسفورية والفراغية وإلى غير ذلك أمام جسر جوي بين قطر وتل أبيب، وكانت تصل هذه الذخائر مباشرة من قطر إلى ميدان القتال ضد الشعب الفلسطيني المسكين في غزة.
ولكن خيبت قناة الجزيرة أملي فيها عندما حولت القناة عدتها وأسلحتها الإعلامية الفتاكة عن إسرائيل وممارساتها العدوانيه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ووجهتها ضد مصر وشعب مصر، عندما استدعت كل من النائب الإسرائيلي السابق خيري بشارة وعبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي التي تصدر من لندن وكانا الإثنان ضيفان لأغلب البرامج التي تبثها قناة الجزيرة على مدار الساعة، لدرجة أني شككت في أن الإثنان مقيمان بصفة دائمة في استديوهات قناة الجزيرة القطرية، وكانت جميع تلك البرامج التي تبثها قناة الجزيرة في اتجاه واحد فقط وهو مصر ومعبر رفح، لقد تركوا جميع الممارسات الإسرائيلية البشعة ضد الشعب الفلسطيني في غزة وحولت القضية ضد مصر بحجة أنها تغلق معبر رفح أمام الفلسطينيين، بالرغم من أن معبر رفح ظل مفتوحًا أمام جميع المراسلين الإعلاميين ومن بينهم مجموعة كبيرة من مراسلي قناة الجزيرة، إلا أن هذه القناة سخّرت ميكروفوناتها وكاميراتها لكل من يشتم ويسب في مصر ويحرض الشعب المصري على الفوضى العارمة ضد مصر، ولا يفوتني أنه عندما أطلق حسن نصر الله تحريضه للقوات المسلحة المصرية بإعلان التمرد ضد قياداتها قامت هذه القناة القبيحة الفجة بإعادة هذه الفقرة من كلمة نصر الله على مدى ثلاثة أيام على مدار الساعة على أمل أن تنجح تحريضات نصر الله للجيش المصري في إثارة الفوضى داخل المؤسسة العسكرية المصرية، هذا إضافة إلى التحريض الشعبي المتواصل ضد مصر.

ثانيًا – علاقات قناة الجزيرة المشبوهة:
يؤسفني أن أقول علاقات قناة الجزيرة ولم أقول دويلة قطر، لأنه في حقيقة الأمر أن قناة الجزيرة هي الدولة وقطر هي التابع، وعندما أتكلم عن دوله تمتلك مثل هذه القناة تسعى إلى دور مؤثر لها في المنطقة وتنفق المليارات من قوت الشعب القطري من أجل النفوذ الإعلامي في المنطقة والسيطرة على الشارع العربي، فإن هذا الأمر في منتهى الغرابة أن يكون ذلك من دولة لا تتجاوز مساحتها مدينة صغيرة من المدن المصرية، وأن تعداد سكان حي شبرا ضعف تعداد سكان هذه الدويلة.
عندما نجد أن هناك إنسان بلغ به الحد في أن يستغل فرصة سفر والده إلى أوروبا ويهدده بالقتل إذا فكر في العودة إلى منزله وإلى موقعه أميرًا لهذه الدويلة، فما هو المطلوب من رجلاً خان والده من أجل الاستيلاء علي حكم البلاد؟ من الطبيعي من يخون والده أن يكون مؤهلاً لفعل أي شيء, وتلقفته الإدارة الأمريكية صيدًا سهلاً وكانت أولى المعترفين به أميرًا جديدًا للبلاد بديلاً عن والده، وهنا نجد العلاقات القطرية تحتوي على العديد من المتناقضات السياسية لكن يجمعهم وحدة الهدف وهو دمار وتفتيت قدرة الدول ذات البعد الاستراتيجي الأقوي في المنطقة، ومن بين هذه العلاقات:
1- العلاقة القطرية الأمريكية، فتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية في قطر قاعدة السيليه التي تعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وقد استخدمت هذه القاعدة في مد إسرائيل بالعتاد والسلاح والذخائر الحديثة مرتين، الأولى في حرب لبنان 2006 والمرة الثانية في حرب إسرائيل على غزة 2008، ولم نر أيًا من ضيوف برامج قناة الجزيرة إبان هاتين الحربين من الذين كانوا يذرفون الدموع حزنًا على لبنان وغزة من ناشد أو توسل إلى دويلة قطر بإنهاء هذا التواجد الأمريكي الذي يبعد عن مقر قناة الجزيرة بضعة أمتار.
2- يمتلك الشيخ حمد بن جاسم "رئيس وزراء دويلة قطر ووزير خارجيتها والمشرف المباشر على قناة الجزيرة" قصرًا كبيرًا في أحد المنتجعات الإسرائيلية حيث يحلو له قضاء أوقاته السعيده هناك في دولة إسرائيل.
3- علاقة قطر بالدولة الفارسية في إيران، ولا أنسى الإهانة التي تلقاها أمير دويلة قطر عندما قام بعقد مؤتمر للقمة حضره شرذمة قليلة من الحكام العرب إضافة إلى الرئيس الفارسي، وأثناء إلقاء الأمير القطري لكلمته في هذا المؤتمر المخصص لنصرة غزة خرجت منه سهوًا كلمة الخليج العربي حينها قاطعه الرئيس الفارسي مصوبًا له قائلاً "الخليج الفارسي وليس العربي" ولم ينطق أمير دويلة قطر بكلمة واحدة.
4- علاقة دويلة قطر بحزب الله في لبنان وحركة حماس والجهاد في فلسطين وكذلك جماعة الحوثيين في اليمن وكذلك جماعة الإخوان المسلمين المصرية وبعض القوميين المصريين أمثال هيكل وغيره الذين تستخدمهم إيران أذرعًا طويلة لها في تنفيذ مخططاتها في المنطقة.
وبالرغم من كل هذا تقوم قناة الجزيرة القطرية بدور الإعلام العربي المدافع عن حقوق الشعوب العربية ضد ظلم حكامها والمساند لحركات التحرير ضد المستعمر الإسرائيلي، وفي حقيقة الأمر من الناحية المظهريه فإنه عمل رائع يكشف ممارسات قيادات الدول العربيه التي تسيء إلى شعوبها وأنها بالفعل تفضح حقائق هذه الممارسات، ولكنها حق يُراد به باطل لأنه ليس الهدف من ذلك هو حبها في المواطن العربي بصفة عامة والمصري على وجه الخصوص ولكن الهدف هو إثارة الفوضى في الشارع العربي والمصري.
وعندما كان أحد يوجه اللوم لقناة الجزيرة عن صمتها عن تمركز قاعدة السيليه الأمريكية بدويلة قطر نجد أن القائمين عليها يلوحون بأن القناة ليست ناطقًا باسم دويلة قطر ولا يمكن لأحد أن يوجه اللوم إليها كقناة تليفزيونية مستقلة عن الدولة، إلى أن انكشفت علاقة هذه القناة المباشرة باسرائيل، فبالرغم من أنها تدعي العروبة والوقوف ضد العدوان والاحتلال الإسرائيلي والهجوم على الحكومة المصرية وتوجيه اتهامات التطبيع مع دولة إسرائيل إلا وينفضح أمرًا في منتهي الغرابة، فنجد هذه القناة التي تفضح التطبيع وتهاجم مصر ليل نهار لبيعها الغاز الطبيعي لإسرائيل فنجد قناة الجزيرة الرياضية تتطوع في إجراء تطبيعًا مجانيًا مع إسرائيل ونجدها تعلن وتتباهى وتتفاخر بأنها أول قناة تليفزيونية عربية تقوم بإذاعة مباريات كرة القدم للفرق الإسرائيلية، إضافة لما أشيع في الضفة الغربية بأن هناك عرضًا بأن يشتري أحد المساهمين الإسرائيليين خمسون في المائة من أسهم قنوات الجزيرة التي للأسف تنسب نفسها للعربية!!!
وهذ هو الموقع الرسمي لقناة الجزيرة العربية التي أعلنت فيه البشري السارة بأنها سوف تكون أول قناة عربية تبث مباريات كرة القدم للفرق الإسرائيلية:
http://jazeeranews.net/news/world-news/3850-2009-09-18-21-49-05.html
ولقد انزعجت كثيرًا عندما أُعلن أمس عن إتمام صفقة شراء قناة الجزيرة لمجموعة قنوات ART الرياضية ورخصتها في الإذاعة الحصرية لمباريات كرة القدم لبطولات إفريقيا وكأس العالم، الأمر الذي معه إمكانيه الدخول إلى عقول الشباب المصري ودس السم في العسل إليهم، لأن هذه القناه ليست مجرد مشروعًا اقتصاديًا يهدف إلى تحقيق الربح من وراء بيع وتوزيع خدمة بث بطولات إفريقيا وآسيا وكأس العالم بقدر أنها وسيله للوصول إلى عقول الشباب وغسل عقولهم بأفكار هذه القناة الهدامة دون أي تدخل من الدولة، ولا ننسى تجربة مبارة كرة قدم كانت بين منتخبي مصر والجزائر ونتائجها وكان للجزيرة دورًا في إثارة الفتنة والتحريض بين الشعبين المصري والجزائري، فإن قيام هذه القناة بهذه الصفقة في هذا التوقيت تحديدًا له مغزى خطير, قناة الجزيرة سوف تستخدم الرياضه في تسميم الشارع المصري فلا يجب أن نترك الشارع المصري وعقول الشباب المصري في أيادي غير أمينة وإن كان هناك مجموعة من المستثمرين المصريين يمكنهم شراء بث تلك المباريات من خلال قنوات مصرية مشفرة تقوم ببيع وتوزيع هذه الخدمة، يكون ذلك أفضل وإن لم يكن هناك مستثمرين مصريين يمكنهم القيام بهذا الدور فإن هناك العديد من القنوات الرياضية الأوروبية تمتلكها شركات محترمة تقوم ببيع وتوزيع قنواتها التي تبث جميع البطولات القارية والدولية والعالمية لجميع أنحاء العالم.

ثالثًا – متى يستفيق الإعلام المصري من غيبوبته؟
حقيقة الأمر فإن الإعلام المصري ضعيفًا مهلهلاً لم يستفيد من تجارب الماضي، والأمر يحتاج لإعادة نظر مما يحدث حوله من متغيرات، لا بد وأن يكون إعلامًا قويًا يمتلك الوسائل والإمكانيات القادرة على كشف الحقائق والمخططات التي تُحاك من حوله ضد استقرار مصر والشعب المصري، نحن في حاجه إلى إعلام متكامل قوي يستخدم الأدوات القوية الفاعلة في مواجهة تلك المخططات التي لا يمكن أن نصفها بأنها مجرد قناة تليفزيونية، بل هي مخططًا مخباراتيًا على أعلى مستوى يستهدف الشخصية المصرية والمواطن المصري والدولة المصرية، ولا بد من إعداد جيلاً شابًا من مقدمي البرامج يتميزون باحترافية قوية في مواجهة تلك المخططات، كما أتمنى على السادة الكتاب والمفكرين والسياسيين والأدباء والفنانين والصحافيين والإعلاميين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي والرياضيين مقاطعة تلك القناة وعدم الاشتراك في برامجها الحوارية أو المداخلات التليفونية، لأنها قناة تهدف إلى هدم النسيج الاجتماعي في مصر على الخصوص.
اللهم إني بلّغت اللهم فاشهد...

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق