CET 00:00:00 - 27/03/2009

مساحة رأي

بقلم /  نشأت عدلي
كثيراًَ ما راودني هذا السؤال بإلحاح شديد... لماذا نكتب؟؟ ولمن نكتب؟؟ هل الكتابة هواية!! أم هناك قضية نكتب من أجلها؟؟ وهل هذه القضية تمسنا نحن.. أم.. العامة؟ سؤال حار في ذهني كثيراًَ.. وتسألت ما قضيتي أنا؟؟
فرجعت إلى كل كتاباتي السابقة وبعض من تسجيلاتي، فإكتشفت أن محاور كلامي كلها تدور عن الإنسان، وما يعانيه الإنسان في هذا الزمن، الإنسان وكل قضاياه ومشاكله، ما يسعده وما يشقيه، ما يقع عليه من ظلم وما يشعر به من قهر، الإنسان الذى خلقه الله على صورته ومثاله، خلقه على أحسن صورة، الإنسان الذي رعاه الله كثيراًَ.. وكان ولازال معه يعينه ويؤازره.

الله خالق الكون يساعد الإنسان ويقويه، ونحن البشر نؤذيه ونقهره ونحاول إذلاله، بل ونكسر أنفاسه حتى لا يكون له مجرد همس نسمع به صوته، كل كتابات الإخوة الكتّاب تتمحور حول مشاكل الإنسان،  حتى وإن إختلفت تعبيراتها وموضوعاتها.
الحكومات والمؤسسات كلها قائمة للإنسان ولخدمة الإنسان، ولولا وجوده ما كانت هذه كلها، الإنسان المخلوق الرقيق الذى أبدّع الله في تكوينه، أعطاه قلب يحس ويشعر، أعطاه شرايين تنبض سريعة عند إحساسه بالخطر، هادئة ومنتظمة عندما تكون حياته مستقرة، من لحم ودم، يتألم ويفرح،  يحزن ويكتئب، يحب فتسعد أيامه، يتواصل فيشعر بوجوده، يتعامل مع أصدقائة فيوقن أنه موجود، يرتمي في أحضان من يحبهم، فيشعر بدفئ المحبة تسري في كل كيانه.

الإنسان الذي تدمع عيناه عندما يرى الأسى على وجوه أحبائه، الذي يرقص فرحاًَ لسعادة كل من يحبهم، هذا الإنسان الذي نكتب عن كل كيانه الإنسانى الجميل، وهل هناك كتابة تحلو إلا بهذا الإنسان. نستخلص منه المشاعر أيا كانت سواء أفراح أم أتراح، ونكتب عنها واصفين سعادته، متأسيين لمأساته، موضحين .. محللين .. معبرين عن كل ما يمر به ويعانيه.

وفي كل ما نكتب يلوح لنا الأمل أن يكون هناك من يسمع قصة الإنسان، ويتألم لهذه المعاناة التي يعيشها، مخلوقات الله تقسو وتظلم وتقهر مخلوقات الله، لقد خلق الله قلب الإنسان مملوء بالشفقة والعطف والحب، أما القسوة والتجبر والخبث والشفاه الملتوية وحب الإمتلاك فهذه كلها من صنع الإنسان وحده وليست من الله.
ونحن عندما نكتب نحس بهذا المقهور ونعيش قصة قهره بل ونضع أنفسنا في مكانه، فنجد الألم يعتصر نفوسنا ونصبح كما لو كنا بلا حيلة أمام هذا المظلوم أو المقهور، ولا نجد لدينا سوى أقلامنا تجرى على الورق وتلهث لتسابق القهر وتعيش قهره، إن قصة ظلم الإنسان في كافة صورها ومشاعرها وأحاسيسها هي همّ لكل من يكتب في الشأن الإنساني لأنه إنسان، جميل للإنسان أن تكون له قضية يدافع عنها.. بل وعلى إستعداد أن يموت من أجلها.. وليست هناك قضية  أشرف من أن ندافع ونساعد ونتكلم عن خلقة الله.. الإنسان!!.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢٠ تعليق