CET 00:00:00 - 26/11/2009

مساحة رأي

بقلم: صفوت سمعان
ان لجوء الدول إلى سياسة الشحن ضد دول أخرى مستخدمة الأفضلية فى العرق والجنس والدين أو مستخدمة إياها فى الداخل هى سياسة خطيرة بكل المقاييس ودائما ما تدفع الشعوب ثمنها فى شكل مناوشات و مشاحنات  وأخيرا تؤدى إلى حروب متى بدأت لا يعرف متى تنتهى .

وتلجأ عادة الدول ذات النظم الشمولية الدكتاتورية لهذا الأسلوب مستغلة ثقافة القطيع فى تنفيذها  معتمدة على ضحالة ثقافة وتعليم الشعوب وأحيانا كثيرة معتمدة على دغدغة المشاعر الدينية  لها وكل ذلك للتغطية على فشل الدولة فى حل المشاكل المزمنة والمتراكمة من عقود ويوجد مثالان على ذلك :-

المثال الأول : الشحن الذى تم فى مباراة الكرة بين مصر والجزائر منذ أكثر من شهر والتى توقفت فيها عجلة فكر الشعبيين العربيين الإسلاميين ( للتدليل على عدم وجود خلاف ) عن اى  شىء إلا فكرة من سيكون الفائز وتم الشحن بطريقة تصاعدية ومن المعروف ان بطاريات السيارات عندما يتم شحنها أكثر من اللازم تنفجر وهذا ما حدث وتوقعناه  ودفع الجمهور المصرى ثمنه غاليا فى السودان  من ضربهم بالأقلام والأحذية والمطاوى و قذفهم بالحجارة  والتحرش بالفتيات وحرق أعلام مصر والبصق عليها ووضعها تحت أقدامهم فى سابقة خطيرة من أهانه شعب بالكامل وعلم يمثل الآف الجنود المصريين الذين استشهدوا تحت رايته سنة73 .   

ولذلك يسأل النظامان المصرى والجزائرى عن ذلك فكل منهما كان يريد التغطية على إخفاقاته فى أدارة شئون الدولة وتوفير أدنى متطلبات شعبه بالهاء شعبه بمباريات كرة قدم  من المفترض ان تقرب الشعوب لا ان تفرقها- ولنا مثال جميل كان بين الصين وأمريكا فى كرة السلة بين دولتان بينهما حرب باردة وكان اللعب فى جو ودى خفف بشكل كبير من التوتر وكانت بمثابة انفتاح أمريكا على الصين ووضعها الدولة الاولى بالرعاية فى التجارة – فمن المفترض كرة القدم هى تنافس شريف وروح رياضية – ولكن أين الروح الرياضية فى شعوب مقهورة فى داخلها منذ زمن ففاقد الشىء لا يعطيه .

المثال الثانى : سياسة الشحن الداخلى التى تتم ضد الأقباط من أهانه الرموز الدينية والتشكيك والغمز واللمز نحو عقائدهم وتحقيرها فى التليفزيون  على يد صفوت الشريف فى عقود الثمانينات والتسعينات وحتى الآن مما شكل فكر مجتمعى يكره الآخر وينبذه - وزاد  فى الأونه الأخيرة بخروج كتب صادرة من مؤسسات أسلامية لها وزنها وثقلها تكفر الأقباط وتستبيح دمائهم وأعراضهم – كذلك استناد الدولة والقضاء على المادة الثانية من الدستور دونا عن المواد الأخرى التى تناقضها فى التعامل مع الأقباط مما شكل فى ثقافة المجتمع المصرى ثقافة الذمية التى ترى أنها الأفضل دونا عن غيرها بالإضافة إلى وجود الخط الهمايونى الذى ينسف فكرة المواطنة لدى المصريين والذى جعل من حق اى مواطن يحرق بيت جاره لمجرد الاشتباه فى انه يصلى به !!!

والذى يحدث الآن فى مركز فرشوط والذى امتد إلى قرية أبو شوشة  من حرق ونهب وتكسير محلات ومنازل الأقباط وغيرها من الأحداث السابقة - هى سياسة العقاب الجماعى الذى نستنكر قيام إسرائيل به  ونرحب بتنفيذه على أخوة فى الوطن هو نتاج سياسة الشحن المستمرة من عقود طويلة وأدى إلى كره الآخر ونفى اى حق له وإنما حقه يكمن فى حقوق العبيد يضرب ولا يحق له الشكوى .

فإذا كانت سياسة الحكومة هى الطناش  وتكبير الدماغ واعتبارها مجرد هوجة وتعدى  فهى واهمة  فكل حدث يتم هو مسمار يدق فى نعش الدولة المصرية الحقيقية نحو الدولة الطائفية      فيا عقلاء مصر من المسلمين والأقباط هل يوجد من يوحد لا يفرق –  أرجوكم أيقظوا حكومتنا النائمة فى العسل !!!
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق