CET 00:00:00 - 27/11/2009

مساحة رأي

بقلم:صبحي فؤاد
شاب مصري مسيحي قيل أنه اعتدى جنسيًا على فتاة مصرية مسلمة في قرية من قرى صعيد مصر، لم ينتظر سكان القرية المسلمين والقرى المجاورة أن يأخذ القانون والعدالة مجراها إلى أن يتم اثبات براءة الشاب المتهم أو ادانتة في المحكمة وانما أسرعوا فور سماعهم الخبر بالإعتداء على المسيحيين وحرق ونهب منازلهم ومتاجرهم وصيدلياتهم وسياراتهم ..
وقبل أسابيع قليلة وفي قرية أخرى في الصعيد ردد بعض المتطرفين أن شاب مسيحي صور فتاة مسلمة في أوضاع مخلة وعمل لها شريط فيديو وقبل أن يتحقق أهل الفتاة وسكان القرية من صحة هذا الكلام وقبل أن يصدر القضاء حكمة في هذة القضية بالإدانة أو البراءة قام أهل القرية المسلمين بقتل ابو الشاب الذي كان على علاقة بالفتاة ولم يكتفوا بإرتكاب جريمة قتل بشعة وانما قاموا بحرق واتلاف منازل وممتلكات ومتاجر سكان القرية المسيحيين الذين لا ذنب لهم من قريب أو بعيد بما حدث بين الولد والبنت!!! 
نفس هذة الاحداث المؤسفة تكررت عشرات المرات من قبل في العديد من قرى صعيد مصر ولأسباب مختلفة ونتيجة لإشاعات يروجها بعض المتطرفين لإشعال نيران الفتنة الطائفية واحراق كل قرى ومدن صعيد مصر، ورغم هذا لم تبذل الدولة أي جهد لمنعها ووضع نهاية لها كما لو أنها تباركها وتؤيدها!! ولم نجد أحدًا من القيادة السياسية في مصر يقوم بإستنكارها والتنديد بمرتكبيها ولو مرة واحدة منذ مذبحة الكشح الشهيرة حتى هذة اللحظة بحكم مسئوليتهم القانوية والدستورية والإنسانية عن كل المصريين ..
ولم نجد رجال الدين الإسلامي وفي مقدمتهم شيخ الأزهر والمفتي يستنكرون ما يقوم به بعض المسلمين المتطرفين من قتل واجرام ونهب وسلب وتخريب واعتداءات ضد المسيحيين وممتلكاتهم في صعيد مصر، ولم نجد عضوًا واحدًا من أعضاء مجلس الشعب المصري يطلب مسائلة أو محاسبة وزير الداخلية حبيب العادلي عن تقصيره في توفير الأمن والأمان لسكان القرى المصرية المسيحيين في الصعيد..
ولم نجد أحدًا من كبار رجال القضاء يحذر من مغبة وعواقب ضياع وغياب القانون المدني واستبداله بقانون الغابة في صعيد مصر وأريافها. 
ليت الجميع في مصر يدركون أن ما يحدث في مصر من اعتداءات على المسيحيين ونهب أملاكهم وممتلكاتهم وتعصب أعمى يشوه صورة الإسلام ومصر في الخارج ويقضي على أي أمل في استثمار الأموال في مصر وخلق فرص عمل لملايين العاطلين وبصفة خاصة من قِبل ملايين المصريين المسيحيين الموجودين في الخارج..اننى شخصيًا أعرف العشرات من المهاجريين المصريين في أستراليا كانوا ينوون العودة واستثمار أموالهم في مصر ولكن تكرار الحوداث الطائفية المؤسفة ضد المسيحيين جعلهم يخافون على شقى وتعب عمرهم ويتراجعون عن هذة الفكرة، بل وبسبب هذه الإعتداءات الطائفية المتكررة والتعصب الأعمى توقف تمامًا العديد من أبناء مصر في الخارج عن زيارة وطنهم الأم مما أثر بالسلب على العائد القومي من السياحة التي تعد واحدة من أهم مصادر الدخل القومي.
على أي حال اننا ندعو للمرة المائة القيادة السياسية في مصر والحكومة، التخلي عن صمتهم المعتاد حيال ما يحدث من مصادمات طائفية واتخاذ اجراءات قوية رادعة من شأنها وضع نهاية لهذة الإعتداءات المؤسفة على المسيحيين في صعيد وأرياف مصر وبقية محافظاتها ومدنها، ونذكرهم بمسئوليتهم القانونية والشرعية والأخلاقية في توفير الحماية اللازمة لكل مواطن ومواطنة مصرية بغض النظر عن الإنتماء الديني.
sobhy@iprimus.com.au

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق