CET 00:00:00 - 27/11/2009

مساحة رأي

بقلم: نشأت عدلي
هاهيَّ الأعياد تأتي والكل يقدم التهاني .. ولكن هذا العيد ربما يختلف عما سبقه من أعياد، فهو يأتي بعد حادثة حرق وقتل أبنائنا في فرشوط  وقطعًا سيتقابل كل من قداسة البابا وشيخ الأزهر ورجال الدولة الذين سيتقبلوا التهاني ... ولكن بماذا؟؟ بالعيد أم بموقعة فرشوط الذي برعوا فيها وبأسبابها الواهية والغير مقنعة. 
 أحاول أن أتخيل ماذا سيدور الحديث بين رجال الكنيسة وبينهم هل سيبررون ما حدث؟؟ أم يعتذرون؟؟ وماذا سيكون رد رجال الكنيسة؟؟ بعد السكتة التصريحية الرسمية عن كل هذه الأحداث .. ومنيّت نفسي أن أعرف مدى احساسهم بما قد حدث لكل أبنائنا هناك ...
_ المنظر الأول : -
فلاشات الكاميرات تتلاءلاء بالأضواء لتلتقط صور الضاحكين أولاً، ثم منظر العناق والقبلات بين العمائم...هذا في بداية اللقاء على سلم مشيخة الأزهر.
_ المنظر الثانى : -
الفلاشات مرة ثانية وهم جالسون على الأنتريهات زاهية الألوان وهم يتضاحكون ويتقاربوا الوجوه، ثم منظر وهم يتحدثون ... ياترى ماذا يقولون؟؟ هل لهذه الحادثة وغيرها من الحوادث التي مرت علينا ستكون محور حديثهم؟؟ وماذا سيقولون ماذا سيقول شيخ الأزهر هل سيشجب ويندد بمثل هذه الأفعال؟؟ هل سيعاقب عميد المعهد الأزهري ويعاقبه على تحريضه لتلاميذه (الذين من المفترض أن يزرع فيهم المحبة بين كل الناس).. أم في هذه الجلسة سيبرر أن الذين فعلوا هذا ليسوا هم من المسلمين الأصلاء بل هم شرزمة من المختلين عقليًا ولديهم هوس وهم جهلاء لا يقدرون أبعاد ما فعلوه؟؟ أم أنه سوف يعتذر عما بدر منهم ويحاول تطييب خواطر المهنئين ويعدهم بإصدار بيان يعتذر فيه رسميًا عن كل ما حدث ويعد بتعويض كل المتضررين من هذه الحادثة؟؟
وماذا سيكون رد أبائنا المُهنئين لو حدث هذا؟
هل سيظهروا ولو جزء يسير من آلامهم على أبناء لا ذنب لهم حُرقت محلاتهم وبيوتهم؟؟
أم سيُهونوا من الأمر على اعتبار أن مثل هذه الحوادث الصغيرة تحدث كثيرًا ما بين الأشقاء وأنها لا يمكن أن تزعزع المحبة القوية التي بين شقي الأمة؟؟ أم أنهم سيرجعوا العيب علينا وأننا نحن السبب في كل هذا الذي حدث والذي سوف يحدث. 
هل سيجلسوا خجلى من أن ابن من أبنائهم هو الذي تسبب في هذه المشكلة وأنه اغتصب فتاة قالوا إن عمرها 9 سنوات أولاً ثم 10 ثانيًا ثم أستقروا على أن عمرها 12 سنه، ويجلس أبائي خجلى من فعلة هذا المتهور المنساق وراء شهواته .. ونبدأ نحن في تطييب خواطرهم  وربما ندين بإعتذار عما بدر، بل واننا نستحق كل الذي حدث لنا من جراء هذا الشاب المتهور، وهل سيقبلوا تعويض أبنائنا أم ستأخذهم الأبوة برفض التعويض وأنهم قادرين على تعويض كل المتضررين روحيًا ومعنويًا وأيضًا ماديًا....
هل يوافقوا على الإعتذار الرسمي (إن كان) أم سيهونوا الأمر.
_ المنظر الثالث : -
وهذا المنظر بعد قيام المهنئين بالتهنئة بالعيد وخروجهم المصحوب بكثير من الأحاديث الصحفية للمحاولة في معرفة ما دار من أحاديث ما بين العمائم
وسنجدهم واقفين على درج السلم وهم بجوار بعض متشابكي الأيادي ضاحكين بفرحة قلب مجاوبين على الأسئلة بعبارة واحدة "اننا هنا في مصر نعيش أزهى أيامنا، واننا دائمًا نسيج واحد!! .. ليس مثل ما يقولوا الناس العامة والجهلة بإننا فتلة زرقاء وهم فتلة بيضاء لا احنا كلنا نسيج واحد سواء صوف أو قطن أو حتى دامور.
 وتتوالى الضحكات الرنانة ببساطة قلب وكضحكات أطفال مليئة بالبرائة دون أي احساس بأبنائنا وأخوتنا الذين أصيبوا في فرشوط، ولا اهتمام بالذين احتفلنا معهم بعيد الأضحى أروع إحتفال .. إحتفال أهدوا فيه لأبنائنا هداياهم بدم القتلى ونار محلاتهم وبيوتهم وقدمنا نحن لهم التهنئة بأرواحنا وأموالنا، نسير إليهم مهنئين وندوس بأقدامنا طريق مليئ بدماء كل شهيد فيهم بأرجلنا ندوس على أموال أشقائنا التي ضاعت ونُهبت.. نرى الخراب ولا نملك إلا أن نمصمص بشفاهنا نصرخ للرب منتظرين وعده.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٨ تعليق