CET 00:00:00 - 27/11/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

خاص الأقباط متحدون 
أصدرت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان تقرير صحفي تحت عنوان" رؤية" أوضحت من خلاله كيف أن الإعلام أُستخدم كأداة أساسية للتحريض على الكراهية بين الشعوب أثناء مباراة فريقي مصر والجزائر ، ولربما تكون هذه الأزمة الأولى التي تواجه العلاقات التاريخية بينهما كجزء من أمة عربية كبيرة ، طالما حاربت معا تحت نفس الرأية وطالما تغنت بقوميتها ومصيرها المشترك في مواجهة الأخطار التي تتهددها.
مصر والجزائرولم يكن اشد المتشائمين يمكن أن يتوقع أن يصل الصخب الأعلامي ، إلى مواجهات بين مشجعي الفريقين سواء في القاهرة أو في الجزائر ، او كما حدث في الخرطوم.
ويجب الا نعتبر ما حدث في الخرطوم من عبث بعض الصبية والمتعصبين من الجمهور الجزائري ضد  المشجعين المصريين ،منعزلا عما قبله أو عما بعده ، او معزولا عما يتبناه النظام الحاكم في كل من البلدين. و باقي الأنظمة المستبدة في العالم العربي من استغلال للرياضة في الهاء الشعوب عما يجرى من تطورات على ساحة بلدانهم وخاصة فيما يتعلق بنظام الحكم وتوزيع الموارد أو في انتهاكات حقوق الإنسان التي باتت سمة عامة ومنهجا يمارسه كافة السلطات العربية من المحيط إلى الخليج بدرجات متفاوتة.
وقد لعب الأعلام خاصة الرياضي منه بأنواعه خاصة الفضائيات  وعدد من الصحف الجزائرية يليها المصرية أو دورا في غاية السلبية للأسف تجاه هذه المجريات .
وللأسف يمكن أن يكون دور الإعلام هو الرئيسي فيما جرى، من استخراج لكل الحساسيات القديمة التي طالما اثيرت في تاريخ المواجهات الرياضية في كل من البلدين ، وخصوصا عام 1989 والتي شهدت صعودا للفريق المصري على حساب شقيقه الجزائري بعد مباراة الجزائر في القاهرة لكأس العالم الذي انعقد في ايطاليا عام 1990 . خصوصا عما اثير من قيام اللاعب الأخضر بلومي بفقء عين أحد الأطباء المصريين، وصدور حكم قضائي ، ثم انهاء الموضوع صلحا بعد ذلك.
كما لعبت المدونات وتسجيلات الفيديو التي اذيعت على موقع اليوتيوب وغيره دورا مماثلا في نقل المعلومات سواء كانت صحيحة أو خاطئة. 
كما اسهمت شائعات بوفاة جزائريين في مباراة القاهرة ، واخرى بمقتل مصريين في الخرطوم في مباراة 18 نوفمبر ، والتي انتقلت بين مواطني الشعبين ، في مواجهات عنفية من قبل بعض الجزائريين في الجزائر بضرب مصالح مصرية عامة مثل مكتب مصر للطيران أو شركات خاصة مثل اوراسكوم ، بالاضافة إلى ماتناقلته الصحف حول حصار من قبل الجماهير الجزائريين لمنازل المصريين في الجزائر. او نقل بعض العمالة المصرية في الجزائر لأماكن أخرى أكثر أمنا.
مع كل ذلك ، لم تكن السلطات في كل من البلدين تتمتع بحس المسئولية تجاه الاتجاه التصاعدي الذي اخذته المواجهة الرياضية بين الفريقين وخاصة منذ ما قبل المبارة الأولى في القاهرة التي اجريت يوم 14 نوفمبر  والذي كان من الممكن أن يراه أي مبتدئ لديه حس سياسي، بل اسهمت ردود أفعال هيئات حكومية في كل من الجانبين في تصعيد الأمر وكأنه موقعة حربية بينهما.
ولربما تكون المسئولية أكبر عن أحدى الأطراف دون الأخر ، ولكن هناك مسئولية عليهما هما الاثنين.
ثلاث مغالطات :
لربما تكون المواجهة المصرية الجزائرية هي احدى الوقائع التي يتبين منها أن الرياضة تؤدي لسوء العلاقة السياسية بين بلدين أو أكثر لا العكس ، في كل العالم كانت الرياضة سواء الكرة أو اي لعبة أخرى تستخدم كأداة لتحسين العلاقات بين بلدين ما ، وفي تاريخ المواجهة بين الاتحاد.
السوفياتي والولايات المتحدة ، او بين الولايات المتحدة والصين كانت المواجهات سواء في تنس الطاولة أو في الشطرنح أحدى الوسائل لتحسين العلاقات السياسية .
الاعتداءاتوكان اداء بعض المباريات الرياضية من عدمه أحيانا يستخدم كأداة في العلاقات السياسية بين البلدان المختلفة، من منا لم ينس مقاطعة دورة موسكو الأوليمبية من جا نب المعسكر الغربي في أوج الحرب الباردة ، والتي تلاها مقاطعة الكتلة الشرقية لدورة لوس انجلوس الأوليمبية . لكن لم تصل مباراة إلى حدود الحرب ، باستثناء مباراة هندوراس والسلفادور التي ادت وقائعها إلى حب بين البلدين المجاورين.
للأسف اسهم الأعلام كما اسلفنا من قبل في تصعيد المسألة من مجرد مباراة كرة يفوز فيها أحدى الفريقين إلى نهائيات كاس العالم في جنوب افريقيا عام 2010 إلى حرب اعلامية وسياسية تستخدم فيها البرامج التليفزونية اسوأ استخدام ويتم فيها استخدام الفاظ عنصرية ضد الشعوب بكاملها .
وذلك يرجع لعدد من المغالطات التي يرددها الإعلام سواء كان بحسن نية أو بسوء وأدت إلى تفاقم الأزمة على النحو التالي :
أولها الدمج بين فريق الكرة أو اي فريق أخر في لعبة رياضية أخرى ، وبين البلد الذي يلعب هذا الفريق بأسمه، وتصور أن تاريخ البلد سواء مصر أو الجزائر يتوقف على الفوز في مباراة كرة ، كما قلنا ذلك في الاغلب يحدث لتعمد كل النظامين السياسيين في مصر والجزائر وغيرهما من البلدان العربية الهاء أغلبية الجمهور في مباريات الكرة ، وهو ما يتضح في الحساسيات الشديدة حتى في مباريات الكرة في كل من البلدين ، بين ناديي الأهلي والزمالك والاسماعيلي والمصري والاتحاد الاسكندري في مصر ، او بين مولدوية وشبيبة القبائل في الجزائر. ولنتذكر مثلا كم الجدل الذي يحدث داخل مصر كل فترة حول بث مباريات الدوري للجمهور العام بدون تشفير، وحجم الضغوط التي تمارسها الأندرية الرياضية لكسب دخل أكثر من وراء هذا البث ، واصرار وزارة الأعلام على استمرار هذا البث .
ولذلك لسبييين أولهما من حق المشاهدين الذين يجب ان يستمتعون بمشاهدة مباريات الكرة بدون أن يتكلفون المزيد من المال ، في ظل الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي يعانون منها بفضل سياسات النظام الحاكم ، والسبب الثاني أنه في ظل توقف بث مباريات الكرة يمكن للجمهور أن يفكر في شئونه الخاصة أو شئونه العامة ، والاسباب التي تكمن في حالة الفساد والاستبداد التي يعاني منها المواطن.
وفي ظل التركيز على الرياضة وانتصاراتها تغيب ميزانيات البحث العلمي ، ولتصبح اكاديميات البحث في كل من البلدين مجرد وااجهات ، لا تؤد إلى تقدم علمي ، وحتى دراساتها وبحوث أعضائها مجرد حبر على ورق ، لا يحترمه المسئولين أو يفكروا في تصفحه ، ناهيك عن تطبيقه أوالعمل به .
ولنجد كل من البلدين غارقا حتى اذنيه في مشاكل سواء كانت كبرى من عينة غياب تداول السلطة وضعف الأحزاب السياسية وضعف المشاركة ، حتى جمع القمامة ، وتلوث مجاري المياه والسحابة السوداء .
وللأسف لا تسعى وسائل الاعلام خاصة الرياضي منه إلى هذه التفرقة بين مجرد لعبة أو فريق جسر جوىوطني ، يلعب باسم البلد ، مثله مثل الفرق الرياضية الأخرى ، قد يفوز أو يخسر ، إلى مساس بالبلد ذاته ولذلك ليس له علاقة بسمعة البلد أو بتاريخها أو سياساتها. أو بوضعها الجغرافي أو التاريخي .
مثلا الولايات المتحدة  الأمريكية ، لم تصعد كاس العالم الا في العقدين الأخيرين ، رغم تقدمها الكبير ، لم يكن لديها فريق كرة يمكن أن ينافس الفرق الكبرى مثل البرازيل أو الارجنتبين أو ايطاليا أو انجلتزا أو اسبانيا .
المغالطة الثانية :
هي دأب الاعلام سواء الصحف أو الفضائيات الحكومية أو الخاصة على تصوير مباريات الكرة بالفاظ تستخدم في مواجهات الحروب بين البلدان المختلفة .
مثلا بنظرة سريعة على كل من المصطلحات المستخدمة في المباراتين الأخيرتين:
موقعة القاهرة ، موقعة الخرطوم ، الجسر الجوي ، وغيرها
شاهد مثلا كيف عالج الاعلام والسلطتين السياسيتين في كل البلدين لمقولة الجسر الجوي والتي لا تستخدم اعلاميا الا في كارثة المت بإحدى البلدان ، او في حال وجود حرب بينهما.
وقيام الرئيس بوتفليقة مثلا باقرار سفر الجمهوري الجزائري على طائرات مكتوب عليها اير فورس بالمجان، وما فعله الحزب الوطني في مصر الذي حشد أعضاءه وأعضاء مجلس الشعب وفنانين واعلاميين للسفر بدلا من جمهور الكرة الدائم الذي يسعى إلى تشجيع المنتخب المصري وفي ذات الوقت لا يقدر على دفع تذكرة السفر.
ايضا شاهد كيفية استخدام الأغاني الوطنية التي استخدمت في عدد من الحروب بين العرب واسرائيل عدوهم التاريخي سواء في حربي 1967 و1973 كخلفيات لمباراتي القاهرة والخرطوم ، مثلا (يا حببيتي مصر ) ، وانا على الربابة بأغني، وغيرها من الأغاني .
ايضا استخدام المطربات والفنانيين لدعم الفرقتين أمام الأخرى على مستوى الإعلام.
والنقطة الأخيرة يمكن قبولها في وضع طبيعي ، لكن في الوضع الذي لمسناه ، كان له فعل الاستفزاز لدى كل من الجمهور الأخر.
أيضا يمكن مشاهدة بعض مانشتات بعض الصحف المصرية والجزائرية خاصة الأخيرة فيما بعد مباراة القاهرة 14 نوفمبر ، والتي اثارت شائعة وفاة مواطنين جزائريين ، وادت إلى احراق مقر مكتب مصر للطيران وارواسكوم ، بسبب ما اثارته تلك الصحف خاصة جريدة الشروق ، وتأخر بعض المسئولين لاجزائريين في نفي تلك الشائعة ، والسلوك غير المسئول والتحريضي من جانب رئيس اتحاد الكرة الجزائري محمد رواروة.
بينما تمتلى مانشتات الصحف  المصرية القومية أو الخاصة ، ناهيك بالصحف الرياضية الخاصة التي تركز على الرياضة فقط . والتي تبدو برئية ولا غرض من وراءها الا أنها تتسبب في غضب من جانب الجمهور .
مثلا نشرت صحيفة مصرية بعد مباراة القاهرة الأولى تعليقا على هدف عماد متعب :
عماد متعب يصفع الجزائر  ، تم اقران هزيمة فريق الجزائر ، بصفعة للجزائر البلد ذات التاريخ لعبت المدونات وتسجيلات الفيديو التي اذيعت على موقع اليوتيوب وغيره دورا مماثلا في نقل المعلومات سواء كانت صحيحة أو خاطئة.  والمقاومة ضد الاحتلال الفرنسي .
يمكن رصد ـمقال للدكتور علي الدين هلال القيادي بالحزب الوطني بجريدة الأهرام بعددها الصادر يوم 14 نوفمبر ينتقد فيها بعض ممارسات الصحف الرياضية المصرية : بعنوان : اليوم لا صوت يعلو فوق صوت كرة القدم 
ينتقد فيه نشر جريدة الفرسان المصرية ما قالته واورده هو : عندما تدق الساعة السابعة والنصف من مساء يوم السبت 14 نوفمبر لابد أن تكون قد حانت لحظة الثورة وساعة الثوار " هذه الكلمات ليست مقتبسة عن بيان لأحد الأحزاب الثورية أو الحركات السرية وانما هو وصف جريدة الفرسان الرياضية المصرية للمبارة التي تجرى اليوم بتاريخ 9 نوفمبر .. مضيفة أن مباراة اليوم هي كل شئ لـ 80 مليون مصري على اختلاف ميولهم وهم خزب الأغلبية .. في نفس الاتجاه وصفتحريدة الأهلي المباراة بأنها " موقعة الجزائر في عددها 2 نوفمبر ، وجريدة القمة التي وصفت يوم 14 نوفمبر بأنه فيه " نكون أو لا نكون .. مقاتلو مصر جاهزون لدك يا جزائر" 9-11 . كما يتنقد ما نشر على شبكة الأنرتنت حول قيام مجموعة من الشباب المصري والجزائري بتبادل الاتهامات والوعد الأكيد بهزيمة الطرف الأخر واستخدام سائر فنون العالم الافتراضي مثل الأغاني ومقاطع من الأفلام والصور الموحية.. ص 10 .
وهنا نجد بعض الصحف المصرية التي سعت للتهدئة منها الشروق والمصري اليوم والدستور والأهرام نفسه مثلا : تنشر جريدة الشروق بعددها 14 نوفمبر مقالا لمشرف القسم الرياضي حسن المستكاوي: أيها الشيطان .. ارحل عن سماء الكرة العربية ! حادث الزجاج المكسور يحطم شعار الفيفا الجميل عن اللعب النظيف .. " امسكوا الاتوبيس" !  .. مواجهة بين منتخبي مصر والجزائر في محراب كرة القدم والرياضة!
بل ان بعص الصحف المصرية انتقدت فيه الشحن الاعلامي المتواصل مثلا تنشر جريدة المصرية اليوم بعددها 18 -11 صباح المباراة الثانية :
خبراء : الالتفاف حول كرة القدم يعكس فراغ المصريين .. والحل في مشروع قومي .
خليل فاضل الخبير النفسي : الناس اهتموا بمباراة الجزائر أكثر من حادث العياط
دعاة ومفكرون يستنكرون اقحام الدين في الرياضة .. ويتهمون رجال الدين " باللعب" على مشاعر البسطاء المصري اليوم التاريخ نفسه .
الأعلام الرياضي .. مراهقة ومهنية غائبة .
الخبير الأعلامي ياسر عبد العزيز : معظم التغطيات فقدت الموضوعية .. فتحولت إلى حالات حرب  .. المصري اليوم
الأغاني الوطنية غذاء للتعصب .. ، اودعوة للشحن .. المصري اليوم التاريخ ذاته 
المغالطة الثالثة :
هي التعميم بين سلوك مواطن مصري أوجزائري أو مجموعة مصرية أو جزائرية مشاغبة ومتعصبة تقوم بفعل ما اثناء مباراة للكرة أو بعد انتهاءها ، وبين الشعب في أي من البلدين، ليصبح كل الشعب المصري والجزائري متهمين بالإرهاب أو الشغب، وبالتالي يصبح من حق أي مواطن في أي بلد أن يقتص من أي مواطن يحمل الجنسية المصرية أو الجزائرية ، حتى ولو لم يسهم بارتكاب حماقة من هذا النوع ، وليصبح المصريين العاملين داخل الجزائر رهينة في ظل هذه الحماقة ، بسبب ما فعله مشجع مصر باتوبيس ينقل اللاعبين الجزائريين في مباراة الكرة. أو العكس ، لتسبب ما فعله عدد من المتعصبين الغوغاء الجزائريين في الخرطوم بمطاردة اتوبيسات الجمهور المصري ، وارهابه بالسلاح الأبيض ، سببا في لافتات ترفع في القاهرة بطرد كل الجزائريين من مصر وبأغلاق السفارة الجزائرية في القاهرة.
مسئولين وغياب المسئولية:
لعب الأعلام خاصة الرياضي منه بأنواعه خاصة الفضائيات  وعدد من الصحف الجزائرية يليها المصرية أو دورا في غاية السلبية للأسف تجاه هذه المجرياتللاسف اسهم غياب  المسئولين وتدخلهم مبكرا في كل من البلدين، في تقاقم تصعيد الاعلام لمباراة الكرة وكأنها نهاية العالم ، أو انها يتوقف مصير البلدين على الفوز في تلك المباراة ، وكأن الصعود إلى نهائيات كأس العالم يمنح البلد أو مسئوليه شهادة بالتفوق.
بل أن المسئولين اسهموا حتى ولم يكونوا مدركين لذلك إلى تصعيد المسألة وتضخيم الشحن المعنوي والنفسي للجمهور خاصة في مثل هذا الجو الملبد بالغيوم من خلال القيام الزيارات للمنتخبين أو باتصالات تليفونية لمسئوليهما ، او بتنبني جسر جوي لنقل جمهور المنتخبين إلى  الخرطوم. 
وللأسف اسهم بعض المسئولين  الجزائريين في تصعيد الشحن الأعلامي والنفسي  وهو ما رايناه قبل مباراة القاهرة انفجرت الاتهامات من جانب رئيس الاتحاد الجزائري ، ومطالباته للفيفا بتوفير الحماية للفريق الجزائري ، مما الهب الجو الرياضي والسياسي، واسهم في تسخين هذا الجو ما قبل عن اعتداء بالحجارة على باص الفريق الجزائري ، اثناء المسافة من مطار القاهرة إلى الفندق الذي لا  يبعد عنه الا أمتار . وتأخر التحقيق من الجانب المصري في الواقعة ، والاسراع بالقول أنها واقعة ملفقة من جانب الجزائريين . كما تأخر السفير الجزائري بالقاهرة في
نفي شائعة وقوع قتلي في لقاء القاهرة في يوم 14 نوفمبر. لتتلوها تضخم كرة الثلج الكبيرة لتنفجر في لقاء الخرطوم .
قد تكون نهائيات كأس العالم أهم محفل رياضي ، لأنه يجمع بين صفوة الفرق الرياضية في العالم، لكن التأهل ، مجرد التأهل ليس فوزا قوميا كبيرا ، وعدم التأهل أليه ليس كارثة وطنية.
والمنتخب المصري لم يصعد كاس العالم منذ عام 1990 أو منذ 19 عاما ، وشقيقه الجزاتري لم يصعد منذ عام 1986 ، وكلاهما لم يتعد الدور الأول في المرتين. رغم أن قارة أفريقيا اصبح يمثلها 5 فرق في النهائيات ، وهو ما لم يكن في دورات أخرى كان ممثل افريقيا دولة واحدة ثم ثلاث دول.
بل أننا في التصفيات من عام 1990 حتى الآن نخسر من جانب فرق في منتهي التواضع الرياضي ، مثل زيمبابوي أو مدغشقر أو غيرها ،
وقد خسر المتخب المصري في بطولة شباب العالم من كوستاريكا وهي دولة قد لا يعرف اسمها الكثيرين، وصعدت لتقابل البرازيل في النهائي بفضل فوزيها على قرقتين عربيتين هما الفريقين المصري والاماراتي ، ولم يؤد ذلك إلى كارثة.
وايضا الفريق الجزائري هو الأخر غاب عن نهائيات كأس العالم منذ فترة طويلة ، وبالتاكيد هزم من فرق أضعف منه كثيرا .
وليؤدي سلوك من نوع حرق الأعلام المصرية والجزائرية من جانب بعض المتعصبين هنا أو هناك ، إلى كارثة كبرى ، ويراه جمهور كل من البلدين انه استهانة من البلد الأخر أو شعب البلد الأخر أو اهانة لكرامته وكرامة بلده.
جنرالات الأعلام الفضائي: 
كان هناك تجاوزات من كلا الجانبينتصاعد دور الفضائيات الحكومية والخاصة وخاصة البرامج الرياضية بشكل واضح في شحن المشاعر في كل من البلدين ، وللاسف تولى بعض المذيعين والمسئولين عن برامج رياضية في عدد من الفضائيات المصرية الخاصة ، والذين عملوا سابقا كلاعبين في المنتخب المصري ، وهم بلا خبرة اعلامية أو سياسية ، في تسخين الجو قبل مباراة القاهرة الاولى ، وليصبح مذيعين مثل خالد الغندور (دريم) ، نادر السيد اوي تي في) ـ نصر القفاص أون تي في، عمرو اديب(القاهرة اليوم اوربيت) ، ثم سيد علي وهناء السمري (المحور) ، إلى جانب مصطفى عبده ومدحت شلبي جنرالات وناطقين باسم مصر منذ المباراة الأولى بالقاهرة ، ليزيد دورهم كارثية عقب  الأحداث التي شهدتها الخرطوم ، ليرى كل منهم في نفسه هو المعبر عن الوطنية المصرية ، وليطالب السلطة السياسية في مصر والجزائر بما يتصوره هو بارجاع الحقوق ، وليسمح بعض هذه البرامج بتبادل الشتائم على الهواء ضد مواطنيين جزائريين ، أو بدعوات بالانتقام من جانب فنانين ومواطنين يتصلون تليفونيا بالمذيع .
وتطول ساعات البث خاصة في أعقاب موقعة الخرطوم إلى 6 ساعات أو أكثر ، والغريب أن بعض هذه البرامج خاصة برنامج الغندور في بعض حلقاتها لم نر أي ضيوف فيها ، بل يكتفى الغندور فيها بلعب دور البطولة ، واستقبال التليفونات المعدة مسبقا وغيرها .
بل الأكثر مأساوية أن يعتبر بعض هؤلاء المعلقين ، مجرد مناداة البعض بالتهدئة أو اطلاق مبادرات مصر (وردة لكل جزائري) هو صاحب مصلحة أو لديه بيزنس خاص في الجزائر . وخائنا لمصر والمصريين ، قارن الانتقادات التي لاقاها الكاتبن أحمد شوبير والناقد علاء صادق الذين تزعما محور التهدئة قبل مباراة القاهرة الأولى ، من خصومها الأخرين.
بل أن كل معلق من هؤلاء استخدم برنامجه لتصفية  حساباته مع الأخرين.
لتصبح صورة مأساوية على شاشات الفضائيات ، حرب بين الاعلاميين ، وتحريض على علاقات تاريخية بين بلدين ، لا يوجد بينهما أي سبب للعداء المفتعل.
ولا يعني ذلك أن الصورة كانت سوداء ، بل ينبغي الإشادة بدور بعض البرامج الأخرى وخاصة برنامج العاشرة مساء ومقدمته منى الشاذلي ، أو بدور بعض المعلقين الأخرين مثل وائل الأبراشي ، وشوبير والناقد علاء صادق . إلى جانب مبادرة جريدة الشروق المصرية ، والمسئول الرياضي فيها حسن المستكاوي الذي تبنت مبادرة للتهدئة الأعلامية قبل مباراة القاهرة 14 نوفمبر ، وشهدت لقاءات بين مسئوليي جريدة الشروق المصرية والجزائرية واستضافة للمسولين الجزائريين والمصريين . ثم تبعتها جريدة المصري اليوم .
كما لعب بعض الفنانين مثل محمد منير دورا في التهدئة من خلال عرضه الغنائي مع الشاب خالد قبل  مباراة القاهرة .
ـ ملاحظات أخيرة :
ـ غياب دور الهيئات الرياضية العربية قبل المباراتبين الأخيرتين ، في التهدئة ، أو في اقتراح حلول خاصة ما بعد مباراة الخرطوم، وخاصة اتحاد الكرة العربي ، أو اتحاد الصحفيين العرب الذي كانت مبادرته باصدار بيان متأخرة. وأدى اتحاد الكرة في كل من البلدين دورا من أسوا ما يكون خاصة الاتحاد الجزائري الذي كان مسئولوه لا يتمتعون بحس المسئولية.
ـ أيضا من الملاحظ غياب الأحزاب والقوى السياسية في مصر والجزائر في لعب أي دور باتجاه تهدئة وتسييد ثقافة التسامح وعلاقات الأخوة بين المواطنين العرب ، والتأكيد على أن المسألة مجرد تنافس رياضي ، وأن هذا التنافس لا يجب أن يمتد ليكون تقييما للدور السياسي لكل من البلدين، بل أن بعضها كان عاملا  اساسيا في زيادة التسخين.
كان هناك تجاوزات من كلا الجانبينوحسنا أن قررت السلطات الجزائرية التحقيق في وقائع الاعتداءات على المواطنين المصريين في الخرطوم ، ويجب أن تفعل السلطات السوادانية نفس الشئ.
وقال شريف هلالي المدير التنفيذي للمؤسسة أن هناك عدد من التوصيات يجب أن توضع في الاعتبار وهي موجهة للبلدين والاعلام في كل منهما  :
• التحقيق من جانب مسئولي البلدين فيما حدث من تجاوزات خاصة في أعقاب مباراة الخرطوم ،  واحالة مرتكبي حرق الاعلام  إلى القضاء في حال ضبطهم.
• يجب أن تقوم سلطات البلدين وقواهما السياسية والشعبية باطلاق مبادرات للتهدئة الإعلامية بين كل من البلدين، وانهاء مباريات التحريض سواء المباشرة أو غير المباشرة .
• ابتكار مبادرات تقلل من بركان الكراهية الذي انفجر في وجه مواطني البلدين بسبب الشحن الاعلامي غير المسئول .  يمكن مثلا  أن يستقبل مسئولي البلدين فريق البلد الأخر .
• يمكن أن يلعب الفن دورا مهما في هذا الصدد ، باقامة حفلات فنية مشتركة ، سواء غنائية أو سينمائية .
• الكف عن اي مطالبات بقطع العلاقات بين البلدين ، او اغلاق السفارات . وحماية المصالح العامة في كل بلد .
• قيام سلطات الأمن في البلدين بحماية مواطني البلد الاخر ، والذي يجب أن يتمتع بالأمان الشخصي والحرية وحرية التنقل بشكل أمن. والتحقيق مع مثيري الشغب واحالتهم إلى القضاء فورا. 
يمكن أن يلعب المجتمع المدني المصري والجزائري دورا مهما في التهدئة والتأكيد على أن ما حدث هو سحابة صيف بين البلدين ، ينبغي الا تطول ، والتمسك بالموقف العروبي
• ، الذي لا يجب أن يضعف منه قيام بعض المتعصبين ببعض الحماقات . فالعروبة ليست رداء يمكن أن نخلعه متى نشاءٍ ِ.
• يجب أن يسعى الأعلام الفضائي الخاص في بعض قنواته إلى مراجعة ما يبث خاصة في برامجه الرياضية ، وان يتولى هذه البرامج شخصيات مسئولة ، ولا تترك العنان لنفسها في اطلاق الاتهامات باسم وطنية غاية في الصغر . 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق