CET 00:00:00 - 27/03/2009

المصري افندي

بقلم / مايكل فارس
في تصريح خطير للدكتور صفوت لطفي رئيس الجمعية المصرية للأخلاقيات الطبية: موتىَ جذع المخ (أحياء)..وفتوى (البحوث الإسلامية) بنقل أعضائهم لآخرين باطلة وشن هجومه على فتوى مجمع البحوث الإسلامية وأكد أن الفتوى لا تعتمد على العلم أو أي آيات قرآنية... بل أكد أن موت جذع المخ لا يعتبر موتاً إكلينيكياً لأن حرارة الجسم تبقى كما هي،، كما أن روح الجسم لا تنفصل عن جسده  بسبب عمل الإشارات الكهربائية في الفصين العلويين للمخ اللذين يستمران في إفراز الهرمونات بشكل طبيعي.

بل فجّر قنبلة أن المحكوم عليهم بالإعدام (طبقاً للفتوى) يتم انتزاع أعضائهم وهم أحياء لأن المحكوم عليه بالإعدام لابد وأن يظل معلق بالمشنقة لنصف ساعة كما أقره قانون الإجراءات القانونية لأن هذه هي المدة الكافية لخروج الروح منه ولكن في حال أنه سيتم انتزاع أعضاءه سينزلوه خلال بضع دقائق ويقومون بوضع قسطرة حنجرية له وتوصيله على جهاز التنفس الصناعي لضمان استمرار عمل أعضائه وعدم تحللها كي تتم الاستفادة منها وهي سليمة، ثم يقوم الأطباء بحقنه بمرخيات العضلات لضمان عدم تحركه وتكون أعضاءه طازجة صالحة للاستعمال....؟
لذا فأن المحكوم عليهم بالإعدام يأخذون أعضائهم أحياء فأي عقل يسمح بذلك فهل وصلت ضمائرنا لهذا الحد؟ بل وكيف تم اتخاذ الفتوى ولم تضع في حسبانها أنها تتعامل مع أحياء وليس أموات فإننا بذلك نزهق الروح!!

فإلى متى نجهل ما نقول ونقول ما نجهل ونفعل ما يريحنا وما يريحنا هو ما يضرنا؟!!
والسؤال هنا.... لماذا لا يتم فصل العلم عن الفتاوى الدينية؟ فما علاقة الفتوى الدينية والمفترض أنها قائمة على الدين الذي هو يقيناً معتقد ثابت بالعلم الذي يعتمد على المتغيرات والنظريات والتجارب  المتغيرة؟ فلماذا يكون الثابت هو معيار لقياس المتغير فأنه سيتغير ولن يوافق علية الدين إلى انقضاء الدهر... فكم من العلوم عندما ظهرت بدت وكأنها ضد الدين وحاربها رجال الدين فهل نسينا عندما قال جاليلو بكروية الأرض وحكم عليه بالإعدام حيث كان المعتقد أن الأرض معلقة على قرن ثور..

كيف لرجل دين (أياً كان هذا الدين) الذي تتحدد وظيفته الأساسية في دراسة كتابة المقدس أو الروحي فقط بالإضافة إلى تعليم وإرشاد المؤمنين من أتباعه إلى فهم النظريات العلمية المتخصصة جداً والتي أخذ دارسيها عمرهم كله في دراستها وبعد أن عصف به الزمن وأخذ من عمرة ما أخذ استطاع أن يصل إلى نتيجة اتفق عليها العلماء (وهذه النتيجة نسبية) يأتي رجل دين ويقول أنها نظرية غير صالحة ونحاول تطبيق الديني الثابت علي العلمي المتغير.. فما أدراه بهذه النظرية والتي تكون مرتبطة بعلوم أخرى لم يسمع عنها أساساً وحتى إن سمع فما أدراه بعلومها وتطبيقاتها؟!!
لذا فلندع العلم يبدع ويطور ونترك الدين لمجاله الديني البحت لتهذيب الروح، فكفانا جهلاً وكفانا ربط العلم بالدين والسياسة بالدين والأكل بالدين ودخول الحمام بالرجل اليمني بالدين وربط أمريكا بالدين وربط إسرائيل بالدين وربط الصين وروسيا بالدين (روسيا أكبر ثاني ترسانة عسكرية في العالم التي اشترت مؤخراً طائرات بدون طيار من إسرائيل... فأي علم وصل له هؤلاء الذين جاءوا من شتات العالم) ونحن لازلنا نربط كل أحداثنا اليومية بالدين ونسينا بل تناسينا كلمة (علم) لأن العلم يرهق ويدعنا إلى إعمال العقول... وكيف يتم ذلك؟ لا يجوز فنحن نريد إعمال البطون وإعمال الرغبات...... كفانا جهلاً.. ولنتقدم بعقولنا الآن.. وليبدأ كلاً منّا بنفسه.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق