CET 22:38:56 - 27/11/2009

المصري افندي

 بقلم:جرجس بشري
تؤكد الأحداث التاريخية التي شهدتها الدولة المصرية على أن القومية العربية ألحقت الدمار والخراب بمصر  وحضارتها وتعديتها الدينية،  بدليل أن رئيس الدولة نفسه اعترف عقب الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة  بأن  القضية الفلسطينية كلفت مصر كثيرًا ولولا مساندة مصر للقضية الفلسطينية لكان المواطن المصري في وضع أفضل، ونحن هنا لسنا ضد مُساندة مصر للقضية الفلسطينية، وقد جعلت العروبة وحلم القومية العربية مصر تدخل حروبًا لا طور لها فيها ولا جمل، جعلتها تدخل حروبًا ليست حروبها وذلك على حساب حضارة وقوة وقوات الشعب المصري ومستقبله ومستقبل أجياله  القادمة.

  ويلعب  المنادون بحلم القومية العربية  على وتر الدين  لدغدغة مشاعر المُغيبين والمُسطحين  فكريًا من جماهير الشعوب العربية، بقولهم أن العروبة تستدعي إلى الفكر  الدين الإسلامي  وهذا هراء وضحك على عقول الشعوب العربية  فالإسلام لا يعني العروبة،  كما أن اللغة العربية  كانت سابقة أصلاً  للإسلام؛ أي كانت موجودة بالفعل قبل الإسلام وكان يتكلم بها أهل الجاهلية  قبل الإسلام، كما أن رسول الإسلام نفسه  قال "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" وبالتالي فإن اللذين يؤكدون على عروبة مصر انما ينفون عنها حضارتها وهويتها المصرية  الخالصة، ويهينون أصلهم  وحضارتهم  المصرية ويغلبون عروبتهم بكل سذاجة  على مصريتهم التي يجب أن يفتخروا بها  أمام العالم. 

إن العروبة أشد خطرًا من الإستعمار الأجنبي لأن الأحداث التاريخية توثق وتؤكد على أن الإستعمار الأجنبي كان هو المُلهم والدافع الأوحد للمصريين للتماسك والتوحد والدفاع عن مصر في حين أن العروبة فرقت المصريين وأضرت بوحدتهم لدرجة أن وصل الغباء والجهل بالمتشدقين بالعروبة من هذا الشعب أن يحاربون مصريتهم ويؤكدون للعالم أنهم من قريش أو من شبه الجزيرة  وأنهم ينتمون لزمن الجاهلية.
لقد استطاعت النظم والحكومات العربية المصرية المتعاقبة أن تقنع المغيبين من هذا الشعب بضرورة التمسُك  بالعروبة والحلم العربي،  وتجاهلوا أن العروبة  حلم كاذب كل من تشدق به وأمسك بخيطه مات بغيظه ولم يبينوا ألحقت العروبة بصدام حسين والرئيس الفلسطيني الأسبق ياسر عرفات وعبد الناصر؟
 إن  مصر التي صدرت القومية العربية  للجزائر  هي التي أدانت هذه العروبة بكل غباء وجهل واضحين عقب الإعتداءات على المشجعين المصريين بالسودان، لدرجة أن طالب البعض بعد المباراة بضرورة استغلال الروح الوطنية  لدى جموع المصريين  لكي يتوحدوا ويتفقوا على مشروع قومي واحد، وانني أؤكد هنا أن المشروع القومي الأوحد الذي يمكن أن تنطلق منه مصر إلى مستقبل أفضل  هو التخلص من القومية العربية  أي  الإرتداد عن العروبة، والتمسك بالحضارة والأصول المصرية وتغليب الهوية المصرية على العروبة والعربية.

فكما قلنا وأكدنا أن العروبة ليست  هي الإسلام لإنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، لقد كان الرئيس الفرنسي ساركوزي ذكيًا ولماحًا وواعيًا عندما طالب بضرورة وجود اسلام فرنسي بفرنسا،  حتى لا يتأثر المسلمون هناك بمقولات القومية العربية ولكي لا ينتقل إلى فرنسا السلوك البدوي  الصحراوي، والعقلية الجاهلية  لو سادت فرنسا فستجعلها تسقط في هوة  (سقطة لن تقوم بعدها أبدًا).

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق