CET 00:00:00 - 29/11/2009

لسعات

بقلم: مينا ملاك عازر
كنت أتمنى أن أكتب مقالي هذا بدموع عيني التي أذرفها على كرامة عَلمنا، كرامة بلدنا، كرامة أهلنا، ولكن هذا يستحيل للأسف، ولكن دعونا من نوع المداد الذي أكتب به المقالة، وها أنا أسأل سيادة الرئيس ناصر -رحمه الله- هل يرضي سيادتكم ما يفعله بنا الجزائريون؟! اسمح لي أن أسألك أيضًا لماذا يفعلوا بنا هكذا؟! أعرف أنك ستسألني لماذا أسألك أنت ولماذا أعود باللوم عليك فيما اقترفه الجزائريون من ذنب بل من جُرم حيالنا، وإجابتي بسيطة لأنك أنت الذي طالما ناديت بالعروبة والتعاون بين العرب ولأنك أول من نادى بالأخوة بين العرب.

معذرة أيها السادة، ألا تطاردكم مشاهد السيوف والسكاكين والسنج والمطاوي والخناجر التي كانت في أيدي الجزائريين، ألا تذكركم هذه المشاهد بمشاهد العصور الوسطى والقديمة مع بالغ الاعتذار لأهل هذه العصور الذين بنوا لنا حضارات ولم يتعاركوا على مباراة كرة الهدف منها التآخي والمحبة، عجبت لكم أيها الجزائريون حينما رأيتكم ممتشقين سيوفكم وخناجركم وسكاكينكم وبلطكم ظننتكم فرسان من فرسان العصور الوسطى ضلوا طريقهم إلى العصور الحديثة، لكنني سرعان ما تذكرت أن أولائك الفرسان كانوا نبلاء يعرفون أن من ليس بيده سلاح -أي أعزل- لا يصح قتاله ويجب احترامه، أما أنتم فلم يكن لكم هذا النبل بل كنتم تتمتعوا بالكثير من الخسة والندالة لم ترتضوا المواجهة بل اخترتم الغدر ولكن هذا ليس غريب على شعب أنكر فضل الزعيم عبد الناصر عليه، وأنكر فضل مصر كلها عليه في استقلاله، أي نكران جميل هذا!
أي تعليم تعلمتموه دفعكم لأن تكونوا بهذه الأخلاق، ولا اقصد هنا سلوككم حيالنا، بل سلوككم نحو أنفسكم أيضًا فهل يعقل شعب يحتفل بوصوله لكأس العالم يسقط منه 14 قتيل و400 مصاب، وكأنه حدث تفجير انتحاري أو غارة من غارات الإسرائيليين على غزة، كان ناقص تضربوا لكم كام صاروخ عابر للقارات احتفالاً بوصولكم للنهائيات، وأخشى ما أخشاه أن تصلوا لأدوار متقدمة في النهائيات، لأن من المؤكد ساعتها أنه سيموت نصف الشعب وطبعًا لا قدر الله لو حصلتم على كأس العالم سيُشار على الخريطة بأن هنا كان يوجد دولة تدعى الجزائر.

ولنعُد الآن للزعيم ناصر لنعيد عليه السؤال مننتظرين إجابته، وأسمع صوته يأتي من أعماق الموت من خلف أستار الزمان يقول أعتذر سامحوني فقد أضعت الكثير من وقتي وعمري في الدفاع عن قضايا لو كنت قدمت ثلث الوقت الذي قدمته لها لكنتم في مصر في وضع أفضل. فسألته كيف ترى القومية العربية اليوم؟ فأجاب الله يرحمها، أظنها ماتت يوم موتي، ثم استطرد قائلاً بل هي وُلِدت ميتة تحتاج لتنفس صناعي، وهنا أجبته ألا تحتاج لسكاكين وبعض الأسلحة البيضاء!؟ فضحك وقال هذا يحتاجه فقط الجزائريون ليفوزوا بمباراة أو لينتقموا ممن علموهم، والآن يعيدون إعمارهم بعد أن خربها الإرهابيون، وعندئذ سألته بماذا تنصح المصريين؟ فأجاب نصيحتي اليوم أن يتذكروا قول الشاعر "كن كالنجم لاح لناظرًا على صفحات الماء وهو رفيع ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع".
 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق

الكاتب

د. مينا ملاك عازر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

يرضيك يا ناصر؟!

رجل السياسة

الفئة الضالة والقلة المندسّة

يا تغييراتك يا مصر

وبنحبك يا مصر بجد

جديد الموقع