CET 00:00:00 - 29/11/2009

مساحة رأي

بقلم: فاضل عباس
عند تحديد موقفنا من جماعة الإخوان المسلمين فلا بد من أن تكون الرؤية واضحة لدينا في كيفية تحديد المكان الذي يقف فيه الإخوان وبناءًا عليه نحدد موقفنا اتجاهها، فهل جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة معارضة، أم هي جماعة من موالاة نظام الحكم؟ فأي حزب سياسي يعارض نظام الحكم فبالتأكيد هو يسعى من أجل مصلحة عامة أو على الأقل هكذا تقول شعاراته، وفي حالة الإخوان المسلمين فهم لا يمكن تصنيفهم على أنهم معارضون؛ لأنهم لا يحملون قضية عامة فالصفقات التي كشف عنها محمد مهدي عاكف مرشد اخوان مصر تؤكد أن هناك مصلحة لجماعة الإخوان مطلوب تحقيقها فلا يمكن اعتبار هذه الصفقة على أنها (من أجل حرية الإخوان المسلمين في مصر) لإنهم بإختصار قد أخذلوا من اتفق معهم من المعارضة المصرية وعملوا الصفقة من تحت الطاولة.

وثانيًا: لو كل حزب عارض الحكومة مدعيًا المصلحة العامة ثم عمل صفقة خاصة من أجل حريته كما يقال فما هو الداعي للنضال الوطني؟ ولماذا يناضل اذا كان يريد حريته فقط وليس حرية المجتمع في نهاية المطاف؟، إذا كان هناك حق لكل حزب بعمل صفقة خاصة لمصالح حزبية تحت مبررات الظلم من النظام فأغلب من يعارضون النظم يتعرضون للظلم، فهل كل تنظيم يعمل صفقة خاصة على طريقة الإخوان المسلمين في مصر؟ فأين هي المصلحة العامة؟ وهل صفقة الإخوان المصرية تعطي الحق الآن وبدون مزايدات للحزب العربي الناصري وحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي وحزب الجبهة الديمقراطية في عمل صفقات خاصة حتي يتخلصوا من الظلم كما يبرر لهم البعض!!!  

إن من يعمل لصالح المجتمع ويناضل يتحمل تبعات ذلك العمل هكذا عَلمنا المناضلون الأوائل والنضال من أجل قضية عامة وليست حزبية، ثم كيف لرجل يدعي النضال في مصر ثم يأتي إلى قطر عربي آخر ويمارس سلوكًا آخر ويحرض على الفتنة الطائفية من أجل مصالح مادية!! 
إن حركة الإخوان المسلمين لا معارضة ولا موالاة فهي تتغير وفق مصالحها وتترك من تحالف معها في المعارضة أو الموالاة عند أول الطريق من أجل مصالح حزبية فلا يمكن تصنيفها إلا على أنها حركة انتهازية والتعامل معها على هذا الأساس، فمن يعارض نظام الحكم من الإخوان اليوم في أي قطر عربي قد لا يكون معارضًا غدًا على الرغم من عدم تغير الظروف السياسية والإقتصادية والديمقراطية، فما يتغير هو فقط ظروف الإخوان المسلمين والبحبوحة التي يعيشونها، ومن يوالي الأنظمة العربية من الإخوان المسلمين اليوم قد لا يكون مواليًا غدًا على الرغم من عدم تغيير ظروف القطر العربي!! 

فالإخوان لا ينظرون إلى المبادئ والقيم الديمقراطية والتحالفات القائمة عند صياغة موقفهم انما ينظرون فقط إلى مصلحة الجماعة حتى لو كانت ضد مصلحة المجتمع وتروج لأوضاع خاطئة بل انهم على استعداد لتبرير ما كانوا يرفضونه سابقًا من أجل مصلحتهم لذلك نحن نقول بأنهم حركة انتهازية، فالإخوان المسلمين في اليمن  وبعد الفساد الذي مارسوه داخل الوزارات التي كانوا يسيطرون عليها وبعد قناعة الحزب الحاكم بذلك وفك الإرتباط معهم تحولوا بقدرة قادر إلى معارضة في اللقاء المشترك  (تجمع أحزاب المعارضة اليمنية) وأصبحوا ينتقدون الحكومة اليمنية في وزارات هم كانوا يسيطرون عليها وأفسدوها، فما كان حلال سابقًا أصبح حرامًا بعد خروجهم من الموالاة إلى المعارضة وسوف يتغير الخطاب أيضًا مرة أخرى بعد أن يتحولوا من المعارضة إلى الموالاة بعد بضع سنوات على الرغم من عدم تغير ظروف المجتمع ولكن هذا هو دورهم الإنتهازي، ولا يمكن اعتبار الإخوان جزءًا من معركة الإصلاح السياسي في الوطن العربي وهم يشكلون الإنتهازية السياسية بكل معانيها. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق