بقلم: ريمون يوسف
على الرغم من حبي لكرة القدم إلا إني في الفترة الأخيرة أصبحت أحسدها على اهتمام الرئيس والإعلام بها أكثر من اهتمامه لما يحدث للمواطنين المصريين المسيحيين داخل مصر ولا نراه يتدخل ولا نجد الإعلام يُسلط الضوء عليها، لم أجد الإهتمام من الرئيس وهو يرى النسيج الوطني يتمزق بالإحتقانات والفتن الطائفية في بر مصر من أقاصيها إلى أقصاها (من قتل وسرقة ونهب للممتلكات وعقاب جماعي للمسيحيين في مصر)، ولكني أرى الرئيس يهتم بمشكلة فلسطين وزيادة النفوذ الإيراني في المنطقة ولا يهتم بزيادة الأفكار المتطرفة وتوغل الفكر التكفيري لدى المسلمين تجاه الأقباط، يهتم بوحدة السودان ولا يهتم بوحدة النسيج الوطني.
وهنا أسأله كمواطن أعيش تحت رعيته
متى تهتم سيادة الرئيس بالشأن الداخلي؟ متى تهتم بمشاكل أبنائك الأقباط؟ لن أطالبك بحل مشاكل العائدين للمسيحية أو إقرار قانون بناء دور العبادة أو الحد من الإختفاء القصري للقاصرات والأسلمة الجبرية، ولكني أناشدك أن تتدخل لوقف حالة الإحتقان الطائفي المتزايدة في مصر وأسالك:
هل وصل لسيادتك الأحداث الأخيرة بمحافظة المنوفية؟ هل وصل إلى علم سيادتك أحداث ديروط؟ هل وصل لسيادتك أحداث نجع حمادي؟
هل تعلم فخامة الرئيس أن جهازك الأمني مخترق من قِبل المتطرفين مما يجعله يقوم بتبرئة الجاني ويوافق على قتل الأقباط ويسمح بالمعاقبة الجماعية لأبنائك من الأقباط!
هل تعلم فخامتك أن جهازك الأمني المسئول عن حمايتك وحماية البلد يتواطىء مع المتطرفين للهجوم على الأقباط وأملاكهم ومنازلهم ونساءهم واخفائهم المتعمِد للجناة وإجبار الأقباط على عدم الإلتجاء للقانون والقبول بالصلح العرفي الذي يتضمن عدم معاقبة الجاني، فالجميع يرفع شعار فليسقط القانون ولنرفع شعار التطرف والإرهاب.
فخامة الرئيس متى تهتم بأبنائك الأقباط؟ متى تتحرك وتتخذ خطوة ايجابية لمواجهة التطرف والإحتقان داخل المجتمع، متى تتخذ قرارا بعزل وزير الداخلية ومحاكمة كل القيادات التي اشتركت في الإعتداء على سيادة القانون وإهدار قيم المواطنة؟ متى تأمر بعزل محافظ المنيا لتقصيره في الدفاع عن أبنائك الأقباط في نطاق محافظته؟
سيادة الرئيس الآن أبنائك في قنا يناشدونك التدخل وأنا أطالبك بمعاقبة محافظة قنا وكل المسئولين في الأجهزة الأمنية والمتواطئين في الأحداث، سيادة الرئيس إن نتيجة عدم معاقبة أحد في أحداث ديروط شجع المتطرفون وقاموا بفعلتهم في نجع حمادي بنفس السيناريو، واذا لم تتدخل سيتكرر في أماكن أخرى ولا عزاء للمواطنة.
فخامة الرئيس لا أعلم ماذا سيحدث اذا رد الأقباط على ما يحدث لهم، ولكني أخشى أن تشتعل الأمور فتخرج عن السيطرة، ولذلك أناشدك سيادة الرئيس أن تهتم بالشأن الداخلي. |