بقلم: مينا ملاك عازر
لم تتردد هذه الكلمة المثيرة والتي كانت منسية من ذاكرتي منذ زمن بعيد، أعني الكرامة، فهي لفظة غريبة على مسامعي لا يُعد ذكرها فقط أمرًا مثيرًا وإنما اقترانها بكلمة المواطن. يعني أيه مواطن؟ قالوا لي المواطن هو طبعًا الذي يسكن الوطن وله حقوق ابن البلد وله الجنسية، الجنسية المصرية كمان بقى لها مواطنين والمواطنين دول لهم كرامة، كمان الأكثر عجب أن النظام المصري الذي قتل الكرامة وعزى فيها هو الذي ينادي عليها، ما تفهموش بقى إن كانت عقدة ذنب، وللا بدأت تطلع له في الأحلام تعذبه وللا عفريتها بدأ يعمل للنظام أعمال سُفلية المهم مش السبب الذي يكمن وراء نداء النظام على كرامة المواطن، المهم أكثر إللي حصل من ساعة ما بدأ النظام ينادي عليها، بعض المواطنين صدقوا أن لهم كرامة وبدأوا ينادوا هما كمان.
واحد منهم إتهور وقرر يدخل قسم الشرطة يجدد البطاقة ومن ساعتها جوه ماسكين فيه يقولوا له مأمأ وهو خايف يعملها يدبحوه، مش بس كده ده خايف على عياله إنهم ممكن يحصلوه على أساس إنهم من نفس السلالة، وللا المواطن التاني إللي حاول يقدم تقرير الضرائب بأمانة ومن غير ما يدلع المسؤول ومن ساعتها بلغوا عنه في مستشفى المجانين يتهموه بإنه يأتي أفعال غير مسؤولة وصبيانية وطائشة.
أما الثالث قرر يستصدر بطاقة انتخابية، وهو إللي جابه لنفسه، الموظف سأله حاتطلعها ليه يا عم؟ رد المواطن أصل عايز أنتخب، فالموظف إتنفض مرعوب وقال للمواطن أمال أمواتنا حايعملوا إيه حرام عليك يا راجل ما تقطعشي عيش حد فرد المواطن المصدق موضوع الكرامة خلاص مافيش أموات خلاص بقى فيه كرامة من حقي أصوت ومن ساعتها وهو بيصوت. والأخير قرر يأخذ سيارته ويتنزه وكان الخطأ الكبير حيث صدمه ميكروباس وحاول يأخذ حقه فطلع السواق قريبه أمين شرطة وللآن مش لاقيين العربية ولا المواطن.
وحكاية الكرامة نأحت على إللي بيركبوا القطارات وصدقوا إن القطارات ستحترم مواعيدها وحجزوا، وكانت الطامة الكبرى، أخذوا من أسوان للقاهرة سبعتاشر ساعة طبعًا في منتهى الكرامة إللي في الدنيا المسؤولين لم يفكروا حتى يعتذروا لأن مافيش مواطنين موجودين في القطر! حتى أن أحد الركاب قال إنه لو ركب تكتك لوصل قبل موعد هذا القطار أو على الأقل في نفس توقيت وصوله المهم حمد لله على سلامتهم.
وكله كوم وإللي بدأوا يدرسوا موضوع أن يرشحوا نفسهم في الانتخابات، لأ إستنوا أبل ما خيالكم يسرح انتخابات مجلس الشعب مش حاجة تانية كان أمامهم اختيارين يا يكونوا حزب وطني يا إما أن يخسروا، مش عشان حاجة يا جماعة الموضوع كله إن النظام مش بيحب الاختلاط ومرة ساب ناس ينجحوا افتكروا نفسهم معارضة وعملوا كتلة.
وآخر القول أوعى تجيب سيرة الكرامة، دي من المحظورات لا دي كلمات ما يقولهاش غير ناس معينة مسموح لهم بس بنطقها، ولذا أنصحك لا تقولها ولا تسمعها أحسن لك بدل ما تصدق وتبقى مصيبة. |