CET 00:00:00 - 01/12/2009

مساحة رأي

بقلم : سالى الباز
الجميلة الصامتة أم الحاضرة الغائبة كان لي شرف المشاركة في إطلاق موقع شركاء شبكة المعرفة الدولية للنساء الناشطات في السياسة باللغة العربية في عمان بالأردن ، تلك الشبكة التي تعمل علي دعم دور وسائل الإعلام و التكنولوجيا في زيادة عدد النساء في السياسة و فعاليتهن من خلال مشاركة النساء بعضهن البعض لتجاربهن و نضالهن السياسي ...
. و من خلال هذا المؤتمر تمكنت من مقابلة العديد من النساء من مختلف بلدان العالم النامي و المتقدم و استطعنا أن نستخلص من هذا المؤتمر و من مشاركات النساء أن لازالت المشاركة السياسية للنساء في مختلف بلدان العالم ضئيلة جدا حتي في البلدان التي أتيح فيها المناخ الديمقراطي و ساهمت العادات الاجتماعية في دعم عمل المرأة السياسي في تلك البلدان.
و قد صنفت النساء التي تعمل في مجال دعم حقوق المرأة إلي ثلاث
فالبعض منهن يعمل جاهدا بقناعة علي تفعيل مبادرة و دور المرأة السياسي و البعض للأسف أستغرق في فكرة المواجهة العدائية مع الرجل و أخريات اللاتي أضعفتهم المجتمعات الذكورية فيتقدمون للمشاركة ليس إلا لمزاحمة الرجل . و في مجتمعاتنا العربية لازالت مشاركة المرأة في الحياة السياسية بصفة عامة رهن بظروف المجتمع الذي تعيش فيه و تتوقف درجة هذه المشاركة علي مقدار ما يتمتع به المجتمع من ديمقراطية و حرية ... و لذلك لا يمكن مناقشة الدور السياسي للمرأة بمعزل عن الظروف السياسية و الأجتماعية بل و أيضا الثقافية التي يمر بها المجتمع.
فلازالت المرأة هي الجميلة الصامتة أو التي يجب أن تصمت إذا تكلمت و لازال الكثير من الرجال يخشون نجاحها و اثبات قدراتها مما يبرز مدي الخلل في مفاهيمنا الأجتماعية بل و أيضا الثقافية ؛ فلو علم كلا من الرجل و المرأة بدوره الأساسي و أنهما من خلال تعاونهما في كافة المجالات بنيان متكامل علي أساس صلب حيث إذا تخلي كلا منهما عن الآخر سينهار هذا البنيان و لن يصبح له وجود
. و أود أن أثير هذا السؤال في محيط الرجال هل موت العمل السياسي للمرأة لصالح المجتمع أم لصالح الرجل ؟! و إذا تحدثت عن المرأة المصرية علي وجه الخصوص فسنجد أن نضالها من أجل حقوقها السياسية له جذور فقد شاركت منذ عام 1881 م في الجهود الشعبية التي بذلت لمكافحة الاستعمار ابان الثورة العرابية بصورة مستترة فقد كانت النساء يقمن بدور هام فى الاتصالات و توصيل الرسائل بين الثوار دون أن يفطن المحتلون لهذا النشاط حيث كن بعيدات عن الشبهات .
و كانت باحثة البادية \" ملك حفني ناصف \" خير مثال للمرأة التي دأبت للحصول علي حقوقها كما كان لها بصمة في مجال تقدم المرأة و النهوض بمستواها العلمي و الثقافي و السياسي من خلال كتاباتها و بحوثها. كما كانت أم المصريين \" صفية زغلول \" رائدة الحركة السياسية للمرأة ... عندما نفي زوجها الزعيم سعد زغلول تبنت السيدة صفية الحركة السياسية المصرية في غياب زوجها و حفظت للشعب ثورته ضد المستعمر فأصبحت رمزا لها و منحها الشعب لقب \" أم المصريين \" و فتحت بيتها لرموز الشعب فوصف بيتها ب \" بيت الامة \" .
هناك العديد من النماذج و قصص كفاح لمناضلات من امثال هدى شعراوي ومنيرة ثابت ونبوية موسي كما هناك بعض الرجال من العقول المستنيرة من امثال قاسم أمين ، سلامة موسي ، طه حسين ، زكى عبد القادر الذين قاموا بدعم المرأة المصرية في سعيها للحصول علي مطالبها المشروعة .
و الحقيقة أن الاعتراف بالحقوق السياسية للمرأة اليوم ليس منحة بل نتاج كفاح مرير و اصرار منها علي مدى أكثر من قرن من الزمان. كما يجب ألا نغفل أن الإسلام أعطي للمراة حقوقها السياسية و الاجتماعية و أفرض لها ذمة مالية منفردة و جعلها شريكا للرجل وساوي بينهما في كثير من التكاليف الدينية و ذلك منذ أكثر من ألف و أربعمائة عام في وقت كانت المرأة فيه مهملة و منبوذة في باقي المجتمعات.
فأرتقي الاسلام بالبشرية من النظرة الدونية للمرأة و أسقط التمييز ضدها لأنها من نفس الرجل. و كان للمرأة الحق في الانتخاب و حقها في الترشيح .. فقد قرر القرآن الكريم حق المرأة في مبايعة الرسول صلي الله عليه و سلم بمثل حق الرجل في هذه المبايعة سواء بسواء.
و لقد رأينا دور أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي كانت وزير صدق للرسول عليه الصلاة و السلام و كانت السيدة الأولي في الدعوة ايمانا و دعما و مناصرة و كانت الوزيرة الأولي في الاسلام ووزيرة رسول الله صلي الله عليه و سلم نفسه ...
كما أفسح رسول الله لها المجال لذلك ... و دور أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها التي أستشارها صلي الله عليه و سلم وقت الأزمة في الحديبية فكانت وزارتها نعم الوزارة و كانت مشورتها عين الحكمة.
فالتعاون و التكامل هو أساس العلاقة بين الرجل و المرأة في الاسلام و يرجع هذا الي حاجة كل منهما للآخر و قد أبرز القرآن الكريم حاجة الرجل الي المرأة أكثر من حاجة المرأة الي الرجل .
و بعد اقرار الكوتة المصرية و تخصيص 64 مقعدا للمرأة في البرلمان مما يعد بالفعل تمييز ايجابي للمراة لكي تثبت نفسها و جدارتها في هذا الأختبار ليؤمن بها الرجل و بأهمية دورها و مشاركتها السياسية ... و أود هنا ان أدعم المرأة الجديرة بهذا المكان فدعم المرأة ليس للمرأة و لكن بالكفاءة و العمل ... فالعبرة لمن يثبت جدارته و ليس لنوعه و جنسه.
و قد أطلق حزب الاصلاح و التنمية الذي أؤمن به و بدعمه للمرأة برنامج اعداد القيادات النسائية بهدف زيادة المشاركة السياسية للمرأة و التحضير للانتخابات البرلمانية 2010 و ذلك لخلق كوادر نسائية جديرة بالفعل في المشاركة في العمل السياسي. فمرحبا بالمرأة التي حررت لسانها من الصمت و الحاضرة التي لم تعد أبدا غائبة
. sallyelbaz@yahoo.com
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

الكاتب

سالي ماجد الباز

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

الجميلة الصامتة ام الحاضرة الغائبة

جديد الموقع