CET 00:00:00 - 01/12/2009

حوارات وتحقيقات

نحن معجزة الله
الخوف هو الإعاقة الحقيقية
حوار: مادلين نادر – خاص الأقباط متحدون

"إننا جميعًا معجزة الله وخلقه، وبالحب نستطيع أن نصنع المستحيل" بهذه الكلمات تحدث إلينا "نيك نيكولاس" الذى حول حياته من حياة بدون أطراف إلى حياة متراميه الأطراف. "نيك نيكولاس" 26 سنة استرالي الجنسية، ويعيش حاليًا في أمريكا وُلد بدون أطراف، ولكن تحدى إعاقته وأصر على أن يتعلم بالمدرسة ثم التحق بدراسة إدارة الإعلام، وحصل علي الدكتوراه فيها.. أصبح رئيسًا لواحدة من أكبر المؤسسات الأهلية في أمريكا التي ترعى الإعاقة وهي "attitudeisaltitude".
نيكولاس مع المحررةقام نيكولاس الأسبوع الماضي بزيارة لمصر للمرة الثانية بعد زيارته في أكتوبر من العام الماضى، حيث أنه يجوب مختلف أنحاء العالم منذ عدة سنوات لتغيير نظرة المجتمعات للمعاقين وتفعيل دورهم في المجتمع، حيث قام بزيارة 19 دولة زار فيها مؤسسات رعاية المعاقين، يساعد الأشخاص من ذوي الإعاقات من خلال توفير المناخ الصحي والطبي للمعاقين وإمدادهم بالأجهزة التعويضية.
تقابلنا معه وكان لنا معه هذا الحوار...

* ماذا تقول لأي شخص لديه أي نوع من الإعاقات حتى يتخطى إعاقته؟
- أقول له أن البداية تكون دائمًا بخطوات صغيرة للنجاح وتخطي الإعاقة، ولكن علينا المبادرة بأخذ الخطوة الأولى تجاه ممارسة حياتنا بشكل طبيعي. بالإضافة إلى أن هناك أهمية شديدة للالتحاق بالمدارس والتعليم كبداية للاندماج في الحياة داخل المجتمع.

* ما أكثر التحديات التي تواجه المعاقين في العالم؟
- أكبر تحدي هو عدم تقبل الطفل المعاق منذ ولادته. وهذا الأمر قد يحدث في أمريكا أو أستراليا، ليس في بلاد العالم النامي فقط، فالتحدي الأساسي أمام المعاقين الذي نحتاج لتغييره هو تغيير فكر الناس تجاه الأشخاص المعاقين، وأن يعرفوا أنهم أشخاص لهم قيمة في الحياة، وأن يعطوهم الفرصة في خدمة المجتمع كل حسب قدراته لأن لهم دور في المجتمع.

* ما أكثر الاشياء التي لفتت انتباهكم في مصر؟
- لقد لفت انتباهي في مصر بشكل كبير مشاعر الحب والترحيب، فالمصريين يتسمون بتدفق المشاعر الدافئة. فالحب بين الناس يستطيع أن يغير أشياء كثيرة في واقعنا، فالمال ليس هو كل شيء وليس هو الذي سيغير المجتمع. وحتى الكراسي المتحركة التي يمكننا العمل على تقديمها للناس هنا في مصر لم تغير شيء لكن الذي يمكنه فعل ذلك هو تغيير قلوب الناس بأن نشعرهم بأنه دائمًا يوجد أمل في غد أفضل للمعاقين.

نيكولاس خلال زيارته لاحدى مؤسسات رعاية المعاقين* ماذا عن وضع المعاقين فى مصر؟
- في مصر حدثت أشياء كثيرة في السنوات الأخيرة وبدأ الاهتمام بالأشخاص من ذوي الإعاقات، وهذا الأمر ينبئ بمستقبل أفضل، بالإضافة إلى وجود بعض المؤسسات التي تهتم بالمعاقين وبتقديم الخدمات لهم، مثل جمعية الملاك الأبيض لذوي الإعاقات التي نحن بها الآن.

* ترى أن مصر بدأت في اتخاذ خطوات إيجابية في مجال الإعاقة.. لماذا؟
- لقد بدأ الإعلام المصري يهتم بالأشخاص المعاقين، فهناك بعض البرامج تقدم تجارب ناجحة ومتميزة لكيفية تخطيهم إعاقتهم، وبالفعل هذا الأمر يشجع الآخرين في العمل بشكل إيجابي ويحدث تغييرًا في المجتمع. وهذا التغيير حتمًا سيستغرق وقتًا طويلاً لكن نحن ننظر إلى المدى البعيد. فقط هذا الأمر يحتاج لإصرار منا ونحن مصرين بالفعل على أن يكون لنا دور في المجتمع.
هناك أمثلة كثيرة لتأثير مثل هذه البرامج في تغيير فكر المجتمع تجاه الأشخاص المعاقين، ففي العام الماضي بعد استضافتي في برنامج العاشرة مساء شاهدني أحد الأطفال المصريين يعاني من نفس حالتي وقمت العام الماضى بزيارته وكان هذا الأمر له تاثير كبير عليه حتى أنه التحق بالمدرسة وبدأ يمارس حياته بشكل طبيعي. وهناك أكثر من شخص تغيروا بمثل هذه الطريقة. كما أنه في الأعوام الأخيرة بدأ العمل لدمج الاشخاص المعاقين داخل المدارس العادية وهذا توجه جيد أيضًا.

* ماذا كان رد فعل والديك عندما وُلدت؟
- أصيبت أمي في بادئ الأمر بصدمة لمدة 4 أشهر لتقبل الموضوع، خاصة أن الأطباء قالوا لها أنه من المستحيل أن أتحرك بمثل هذه الإعاقة، لكن والدي الذي كان يعمل قسيسًا بالكنيسة كان مؤمنًا بالله، يعلم أن الله لديه حكمة في ذلك، وشجع والدتي على تخطي هذه المحنة، وأعظم شيء فعلاه أنهما كانا يعاملانني مثل أخي وأختي، ولم يفرقا في المعاملة بيننا على الإطلاق.

* على المستوى الشخصي.. ما هي أكثر الإحباطات التي تعرضت لها وكيف تخطيتها؟
نيكولاس مع المحررة- حينما كان عمري 8 سنوات شعرت فى فترة بأني وحيد لذلك حاولت الانتحار، كنت أبحث عن شخص واحد لديه مثل إعاقتي ليشعر بألمي ويخفف عني، ولكن أبي وأمي كانا معجزة حياتي، قالا لي إن الحياة اختياران «إما المحاولة أو اليأس والفشل»، ومنذ ذلك الحين وأنا مصر على أن أكون مستمتع بإعاقتي، وأستطيع أن أفعل كل ما يقوم به الأصحاء، فتعلمت السباحة وركوب الخيل والكتابة علي الكمبيوتر.

* ما هي أكثر اهتمامتك في الوقت الحالي؟
- أهتم بشكل خاص بتحضير الكلمات التي أقدمها في محاضرات لتشجيع الأشخاص المعاقين على الاستمرار في العمل، أتحدث إليهم عن إرادة الله في حياتنا فهو الذي يعرف الوقت الصحيح لأي شيء في حياتنا حتى لو اعتبرناه تعطيل للنجاح في فترة من حياتنا لكن الله له خطة لحياة كل شخص منا.

* ما هو سر النجاح من وجهة نظرك؟
- سر النجاح والسعادة في الحياة هو أنك لا تضع في قلبك أن السعادة موجودة في أشياء مؤقتة سواء في عملك أو في أصدقائك أو في شرائك لبيت كبير.. فالسعادة التي قد تأتي من اقتناء الأشياء والأحداث من حولك مدتها قصيرة جدًا، فما هو معنى أن تصبح غنيًا جدًا أو أن تتزوج فتاة رجل يكبرها كثيرًا لمجرد أنه غني.. كل هذه الأشياء لا تعطي إحساس حقيقى بالسعادة، ولو كنت غير سعيد فلا يوجد لديك إيمان حقيقي بوجود الله في حياتك. فالله يمكنه أن يعطينا كل شيء بغنى للتمتع ويعطينا الحكمة. أما الأشياء أو الأحداث الأخرى فإذا كانت إرادة الله أن تتحقق ستحدث حتمًا ولكن إن لم تكن هذه هي إرادته فلن تحدث أبدًا.
وبالنسبة لي وجدت سعادتي في التيقن من أن الله له خطة لكل شخص هو خلقه، فالله هو الذى يعطيني القوة، فلكل شخص أمل وقوة واحتمالات جيدة للمستقبل. ومهما كانت الأيام مليئة بالصعوبات والأزمات الإقتصادية فالله دائمًا موجود وأنا اثق في مواعيده.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٤ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق