CET 00:00:00 - 03/03/2009

مساحة رأي

يبدو أنه من المؤكد أن الرئيس المصري حسني مبارك سيقدم إلى العاصمة الأمريكية خلال هذا الربيع "للتعارف" على الرئيس الأمريكى الجديد طلباً للمزيد من إلتزام الولايات المتحدة بمساندة حكمه وربما أيضاً إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بمزايا انتقال حكم مصر إلى ابنه جمال، فمن المحتمل أن يتحتم شغل منصب الرئاسة المصرية بشخص جديد خلال الأربع سنوات القادمة التي ستتخللها فترة رئاسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، هذا إلى جانب التفاوض على المعونة الأمريكية السنوية التي تحصل عليها مصر منذ إبرام معاهدة كامب ديفيد.

يأتى الرئيس مبارك إلى واشنطن في ظلال أزمة غزة وقد أظهر خلالها وإلى الآن أهمية دور مصر الإقليمي بالرغم من الفقر والمعاناة التي تعاني منها البلاد، وبالرغم مما بدى على السطح من أن أزمة غزة هددت نظام حسني مبارك بالسقوط إلا أن العبد لله يعتقد أنها جتله من السما، فمهما شاكس وتآمر وحرّض المطززون والأعراب والنكرات والكلامنجية وأبطال السراديب تحت الأرضية داخل مصر وخارجها لإسقاط نظام الحكم فيها فهم في المعادلة الأخيرة لا يتعدون الصفر، فنظام حسني مبارك سيبقى طالما أرادت الولايات المتحدة ذلك, و لا شك أنه يعلم ذلك وإن كانت ذاكرة تخلّي الأمريكيين عن شاه إيران لا ريب تصيبه ببعض الشك والقلق، ولكن... وتحت معطيات الظروف الحالية, فإن الولايات المتحدة ستساند مبارك حفاظاً على شبه الإستقرار في المنطقة وطبعاً ريسنا العُقر فاهم ده كويس ولكنه بطبيعته الحذرة جداً سيجيء إلى أوباما مؤكداً ولائه ونفعه للسياسة الأمريكية في المنطقة ومتلمساً رضى البيت الأبيض حتى يبقى على كرسي الحكم في مصر بلا منازع.

ومن جهة أخرى لنا يقول الواقع أننا -ومعنا العالم بأسره- لم نختبر بعد مدى تمسك أوباما بالإلتزام بما وعد أثناء حملته الإنتخابية من رعاية الديموقراطية وحقوق الإنسان وأحوال الأقليات في البلاد المنكوبة بمثل أحوال مصر، ستكون هناك وليمة في البيت الأبيض على "سفرة" أنيقة يهبر فيها كل طرف ما لذ لفمه وطاب لعينيه, فهل سيكون للأقباط من يمثلهم على هذه المائدة؟ وهل سينخدع أوباما بكلام حسنى المعسول ولا يجد من يقدم له الحقائق التي تفند أكاذيب حكومة مصر؟ (راجع على سبيل المثال مقال الصديق المهندس عادل جندي الأخير في جريدة إيلاف الإلكترونية بتاريخ الأول من مارس عن القانون الأكثر احتراماً في مصر وكيف أن حكومة مصر لا تتورع عن تزوير أعداد الكنائس والأديرة في البلاد)، هذا بغض النظر عن تقارير الإدارة الأمريكية ذاتها, حتى الأخيرة منها التي نُشرت منذ أيام قليلة, التي تشير إلى تدهور أحوال الأقليات الدينية بما لا يدعو مجالاً للشك وبصورة لا تحتمل في عالمنا المعاصر, وإن كانت حكومة مصر الرشيدة طبعاً كذّبت ما أكّدته حكومة أوباما المفترية وطبعاً الكل سينسى إنهيار كنيسة محافظة سوهاج على أدمغة الأقباط الكفرة وموت ثمانية منهم لأنهم تجرأوا وقاموا بعمل بجرح شعور المسلمين المرهف بالصلاة لغير إله الإسلام.

مقدمة طويلة ولكنها جاءت بعفوية من ضمير متيقظ ومتألم يرفض الظلم حتى أن وقع على أعدائه وعقل مُرهق فى البحث عن ومضة أمل في مستقبل أفضل وقلب حزين على شهداء تزداد أعدادهم بإضطراد تحت حكم حسني مبارك الذي لا يبدو منه تجاه هذه المأساة سوى الطناش، أما الأمر الذي أريد أن أصل إليه فهو من سيعرض ما يعانيه الأقباط على مائدة البيت الأبيض التي سيجلس حولها على الأقل بعض اللئام؟

لذلك أتّجه إلى النشطين من أقباط المهجر بنداء ورجاء أن يتوجهوا جميعاً بمذكرة تعرض ببعض التفصيل حقيقة ما يعانيه ذوينا في مصر من تعسف وعدوان وإضطهاد تحت سمع ونظر السلطة المصرية بل وبمؤازرتها، تناسوا خلافاتكم المدمرة واتفقوا على بيان موحد يوضع على مكتب الرئيس أوباما ليعرف حقيقة الأمور أن أخفت عنه مخابراته في مصر ما يحدث أو تجاهلته وحبذا لو قدم الدكتور سعد الدين إبراهيم هذه الوثيقة بنفسه إلى البيت الأبيض كمصري مخلص قلق على أحوال بلاده وما يعانيه أبنائها، فالدكتور سعد معروف لدى الإدارة الأمريكية التي لا شك أنها ستأخذ مبادرته هذه بالكثير من الجدية والإعتبار وقد كانت أحواله كشخص مع السلطة المصرية موضع نقاش وخلاف بين الرئيس الأمريكي السابق ونظيره المصري وله من المكانة والوزن العالمي الكثير فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وفي تبنى الدكتور سعد -وهو مسلم ملتزم لهذه الوثيقة- ما ينفي الإتهامات الرخيصة بأن مطالب الأقباط "طائفية" وأنهم بيتدلعوا وعايزين أكتر من حقوقهم إلى آخر هذا الهراء السافل.

يا أقباط المهجر في الولايات المتحدة وخارجها, انسخوا وثيقة موحدة تصف أحوال ذويكم في بلادهم بلا مبالغة وبلا وجل وأرسلوها للدكتور سعد الدين إبراهيم ليحملها إلى الرئيس أوباما حاثاً إياه ألا يتناسى ما كانت عليه أحوال الأقلية السوداء في الولايات المتحدة منذ أربعة عقود وما أصبحت عليه الآن.

أما الأقباط في مصر فلا أمل لي أن ينتفضوا مدافعين عن ذواتهم وأعراضهم وممتلكاتهم فهم مردومون تحت أنقاض كنائسهم التي هرعوا إليها طالبين الرحمة من إله السماء.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت عدد التعليقات: ١٩ تعليق

الكاتب

د. صبري فوزي جوهرة

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

هل يقبل الدكتور سعد هذه المهمة؟

جديد الموقع