بقلم: شمعى أسعد ولا شك أن من عاصر القصة كان يعرف ويدرك أسباب كل فريق أو كل قبيلة، وبالطبع كانت كل قبيلة ترى أسباباً وجيهة تدعو للقتال والثأر من الآخر، ولا شك أن جلسات المصاطب وقتها نجحت فى أن تلهب مشاعر كل فريق من خلال الحديث الملح عن الكرامة المهدورة ووجوب الانتقام ورد الاعتبار، وكان من الحماقة أن يحاول أحد التهدئة بحجة أن أصل الحكاية ناقة، بل أشك أن هناك من تذكر الناقة بعدما دارت رحى الحرب بقسوة بين القبيلتين اللتين هما أصلا أبناء عمومة، ولكن يبدو أن التاريخ هو من امتلك شجاعة ارتكاب تلك الحماقة، فظل يذكرهم بسخرية شديدة المرارة مسجلاً إياهم كأصحاب حرب اشتعلت لمدة أربعة عقود بسبب ناقة. وبعد ذلك بما يقرب من ألف وسبعمائة عام، حيث تتغير أشياء كثيرة ولا تتغير العقلية القبلية، ولأننا عصريون فى النهاية فيجب أن نعدل قليلاً فى شكل الأحداث بما يلاءم العصر الحديث بدون أن يختل المضمون والجوهر، حيث يمكن استبدال الناقة بمباراة كرة قدم، كما يجب أن تأخذ القبيلة شكلاً أكبر يسمى الآن دولة، وتتوالى الأحداث حيث سيرى كل فريق أو كل قبيلة أو كل دولة أن هناك أسباباً وجيهة للقتال والثأر، وستأخذ جلسات المصاطب شكلاً عصرياً أيضاً حيث ستذاع على الهواء من خلال برنامج "القبيلة اليوم" وستنجح فى أن تلهب مشاعر الجماهير الغفيرة من خلال نفس الحديث المستمر عن الكرامة والعزة وحتمية رد الاعتبار، ولن يستطيع أحد التهدئة بحجة أن أصل الحكاية ناقة . . عفواً ناقة . . عفواً مرة أخرى نسيت أننا استبدلنا الناقة بمباراة كرة قدم، وهذا للأسف ما سيردده التاريخ عنا. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |