بقلم: صفوت سمعان
استفتاء "حظر المآذن" بسويسرا يثير الجدل بين كافة رجال الدين والسياسة فى جميع الدول الإسلامية والعربية – والآتى عبارة عن مقتطفات من ردود الأفعال :-
1- الدكتور على جمعة "لقد سمعنا بأسى بالغ عن هذه المبادرة التي لا تعتبر هجوما على حرية الاعتقاد فحسب، بل أيضا محاولة لإهانة مشاعر المجتمع الإسلامي داخل سويسرا وخارجها - كما أعرب فضيلته عن قلقه البالغ بشأن هذا السابقة الخطيرة التى يمكن أن تعمق من مشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين لأنه لن يشمل إلا أماكن عبادتهم، فى حين أن المباني التابعة لجميع الديانات الأخرى لم تتعرض لأى تقييد.
2- الأزهر من جانبه أعلن على لسان الشيخ على عبد الباقى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أنه سيصدر بيانا يعلن فيه رفضه لما أسماه "إهانة مشاعر المسلمين فى سويسرا" كما أن الأزهر سيقوم بمخاطبة القيادات السويسرية لعدم الاستسلام للمحاولات اليمينية المتشددة لعدم بناء المآذن وأوضح عبد الباقى أن هذا الأمر يهدد جهود الحوار بين الأديان والتى يتبناها الأزهر بغرض فتح قنوات التفاهم مع الآخر وقطع الطريق على أى فكر ينتج إرهابا لا نرتضيه. 3- اعتبرت الدكتورة سعاد صالح مبادرة حظر بناء المآذن فى سويسرا بأنها صورة من صور محاربة الإسلام والتعامل مع الإسلام كدين عنصرى ويحتوى على تمييز ومحاولة استفزاز للمسلمين وهذا استغلال لحالة الضعف التى نمر بها مستشهدة بحالة التمزق التى طالت علاقة مصر والجزائر بعد المباراة الأخيرة بينهما.
وأضافت سعاد صالح "لا ينبغى أن نعمل مشاكل بسبب المآذن لأنها جاءت بعد الرسول وليست فرضا ولكن ينبغى أن نوجه لهم رسالة لاحترام شعائر الآخر وتنبيههم إلى أن خطوة مثل هذه تهدد مساعى الحوار بين الطرفين إلغاء المآذن يؤذى مشاعر المسلمين".
3- اعتبر الشيخ فرحات المنجى مستشار شيخ الأزهر أن المسلمين يعيشون أقلية فى هذه البلدان ويجب عليهم الالتزام بقوانينها، ثم إن المآذن ليست من الشروط الواجبة فى المساجد، فهى فى الأصل لاعتلاء المؤذن حتى يصل صوته لأبعد ما يمكن، فلا داعى أن نحولها إلى معركة يكون الجميع فيها خاسرا.
المنجى أضاف أن مشكلة المآذن فى أوروبا وفى سويسرا بالذات من الأمور التى يجب أن تؤخذ بسلاسة، فهناك دول كثيرة تمنع بناء المآذن بها دون أن يكون هناك مشكلة، ومن يصر عليها فإنه يتحايل بعمل قباب مشابهة للمآذن، وأردف المنجى أنه على المسلمين فى هذه البلدان أن يجتهدوا لكى يكونوا مثالا جيدا للإسلام ويتفاعلوا مع المجتمعات هناك حتى يصبحوا مؤثرين فلا يتعرضون لظلم، ولا ينشغلوا بمعارك هامة ظاهريا إلا أنها فى النهاية لا تنتقص من قدر الإسلام.
4- حذّر آية الله سماحة السيّد محمد حسين فضل الله، من الحملة الدعائيّة التي استهدفت إثارة الرّأي العام السويسريّ، بهدف تقديم صورة مشوّهة ومخيفة عن الإسلام والمسلمين، داعياً الغربيّين إلى القيام بدراساتٍ اجتماعيّةٍ ميدانيّةٍ للتعرّف أكثر إلى المسلمين، مشيراً إلى أنّ التّحريض المتواصل الهادف إلى إيجاد حالةٍ من العنصريّة في الغرب ضدّ المسلمين، من شأنه أن يعود بالضّرر على غير المسلمين... محذّراً من وجود عملٍ منتظم منذ أحداث 11 أيلول/ سبتمبر لإيجاد هوّة مصطنعة بين المسلمين ومواطنيهم في البلدان الغربيّة وحذّر سماحته المسلمين من أن يندفعوا باتّجاه العنف تحت وطأة ذلك،
والى هنا انتهى الكلام ويبقى السؤال ما الذى قدمه المتحدثين أعلاه من تسامح داخل دولهم تجاه مواطنيهم من الأقباط والمسيحيين أصحاب بلد أصليين لا مهاجرين- مع العلم ان الحظر تم على المآذن لا على بناء جوامع فباستطاعتهم بنائها فى اى وقت وعدد - طالما استوفوا الشروط التى تخضع لها جميع المبانى السويسرية واى دور عبادة سواء سماوية أو غيرها - فحرية العقيدة حق مكفول للجميع ومحظور المساس به .
ففى مصر بناء كنيسة هو مهمة شبه مستحيلة طبقا للخط الهمايونى الأثرى وطبقا للشروط العشرة للعزبى باشا وزير الداخلية سنة 1936
وفى مصر مجرد الصلاة فى بيت يتجمع فيه المسيحيين للصلاة هو عمل إجرامى يستحق قيام المتطرفين بتكسيره وحرقه دون الرجوع للجهات المسئولة – على طريقه الحق مسيحى بيصلى
وفى مصر مجرد رفع الصليب على منارة كنيسة مرخصة – هو أهانة للإسلاميين المتطرفين وكم من أحداث تم تكسير وحرق الكنيسة والصليب – تحت شعار بلد القرآن لا يرفع فيها الصلبان .
وفى مصر كم مدينة وقرية ومنزل ومتجر وصيدلية كسرت ونهبت وحرقت وكم مواطن مصرى قبطى قتل وسحل وذبح ولم نرى آية إدانة أو تصريح على سبيل درء ماء الوجه أو الاستحياء من مؤسسات الدولة أو من الأزهر
ففى مصر طالب المفتى السويسريين بتطبيق المادة 15 من الدستور السويسري على أن "حرية الاعتقاد والفلسفة مكفولة، فكل واحد له الحرية فى اعتناق الأديان والعقائد وأن يمارسها سواء كان وحيدا أو داخل جماعة، وللجميع الحق فى الانضمام لأى جماعة دينية وأن يتبع التعاليم الدينية، ولا يجوز إكراه أحد على الانضمام لجماعة دينية أو ممارسة شعيرة دينية أو أتباع تعاليم دينية بعينها" وهذا الحق الدستوري لم يتغير وعلى الجميع أن يتذكر ذلك.- بينما لم نره فى مصر يعترض ترك المواد الدستورية 40 و 46 التى تمنع التمييز وحرية العقيدة وممارسة الشعائر إلى استخدام المادة الثانية التى تنفى الآخر وتعتبره ذميا ولا يجوز له الشهادة فى المحاكم وتتدخل فى قانون الأحوال الشخصية له - وتسمح بحرية العقيدة فى اتجاه واحد- ولا ننسى إصدار المحكمة حكم الدين الأفضل لذهاب القصر إليه
حتى الشيعة والبهائيون يرفض بناء اى دور عبادة لهم والبهائيين يرفض استخراج أية أوراق ثبوتية لهم ويشار عليهم بشرطة .
رسالة إلى كل الأخوة المسلمين المعتدلين لا المتعصبين لماذا لم يصدر قانون العبادة الموحد حتى الآن بالرغم من إننا نعيش مع بعض منذ الآف السنين بينما فى سويسرا يعيش المسلمين من عشرات السنين ويوجد قانون واحد للمبانى ودور العبادة أية كانت !!!
ان إشكالية رفض المآذن تعود إليكم فلو كنتم قدمتم ببلادكم نموذج التسامح والتعايش الفعلى لما وصلنا إلى هذا الحال من كره الآخر وللأسف انتقلت هذه الثقافة للغرب من فوبيا تجاه الإسلام وذلك لكثرة العمليات الإرهابية والتى يستتبعها ذكر الإسلامية- انظروا ما يحدث فى العراق –وما يحدث فى غزة وفلسطين على يد حماس- وما يحدث فى مصر من الإسكندرية والعياط والمنيا ديروط والكشح و فرشوط وابوشوشة والعديسات واسنا الخ ....
انظروا إلى مباراة الجزائر ومصر وماذا فعلنا مع بعضنا برغم لا يوجد اى خلاف بين الدولتين هل قدمنا نموذج الروح الرياضية والتسامح للعالم !!!
هل سمعتم عن مواطن مصرى أهين أو جلد أو قتل أو سحل فى سويسرا أو أى دولة غربية – بينما يتم مع المصرى فى كل الدول العربية والخليجية ابتدأ من النعوش الطائرة أيام صدام حسين حتى جلد واعتقال الأطباء المصريين بالسعودية حتى اليوم !!!
هل تسمح السعودية بحرية الأديان وببناء الكنائس طبعا لا ومحظور حمل الصلبان والكتب المقدسة وتلقى فى صندوق الزبالة فى المطارات والموانئ – بينما فى الفاتيكان يسمح ببناء الجوامع وممارسة الشعائر الدينية الإسلامية حتى فى الكنائس طبقا لما حدث أخيرا
أرجوكم قدموا نموذج للتسامح والمعايشة على ارض الواقع فعليا لا كلام – ولا تهددوا بان ذلك سيعود بالضرر على غير المسلمين وكأن أقباط مصر رهن عندكم قبال مسيحى العالم من أفعال سلبا وأجابا
ما كتبته هو لجميع المصريين من مسلمين وأقباط المتعقلين وأما حظر أو لا حظر المآذن فهذا شأن سويسرا – ولا ننسى سماح أمير الكويت ببناء كنيسة بدون منارات أو صلبان كم كان هو شعور جميل يتطلب الشكر ولم يعترض ولم يجأر أحد بالشكوى. |