بقلم: هيام فاروق
قرأت فى جريدة الأهرام بتاريخ 29/11 خبر عن قرار النواب السويسريين بعدم بناء مآذن للمساجد فى سويسرا مع العلم أن هذا القرار ليس دينى و لا يمت للدين بصلة .. سويسرا بلد متحضرة و راقية و لا تفكر بشكل تعصبى منغلق بحت .. و لم أسمع مثلا أن البوليس السويسرى قبض على أحد المصلين أو مجموعة منهم أثناء تأدية شعائر فرائضهم .. و لا حتى منعت من يصلى من الصلاة داخل بيته و لا حتى خارجه .. بل أنها ترحب بجميع الأجناس و الأعراق و المعتقدات .. سويسرا أو أى بلد أوروبى تعرف جيدا كيف تتعامل مع الآخر .. و لكن أى آخر ؟؟
الآخر الذى يحترم سياستها و قوانينها و ليس الآخر الذى يُملى عليها شريعته و فرائضه و فتاويه
ليس الآخر الذى يريد أن يأتى بها إلى مستنقعات الوحل و الجهل و الغوغائية و التخلف و الهمجية
تعجبت أشد العجب عندما شاهدت قناة الجزيرة و هى تحرض العالم الإسلامى و تتكلم عن مدى ازلال المسلمين و إنتهاك مشاعرهم فى سويسرا ، و تناشد المسلمين بهذا !!!!!!!!! ياللبجـــاحة
أين مشاعر الأقباط فى أحداث الكشح و الزيتون و الإسكندرية و الزاوية الحمرا
أين جروح و كسور رهبان دير أبو فانا
أين أحداث فرشوط و أبو تشت و جرحاهم و قتلاهم و محلاتهم و متاجرهم و صيدلياتهم و سياراتهم
اتظنون كل هذا مزاح خفيف ؟؟؟؟؟؟؟؟ ياله من مزاح سخيف
يتكلمون عن منعهم لمئذنة و ليس عن بناء جامع مثلا و نحن نقوم بالإستعطاف و الإستلطاف من أجل تغيير جلدة حنفية فى دورة مياة لأحدى الكنائس
يتكلمون عن مئذنة و يقبضون هنا على من يصلى فى بيته
يتكلمون عن مئذنة و يتركون قرار بناء دور العبادة الموحد تائه فى أدراجهم و مكاتبهم
يتكلمون عن مئذنة و يشتكون أجراس الكنائس لمدة دقيقة أو إثنتين يوم الأحد و فى مناطق قليلة جدا من أحياء العاصمة
سبحان الله ... صدق المثل : تيجى تعايب العايبة تبليك و اللى فيها تجيبه فيك |