CET 00:00:00 - 03/12/2009

مساحة رأي

بقلم: عساسي عبد الحميد
في استفتاء شعبي حر ديمقراطي ونزيه أغضب جحافل المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها ووصفته أكثر من جهة عالمة حاملة لكتاب الله بالمؤامرة الدنيئة التي تستهدف الأمة، في هذا الاستحقاق عبرت 57 في المائة من الكتلة الناخبة بسويسرا عن تأييدها لقرار كان تيار اليمين قد نجح في طرحه للاستفتاء على الشعب ويقضي بمنع بناء المآذن فوق التراب السويسري، في حين عبرت 43 في المائة من الكتلة الناخبة إما عن رفضها للقرار أو امتناعها عن التصويت لسبب من الأسباب .... قرار المنع المطروح للتصويت لا يشمل المساجد بل يقتصر على المئذنة كرمز ظاهر وصوت الميكروفون المزعج المنطلق من أعلى المئذنة ..... في السنة الماضية وافقت دولة قطر على بناء أول كنيسة سعيا منها للظفر بتنظيم أولمبياد 2016 على أرضها، حينها تبرع الحاكم بقطعة أرضية من حر ماله لتنفيذ المشروع من أجل تلبية الحاجة الروحية للجاليات المسيحية المقيمة والانفتاح على الآخر حسب التصريح الرسمي، لكن الكنيسة ستظهر بدون صلبان أو نواقيس احتراما للحساسيات المحلية!!!؟؟

والصليب والناقوس رمزان للمسيحية كما هو معروف تماما كالمئذنة ذات الهلال ومكبر الصوت الذي يتوعد غير المسلمين بالهلاك والبوار و عذاب جهنم ... 57 في المائة أبانت عن نضجها و تفهمها للحالة فصوتت ب \"نعم\" لمنع بناء المئذنة ، فماذا إذن عن الشريحة الرافضة للقرار أو الممتنعة عن التصويت والتي تفوق 40 في المائة و هي نسبة جد هامة ؟؟ والتي يجب استهدافها مستقبلا عبر حملات تحسيسية ودروس تكوينية لكونها إما تجهل الكثير عن مصادر الإرهاب و إما من المواطنين من خلفية إسلامية و البالغ عددهم أربعمائة ألف من المسلمين السويسريين...
 
57 في المائة مقابل 43في المائة نفس النتيجة سنحصل عليها في حالة تنظيم اقتراع مماثل بفرنسا أو انجلترا أو السويد أو ألمانيا، هناك عمل كثير ينتظر الحكومة السويسرية ومعها كل بلدان الغرب من أجل تحسيس مثل هذه الشرائح بخطورة عكرمة الشرير و هذه الشريحة تتكون من ثلاثة أصناف صنف يجهل حقيقة عكرمة الملعون فيصوت ضد القرار تضامنا مع مواطنيه من المسلمين .... و صنف غير مبال يقاطع مثل هذه الاستحقاقات و لا يعطي قيمة لصوته .... أما الصنف الأخير فهو من المسلمين المجنسين الذين صوتوا للقرار و يستفيدون من كل الخدمات الممنوحة للمواطن و أغلبيته يدعوا بالكوارث والحرائق على أوروبا .... عندما يضع خادم الحرمين قبلة على خد رئيس دولة غربية أو يمسك من يده مبديا السماحة و الترحاب فهذا لا يعني أنه من دعاة التساكن و التآلف، فعكرمة يسكنه من رأسه حتى أخمص قدميه ...ونفس الشأن ينطبق على مشايخ و أئمة المسلمين المشاركين في مؤتمرات وملتقيات حوار الأديان فمن تحت القناع أنياب حادة و أعين تتقد جمرا وتتطاير شرارة، و تحت العباءة خنجر مدهون باسم الزعاف . ثم ماذا عن منع بناء الكنائس ومتابعة المتنصرين في كل البلدان الاسلامي؟؟

ألم يكن عمر بن الخطاب هو البادئ بمنع بناء و ترميم الكنائس بالبلدان المفتوحة حسب ما جاء في العهد العمرية؟؟ وهاكم بعضا ما جاء في عهدة عمر بن الخطاب .. (....لا يحدثوا في مدينتهم ولا ما حولها ديرا أو كنيسة أو قلية ، ولا صومعة راهب و لا يجددوا ما خرب منها......) إلى أن تقول العهدة العنصرية أو لنسميها العمرية نسبة للفاروق .... ولا يظهروا صليبا و لا شيئا من كتبهم في طرق المسلمين و لا يجاوروا المسلمين بموتاهم و لا يضربوا ناقوسا إلا ضربا خفيفا و لا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم .......) أليست هذه قمة العنصرية بل لبها و عصارتها ....يا من تتحدثون عن المؤامرة ؟؟ أفلا تكفيكم أربعة مآذن و عشرات المساجد وعشرات من الأئمة الذين يحملون في قلوبهم الغل و الحقد والكراهية ...

المغرب
Assassi_64@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق